10 ملايين حاوية فارغة وسفن عملاقة خارج الخدمة، توقعات بأزمة في قطاع الشحن 2026

السبت، 27 ديسمبر 2025 08:16 م

لوجستيات

نفيسه محمود

مع نهاية عام 2025، والذي شهد توترات لوجستية أثرت بشكل كبير على التجارة العالمية، بدأت توقعات العام الجديد لقطاع الشحن تظهر بوضوح، وبشكل عام، تشير توقعات شركة intek logistics، أن عام 2026 سيشبه عام 2019 بنسبة كبيرة، ففي عام 2019 أي قبل جائحة كورونا، شهد قطاع الشحن زيادة في العرض مقابل الطلب، أي أن عدد السفن والشاحنات الموجودة كانت أكثر من حجم البضائع التي يتم نقلها.

ووفقًا لتوقعات شركة SURFF المحدودة، المتخصصة في قطاع الشحن، فإن القطاع سيشهد نموًا في سعة الشاحنات بنسبة 46% خلال عام 2026، مع نمو البضائع بنسبة 22% فقط، أي أن الشاحنين سيفرضون أسعارًا منخفضة لشحن بضائعهم على شركات الشحن، مما سيؤثر على هوامش أرباحهم، ويؤدي إلى تراجع نمو القطاع.

وأكدت شركة intek logistics، في التقرير الصادر عنها، أن أي ارتفاع ستشهده أسعار الشحن خلال عام 2026، لن يكون ناتجًا عن نمو حقيقي للاقتصاد، وارتفاع الطلب وزيادة البضائع، بل سيكون ناتجًا عن الحروب التجارية والرسوم الجمركية التي يتم فرضها بشكل مفاجئ مثل ما حدث في 2025.

بجانب التوترات الجيوسياسية التي أصبحت تجبر السفن على اختيار طرق أخرى أكثر صعوبة، مثل ما حدث مع قناة السويس في حرب غزة، عندما اضطرت السفن إلى تغيير مسارها وعدم المرور بالقناة، والذي ساهم في ارتفاع أسعار الشحن، وخاصة مع ارتفاع تكاليف التشغيل.

أزمة إفلاس تواجه شركات الشحن في 2026

وكان القطاع قد شهد أزمات إفلاس لعدد من الشركات الكبرى في 2025، منها شركات الشحن البري Trucking، الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي كانت تعتمد على السوق الفوري Spot Market، حيث تأثرت بأزمة انخفاض أسعار الشحن وارتفاع تكاليف التشغيل، مما أثر على أرباحها ولم تستطع دفع أقساط الشاحنات التي اشترتها في 2022 و2023.

وشهدت بعض شركات الشحن البحري، أزمة مالية بسبب حرب الأسعار التي حدثت نتيجة عودة شركات عملاقة للسوق مثل ميرسك وهاباج لويد، حيث أشعلوا المنافسة بأسعار منخفضة، مما أدى إلى إعلان بعض الشركات الصغيرة إفلاسها مع نهاية 2025، خاصة في الصين وأوروبا، وتوقع التقرير أن عام 2026، سيشهد استمرار المؤشرات السلبية الخاصة بإفلاس الشركات، وأن الشركات الكبرى لن تستطع شراء الشركات الأصغر بسبب ضعف الطلب.

توقعات بنمو التجارة في 2026 بنسبة 0.5%

وسيشهد عام 2026، نمو ضعيف للتجارة بنسبة 0.5%، مع ارتفاع عدد السفن الجديدة التي ستدخل الخدمة بنسبة 4.5%، وسيصل حجم الحاويات الفارغة إلى 10 ملايين حاوية، ويعتبر هذا الفائض كارثة على السوق، لأنه لن يكون هناك بضائع تكفي كل هذه الحاويات.

والعجيب أنه في ظل هذا الفائض، لا يتم التخلص من السفن القديمة، وخاصة أن هناك سفن عملاقة قديمة تعمل وتحمل أكثر من 12,000 حاوية، حيث تحتفظ الشركات بها متوقعة حدوث أي انتعاش مفاجئ، وهذا التمسك سكون نتيجته تفاقم أزمة الفائض في السوق.

وسيواجه القطاع أيضًا، تصادم بين فوائد الذكاء الاصطناعي وتكاليفه، حيث تشير التوقعات أن 75% من شركات القطاع ستعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، لتحسين خدماتها كتقليل وقت الرحلة والتنبؤ بوصول البضائع، ولكن في نفس الوقت، يهدد القطاع تكاليف استخدام الذكاء الاصطناعي، الذي يحتاج لمراكز بيانات عملاقة، والتي بدورها تستهلك كهرباء هائلة، وبالتالي ارتفاع تكاليف التشغيل.

الاتحاد الأوروبي يجبر شركات الشحن على الدفع مقابل 70% من انبعاثاتها في 2026

وبسبب ظهور تكاليف إجبارية مؤخرًا، ستزداد الضغوط على القطاع، فمنذ مايو 2025، تم منع استخدام الوقود التقليدي في منطقة البحر المتوسط، وظهرت قوانين إلزامية باستخدام الوقود الأخضر، والذي يعتبر أغلى بكثير، مما يزيد من تكاليف الشحن، هذا بجانب أنه مع بداية 2026، سيجبر الاتحاد الأوروبي جميع شركات الشحن على دفع ضرائب كربون مقابل انبعاثاتها، ففي 2024، كانت الشركات تدفع مقابل 20% من انبعاثاتها، وفي 2025، ارتفعت إلى 40%، ومن المفترض أن تزيد في 2026 إلى 70%، مع توقعات أن تصل في 2027 إلى 100%، مما يؤكد على زيادة تكاليف الشحن في العام المقبل.

وسيتعقد المشهد في 2026، بسبب الرسوم الجمركية، ففي خلال 2025 بدأ التجار بشراء وشحن كميات ضخمة من البضائع وتخزينها، حتى يتفادون حرب الرسوم الجمركية، مما أدى إلى امتلاء المخازن، وهو ما سيسبب في 2026، انكماش الطلب على شركات الشحن، لأن التجار لن يحتاجون إلى بضائع جديدة.

التضخم يدفع البنوك المركزية لخفض أسعار الفائدة في 2025، ماذا ينتظر العالم في 2026؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.