توقعات بوصول الذهب إلى 4900 دولار خلال 2026 بعد مكاسب غير مسبوقة

الإثنين، 29 ديسمبر 2025 04:37 م

الذهب

سجل سعر الذهب قفزات تاريخية مع نهاية 2025، بعدما تجاوز سعر الأونصة عالميًا حاجز 4500 دولار للأوقية، محققًا مستوى غير مسبوق، بشكل أعاد المعدن الأصفر إلى صدارة المشهد الاستثماري كملاذ آمن في أوقات الاضطراب.

هذا الصعود اللافت لم يكن بسبب عامل واحد، بل نتيجة لتداخل مجموعة من العوامل والمتغيرات الاقتصادية والسياسية التي دعمت المعدن الأصفر، والتي جاء في مقدمتها تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، واستمرار التوترات الجيوسياسية، إلى جانب التحول الواضح في سياسات البنوك المركزية حول العالم.

الذهب يحصل على دعم قوي من تدفقات صناديق الاستثمار

وبحسب CNN الاقتصادية، حصل الذهب على دعم قوي من تدفقات الاستثمار في صناديق التداول المدعوم بالذهب، إلى جانب استمرار مشتريات البنوك المركزية، وهو ما عزز الطلب الفعلي على المعدن، ووفر له حافز للصعود.

ويُنظر إلى هذه التدفقات باعتبارها مؤشرًا على ارتفاع توجه المستثمرين للتحوط من المخاطر، خاصة مع تراجع جاذبية الأصول ذات العائد الثابت، وتوجه البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة.

وعادة يستفيد الذهب من فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وارتفاع معدلات التضخم، وضعف العوائد الحقيقية، فمع تزايد الضبابية الاقتصادية بشأن الاقتصاد العالمي، يتجه المستثمرون للذهب باعتباره ملاذًا آمنًا وأداة لحفظ قيمة أموالهم.

وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن أسعار الذهب مرشحة للبقاء عند مستويات مرتفعة خلال عام 2026، بدعم من استمرار الطلب، حتى وإن تباطأت وتيرة الصعود مقارنة بعام 2025، والذي شهد قفزات استثنائية تاريخية وغير مسبوقة.

أداء استثنائي للذهب غير مسبوق

وأنهى الذهب عام 2025 محققاً أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، إذ ارتفعت الأوقية عالمياً بأكثر من 1835 دولار، بما يعادل 70%، بينما سجلت الأسعار في السوق المحلية مكاسب تتخطى 60% بما يعادل 2,270 جنيهًا منذ بداية العام 2025.

ويعكس هذا الأداء قوة الطلب العالمي، خاصة من البنوك المركزية التي زادت من مشترياتها على مدار العام، في إطار سياستها لتقليل الاعتماد على الدولار، تزامنًا مع تصاعد معدلات التضخم وتراجع الثقة في الدولار والعملات الأخرى.

ويمثل ضعف الدولار عاملاً رئيسيًاً في دعم وانتعاش أسعار الذهب، أدى إلى تقليل الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الأصفر، خاصة مع خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بإجمالي 75 نقطة أساس خلال عام 2025.

هل تستمر ارتفاعات الذهب في 2026؟

وترى المؤسسات العالمية مثل بنك جولدمان ساكس، أن الذهب يمثل أفضل رهان استثماري داخل أسواق السلع خلال عام 2026، كمان أنه ربما يسجل قمم جديدة مدعومة باستمرار مشتريات البنوك المركزية وتزايد الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر، متوقعة أن تتجاوز الأسعار مستوى 4900 دولار للأونصة في 2026.

في المقابل، تحذر المؤسسات العالمية من احتمالات حدوث تصحيحات سعرية مؤقتة، خاصة خلال الربع الأول من العام، في ظل عمليات جني الأرباح، وهو ما يشير إلى أن مسار الصعود قد يكون أقل حدة من 2025 لكنه لا يفقد الزخم الصعودي.

مصادر طلب جديدة على المعدن الأصفر

وأشارت تقديرات بنك جي بي مورجان، إلى أن هناك مصادر طلب جديدة على المعدن الأصفر، أبرزها شركات التأمين الصينية ومجتمع العملات الرقمية، والتي قد تمهد الطريق أمام الذهب لاختراق حاجز 5,055 دولارًا بنهاية 2026.

وجاء هذا التوقع، بعد عامٍ استثنائي شهد طلبًا انفجاريًا وارتفاعات سعرية غير مسبوقة، ما دفع البنك الاستثماري إلى التأكيد في نظرته المستقبلية لعام 2026، أن السوق الصاعدة لم تفقد زخمها بعد، في ظل استمرار العوامل الداعمة الرئيسية، وفقًا لما ذكرته "إنفستينج".

وتعتمد توقعات جي بي مورجان السعرية على استمرار الطلب القوي من المستثمرين والبنوك المركزية، مع توقع أن يبلغ متوسط مشتريات هذه الجهات نحو 585 طنًا ربع سنويًا خلال 2026، ويشمل ذلك نحو 190 طنًا من البنوك المركزية، و330 طنًا من الطلب على السبائك والعملات، إضافة إلى 275 طنًا سنويًا من الصناديق المتداولة والعقود الآجلة.

كل زيادة 100 طن ترفع سعر الذهب 2%

ويوضح التقرير، أن كل زيادة قدرها 100 طن فوق هذا المستوى تعني ارتفاعًا فصليًا يقارب 2% في سعر الذهب، ما يبرز حساسية الأسعار لأي تغيرات في وتيرة الشراء من قبل المستثمرين والبنوك المركزية.

ويرجح بنك جي بي مورجان، أن تبلغ مشتريات البنوك المركزية نحو 755 طنًا في 2026، وهو مستوى أقل من الذروة الأخيرة، لكنه لا يزال أعلى بكثير من متوسطات ما قبل 2022 التي تراوحت بين 400 و500 طن، ويشير التقرير إلى أن هذا الانخفاض لا يدل على تغير هيكلي في سلوك البنوك المركزية، بل هو نتيجة طبيعية لارتفاع الأسعار، إذ أصبح بإمكان هذه الجهات، تحقيق النسبة المستهدفة من الذهب في احتياطياتها، دون الحاجة لشراء كميات كبيرة كالسابق.

ورغم المكاسب الاستثنائية، يرى محللون أن الذهب يظل أداة للتحوط وحفظ القيمة على المدى الطويل، أكثر من كونه وسيلة لتحقيق أرباح سريعة، خاصة بعد عام استثنائي يصعب تكرار وتيرته بنفس القوة.

أسعار الذهب تحول مكاسبها إلى خسارة.. ما السبب؟

وافتتحت أسعار الذهب جلسة تداولات الأسبوع الجاري على تراجع ملحوظ، في حركة تصحيحية بعد عمليات جني الأرباح وتراجع الطلب على المعدن الأصفر بعد هدوء التوترات الجيوسياسية.

ويأتي تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد فيها اقتراب التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

أسباب التراجع الأخير في أسعار الذهب

وقال أسامة زرعي، خبير أسواق الذهب والمعادن الثمينة، إن السبب وراء الانخفاض الأخير بنهاية شهر ديسمبر 2025، هو وجود بنكين في الولايات المتحدة تعمل على إغلاق إجباري للصفقات بعد ارتفاع أسعار الذهب والفضة لأرقام قياسية، والذي يعني أنه في حالة ارتفاع السعر دولارين أو 3 دولارات أخرين، فلم يستطيع البنك تغطية باقي الصفقة نتيجة لإفلاسه، وعدم وجود السيولة الكافية التي تغطي الفارق بين الصفقة المعقودة وسعر المعدن المرتفع.

وأضاف "زرعي" خلال تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أنه وبعد ارتفاع أسعار المعادن الثمينة بشكل كبير، لم يتمكن البنكين من تغطية هذه الزيادة بأموال زيادة، ما أدى إلى توجههم للفيدرالي الأمريكي لسحب سيولة منه تكفي لتغطية هذه الارتفاعات، موضحاً أن البنك كان داخل عمليات بيع.

وأوضح أنه نتيجة لذلك اشترى البنكين صندوق استثمار في الفضة «SIL»، ما أدى إلى صفقة بنحو 420 مليون دولار، فضلاً عن الدخول في عمليات بيع للفضة، مشيرًا إلى أن ذلك ما يحدث بنهاية كل عام، ما أدى إلى تراجع الأسعار مع بداية تداولات الأسبوع الجاري للمعدنين الذهب والفضة.

استمرار انخفاض الذهب حتى أول 10 أيام من يناير 2026

وتوقع أنه جرى بيع الذهب من البنوك الأمريكية لتغطية أزمة صفقة الفضة والذهب، مشير إلى أنه من المتوقع استمرار حالة الانخفاض في سعر المعدنين الأصفر والأبيض حتى أول 10 أيام من شهر يناير 2026.

ولفت إلى أنه من المتوقع وصول أسعار الذهب إلى 5200 دولار للأوقية في أبريل المقبل 2026، مشيراً إلى أن الأسعار قد تتراوح ما بين 4600 إلى 4700 دولار حتى الربع الأول من العام 2026، ثم ترتفع إلى 5 آلاف و 5200 دولار، وهو ما ينعكس على الأسعار المحلية ليرتفع بنحو 800 جنيهًا.

وأكد أن الذهب لا يمكن أن يتراجع عن مستوى 4 آلاف دولار للأوقية في أي وقت، كما أن الذهب المحلي عيار 21 لا يمكن أن يصل إلى 5 آلاف جنيه مرة أخرى، موضحًا أنه الفترة المقبلة ستشهد تيسير كمي ومزيد من انخفاضات أسعار الفائدة، فضلًا عن مشتريات البنوك المركزية من الذهب، مما يشير إلى الاتجاه الصعودي للذهب وليس الهبوط إلى المستويات السابقة.

توقعات بخروج 10% من أموال البنوك إلى الذهب

ومع اقتراب نهاية العام الجاري 2025، تشهد خريطة الاستثمار في مصر تغيرات ملحوظة خلال الآونة الأخيرة، خاصة بعد خفض البنك المركزي المصري لأسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير في 2025، واقتراب انتهاء مدة العديد من الشهادات البنكية مع بداية العام الجديد 2026، وهو ما دفع الكثيرون للتفكير بشأن الاستثمار في الذهب، خاصة بعد انخفاض العائد البنكي.

تخوف من التضخم

قال محمود نجلة، الخبير الاقتصادي، إن جزء من الأموال المحفوظة في البنوك من الممكن أن تتحرك بالفعل ناحية الذهب، مشيراً إلى أن هذا أمر طبيعي ومتكرر في كل دورة خفض فائدة، لكن المهم إن هذا لا يعني موجة خروج جماعي من الشهادات البنكية.

وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات لـ"إيجي إن"، أنه من المتوقع غالبًا أن شريحة معينة من العملاء، خاصة التي تبحث عن الحفاظ على القيمة أو لديها تخوف من التضخم، تفضل تحوّل جزء من مدخراتها للذهب وليس كل المدخرات.

وتوقع الخبير الاقتصادي، أن التحركات المتوقعة من البنوك للذهب محدودة، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يتحرك منها ناحية الذهب غالبًا نسبة بسيطة لا تتعدى 5% إلى 10%، وهذا رقم طبيعي جدًا في سياق خفض الفائدة.

أموال شهادات البنوك تتحرك ناحية الذهب، خبير اقتصادي يوضح الأسباب

بعد خفض الفائدة، توقعات بتحرك 20% من السيولة النقدية إلى الذهب ( خاص)

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.