السبت، 27 ديسمبر 2025

06:48 م

خريطة أسواق المال العالمية بين نمو 9% في 2025 وتوقعات 14% لـ2026

السبت، 27 ديسمبر 2025 03:20 م

أسواق المال في 2026

أسواق المال في 2026

نفيسه محمود

شهد عام 2025، أداءً قويا لأسواق المال العالمية على الرغم من الضغوط الاقتصادية التي شهدها العالم، فوفقًا لتقديرات  "جولدمان ساكس"، فقد شهدت الأسواق الناشئة حالة من الانتعاش والنمو القوي، وقد تمكنت من تحقيق إغلاقات شهرية لمدة 9 أشهر متتالية بأرقام إيجابية، بالتحديد من بداية الربع الأول لعام 2025، وحتى نهاية الربع الثالث، بمعنى، أن أسعار أسهم هذه الأسواق سجلت ارتفاعات مع نهاية كل شهر مقارنة ببدايته، وتكررت هذه الارتفاعات لمدة 9 أشهر، وهذا يدل على قوة السوق، وليس مجرد الصدفة التي ساعدت على نمو الأسهم.

كيف ساعد ضعف الدولار على انتعاش أسواق المال؟

ويرجع هذا الانتعاش إلى العلاقة العكسية مع الدولار، فضعف الدولار ساعد على تخفيف ضغوط التمويل عن الأسواق، بمعنى، أنه ساعدها على سداد ديونها، لأن الدول الناشئة وحتى الشركات الكبيرة في الغالب عندما تقترض أموال تكون بالدولار، وإذا كان الدولار قويًا، تواجه الدول والشركات صعوبة في شراء الدولار عند سداد ديونها، والعكس صحيح، عندما يضعف الدولار، تقل قيمة الديون، وبالتالي يصبح سدادها أسهل.

ساعد أيضًا ضعف الدولار، في زيادة جاذبية الأصول، لأنه عندما تضعف العملة، يفضل المستثمرون شراء أسهم أو عقارات أو أي أصول أخرى في الدول الناشئة بدلًا من ترك ثروتهم في عملة تفقد قيمتها.

مؤشر MSCI للأسواق الناشئة نمو 7% في سبتمبر

وشهد  MSCI للأسواق الناشئة نموا ملحوظا خاصة في سبتمبر، ويعتبر هذا المؤشر من أهم المؤشرات التي تقيس مدى صحة ونمو الأسهم في الدول الناشئة، وكان قد حقق خلال سبتمبر فقط نسبة نمو 7%، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة جدًا، قد تحتاج الأسهم لسنة كاملة حتى تستطيع الوصول إلى هذه النسبة.

شهدت الأسواق أيضًا تحولا نقديا قويا خلال 2025، فالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدلًا من رفع أسعار الفائدة، قرر خفض أسعار الفائدة، وعندما تنخفض أسعار الفائدة على الدولار، يصبح الطلب على الودائع والسندات أقل طلبًا، ويبدأ المستثمرون في اختيار مصادر أخرى للاستثمار، مثل ضخ أموالهم في أسواق ناشئة مثل مصر والبرازيل، لأنها توفر للمستثمرين عوائد مرتفعة على الرغم من أن المخاطر تعتبر أعلى في هذه الأسواق.

تطور سعر الفائدة الاسمي للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من يناير إلى ديسمبر 2025

فخلال عام 2025، حاول الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن يسيطر على معدلات التضخم، وخفض تكاليف الاقتراض، ففي خلال الجزء الأول من العام، ثبت الفيدرالي أسعار الفائدة عند (4.25% - 4.5%)، وأبقاها مرتفعة، وكان السبب الرئيسي هو خوف الفيدرالي الأمريكي من ارتفاع أسعار السلع لمستوى جنوني، بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي تم فرضها، والذي أدى إلى زيادة أسعار السلع المستوردة، والنتيجة هو ارتفاع التضخم من 2.3% في إبريل إلى 3% في سبتمبر.

وفي اجتماع سبتمبر 2025، قرر الفيدرالي خفض الفائدة لأول مرة منذ انتهاء عام 2024، حيث خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس، أي 0.25%، ليصبح سعر الفائدة (4% - 4.25%)، ومع نهاية العام خلال اجتماعات شهري أكتوبر وديسمبر، واصل الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، بنسبة 0.25% في كل اجتماع، حتى سجلت أسعار الفائدة مع نهاية عام 2025، حوالي (3.5% إلى 3.75%)، ووصلت تكاليف الاقتراض إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2022.

 بنك “جولدمان ساكس” قد رفع السعر المستهدف لمؤشر MSCI من 1370 إلى 1480 نقطة

وكان بنك "جولدمان ساكس"، قد رفع السعر المستهدف لمؤشر MSCI من 1370 إلى 1480 نقطة في خلال 12 شهر، حيث وفر 8% عوائد سعرية إضافية للدولار، بمعنى، عندما يرفع البنك السعر المستهدف لمؤشر MSCI للأسواق الناشئة، فهذا يعني أنها تؤكد للمستثمرين أن الاستثمار في أسهم دول مثل البرازيل وكوريا ومصر، وهي دول أسواق ناشئة، على الرغم من أن أسعار أسهمها رخيصة الآن، ولكنها لديها فرصة للزيادة، فالبنك يتوقع أن تزداد قيمة أسهمها من 1370 إلى  1480  نقطة، أي بزيادة 110 نقاط خلال مدة قصيرة وهي 12 شهرًا فقط.

وحدد  البنك نسبة الربح المتوقعة لارتفاع سعر المؤشر، بنسبة 8% على الدولار، وتأكيده على أن هذه الربحية على الدولار بالتحديد، يؤكد على أن هذا الربح حقيقي، ومحمي من التقلبات التي تعاني منها العملات المحلية الضعيفة.

ما الفرق بين النمو الوهمي والنمو الحقيقي؟

ومن المهم فهم توقعات الأرباح، والتفرقة بين النمو الوهمي والنمو الحقيقي، ففي البورصة، يمكن أن ترتفع أسعار الأسهم بسبب الشائعات أو ارتفاع المضاربات، وهذا يعتبر ارتفاعا أو نموا مزيفا، أما عندما ترتفع الأسهم بسبب زيادة أرباح الشركات الحقيقية، تصبح أسهمها أغلى، وهذا نمو طبيعي، وفي 2025، توقع جولدمان ساكس، أن تنمو أرباح شركات الأسواق الناشئة بنسبة 9% خلال عام 2025، على أن يستمر هذا النمو مسجلًا 14% في عام 2026.

فرص استثمارية غير مستغلة في الأسهم الكورية والصينية

وأشارت توقعات جولدمان ساكس، وجود فرص استثمارية غير مستغلة في الأسهم الكورية والصينية، فبتقييم الأسهم الكورية نجد أنها تعاني من حالة عدم تقدير، فالقيمة الدفترية لها تساوي (P/B Ratio < 1)، بمعنى أنه إذا كان هناك شركة كورية قيمتها الحقيقية على سبيل المثال 100 مليون دولار، يتم بيع أسهمها في البورصة بقيمة 80 مليون دولار فقط، وكشفت الإحصائيات أن 70% من الأسهم الكورية تعاني من نفس الأزمة، ويرجع انخفاض أسعار الأسهم الكورية لهذه الدرجة، إلى ضعف الإدارة وانتشار أخطاء توزيع الأرباح بين المساهمين.

وبالنظر لقارة إفريقيا، تشير التوقعات عن أرباح مستقبلية لأسهم جنوب إفريقيا، وخاصة أنها تعتبر من أكبر المصادر المعدنية في العالم، وخاصة الذهب، وعندما يرتفع سعر الذهب عالميًا، يؤدي ذلك إلى زيادة ربحية الشركات وبالتالي زيادة الضرائب التي تحصل عليها الحكومة، وهو ما يساعد على ارتفاع نسبة التوظيف وفي النهاية انتعاش الاقتصاد، الذي ساعد الحكومة على خفض أسعار الفائدة وتقليل تكلفة الاقتراض.

وخلال 2025، استطاعت جنوب إفريقيا أن تستغل ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية، لانتعاش اقتصادها، ما ساعدها على خفض فوائد القروض، وبالتالي توفير أرباح إضافية للشركات، وهو ساعد على ارتفاع أسعار أسهما وبالتالي تسارع المستثمرون على شراء أسهمها لأنها توفر أرباح مضمونة.

أسواق المال في 2026

الأسواق الناشئة مثل المجر وسلوفينيا والتشيك تحقق مكاسب تجاوزت الـ60%

أما بالنسبة للأسواق الأوروبية، فشهدت بعض الأسواق الناشئة مثل المجر وسلوفينيا والتشيك، مكاسب مرتفعة تجاوزت الـ60%، أي أن المستثمرين الذي استثمروا في هذه الأسواق مع بداية عام 2025، استطاعوا أن يضاعفوا استثماراتهم خلال شهور، حتى أن المنطقة استحوذت على 10 مراكز في قائمة أفضل 20 سوقًا في العالم، فقد شهد اليورو ارتفاعا بنسبة 20% مقابل ارتفاع الدولار بنسبة 34%.

أداء سوق الأسهم خلال 2025

وفي تقرير صادر عن شركة KPMG العالمية، وهي متخصصة في تقديم خدمات التدقيق والضرائب والاستشارات المهنية، حيث أكدت على انتعاش واضح للأسهم خلال الربع الثالث، فقد ارتفعت الأسهم الأمريكية بنسبة 16% خلال 2025، أما الأسهم الأوروبية فارتفعت بنسبة 31%، وارتفعت الأسهم البريطانية بنسبة 24%.

وارتفعت الأسهم الصينية بنسبة 38%، بسبب الدعم الحكومي وارتفاع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، بينما ارتفعت الأسهم الكندية بنسبة 29% بسبب ارتفاع أسعار أسهم شركات النفط والمعادن، بينما انخفضت الأسهم الهندية بنسبة 3%، ويرجع ذلك بسبب انخفاض الطلب عليها من المستثمرين الذين أجمعوا على ارتفاع أسعارها بشكل غير منطقي بالنسبة لأرباحها، وشهدت أسهم القاهرة الإفريقية ارتفاع ضخم وصل إلى 39%، نتيجة جذب استثمارات ضخمة ، خاصة في مناطق شمال أفريقيا.

وكانت أكثر القطاعات التي شهدت نموا في الأرباح خلال 2025، هي قطاع المواد بنسبة تجاوزت الـ35% بسبب ارتفاع الطلب على المعادن، وقطاع الاتصالات بنسبة 31% وقطاع التكنولوجيا بنسبة 29%، وارتفعت قطاعات الصناعة بنسبة 24%، والقطاع المالي بنسبة 23%، وتراجعت أرباح قطاع الرعاية الصحية بنسبة 2%، وقطاع الطاقة بنسبة 6%، وقطاع السلع الاستهلاكية بنسبة 5%.


توقعات أسواق المال لعام 2026

تشير التوقعات بأن عام 2026، سيكون عاما مميزا وأكثر ملاءمة للاستثمار في الأصول الخطرة، مثل أسهم الأسواق الناشئة والعملات الرقمية، مقارنة بالسنوات السابقة، وأن أرباح الشركات والاقتصادات الكبرى ستعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع أن يكون التمويل المرتبط بالتكنولوجيا هو المحرك الرئيسي لأسواق الائتمان وليس مجرد الاستهلاك أو العقارات.

وذلك لأن أغلب الديون والائتمان، كان تأتي من القروض الاستهلاكية وقروض التمويل العقاري، ولكن التوقعات الجديدة تشير إلى أن عام 2026، ستذهب الديون بنسبة أكبر إلى شركات التكنولوجيا، التي تحاول التوسع في بناء مراكز بيانات أذكى، وصناعة رقائق إلكترونية أكثر تطورًا، ووفقًا لـ"مورجان ستانلي"، فإن حجم الاستثمارات المطلوبة بمراكز البيانات هو 3 تريليونات دولار، ولكن حتى الآن تم استثمار 20% فقط منها.

وتشير التوقعات إلى أن الأسهم الأمريكية ستشهد مكاسب مرتفعة، تصل إلى 14%، فقد وصل مؤشر S&P 500 إلى 7800 نقطة خلال 12 شهرًا فقط، وستشهد الأسهم اليابانية ارتفاعا بنسبة 7%، أما الأسهم الأوروبية 4% فقط.

وقد استندت توقعات نمو الأسهم الأمريكية بهذه النسبة على عدة عوامل، منها خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وخفض ضرائب الشركات بحوالي 129 مليار دولار خلال عامي 2026 و2027 بموجب قانون One Big Beautiful، وعودة قوة التسعير للشركات، وارتفاع أرباح الذكاء الاصطناعي.

أما بالنسبة لتوقعات الأسهم الأوروبية والأسواق الناشئة، فتوقع “ مورجان ستانلي ”، بأنها ستشهد نموا ضعيفا، وستواجه تحديات هيكلية، مع تراجع التنافسية في قطاع التصنيع لصالح الصين، وبالحديث عن الصين، فتشير التوقعات أنها ستشهد تعافي اقتصادي وإن كان بطيء، أما اليابان فستشهد إصلاحات مالية وتنظيمية وزيادة التدفقات على سوق الأسهم.

وبالنسبة لتوقعات عوائد سندات الخزانة الأمريكية، فتشير التوقعات أنه سيكون هناك انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال النصف الأول من عام 2026، وبعدها سترتفع إلى أكثر من 4% مع نهاية عام 2026.

وفي سوق العملات، يتوقع تراجع الدولار خلال النصف الأول من 2026، وخاصة أنه تراجع بنسبة 10% في النصف الأول من 2025، وتعتمد هذه التوقعات عوامل ضغط مثل المخاوف التي تحوم حول سوق العمل الأمريكي وحالة عدم اليقين من السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وخفض أسعار الفائدة.

الدولار

اقرأ أيضًا:

التضخم يدفع البنوك المركزية لخفض أسعار الفائدة في 2025، ماذا ينتظر العالم في 2026؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search