الجمعة، 26 ديسمبر 2025

01:09 م

المعادن الأرضية النادرة، صراع السيطرة على 92 مليون طن

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 09:39 ص

المعادن الأرضية النادرة

المعادن الأرضية النادرة

في عالم يزداد اعتمادًا على التكنولوجيا الحديثة، أصبحت المعادن الأرضية النادرة أكثر من مجرد عناصر كيميائية في الجدول الدوري، فهي تمثل أدوات نفوذ استراتيجي للدول والشركات الكبرى. 

هذه المعادن، التي تضم 17 عنصرًا رئيسيًا، تدخل في صميم صناعة الهواتف الذكية، والسيارات الكهربائية، والطائرات، وحتى أنظمة الدفاع المتقدمة، ما جعلها مادةً استراتيجيةً لا يستهان بها.

رغم تسميتها بـ"النادرة"، فإن هذه المعادن ليست نادرة بالمعنى التقليدي، بل تتواجد في القشرة الأرضية بكميات كبيرة نسبيًا، تفوق بعض المعادن الأخرى مثل الرصاص. 

إشكالية التوزيع الجغرافي والطلب المتزايد 

لكن المشكلة تكمن في التوزيع الجغرافي المحدود وصعوبة الاستخراج والمعالجة، ما يحولها إلى سلعة استراتيجية أكثر من كونها خامًا شائعًا، ووفقًا للتقديرات الأخيرة، يبلغ الاحتياطي العالمي من المعادن الأرضية النادرة نحو 92 مليون طن، وهو رقم يبدو كبيرًا، لكنه يتوزع بشكل غير متساوي بين الدول.

المعادن الأرضية النادرة هي جزء من الجدول الدوري للعناصر

المعادن الأرضية النادرة هي جزء من الجدول الدوري للعناصر، الأرض النادرة هي معدن فضي يوجد في جيوب صغيرة مدمجة في الصخور الصلبة، وهناك سبعة عشر عنصرًا مختلفًا:

  • النيوديميوم
  • سماريوم
  • السيريوم
  • الإربيوم
  • الديسبروسيوم
  • الهولميوم
  • براسيوديميوم
  • اللوتيتيوم
  • الجادولينيوم
  • اللانثانم
  • اليوروبيوم
  • تيربيوم
  • الإيتربيوم
  • الثوليوم
  • الإيتريوم
  • البروميثيوم
  • سكانديوم

وأكثرها شهرة هو النيوديميوم، لأنه عنصر مغناطيسي قوي، وللنيوديميوم العديد من الاستخدامات، بدءًا من مولدات توربينات الرياح وحتى المحركات الكهربائية، وتقوم صناعة الموسيقى بدمجها مع السماريوم لصنع مكبرات الصوت وسماعات الرأس.

العناصر الستة عشر الأخرى مفيدة لمحركات الأقراص الصلبة وأشعة الليزر، يستخدمها المصنعون أيضًا لمحولات الطاقة ومعدات مراقبة الكوارث الطبيعية.

أكبر الدول المالكة لاحتياطيات المعادن الأرضية النادرة

الدولة

الاحتياطي

(مليون طن)

الصين

44.0

البرازيل

21.0

الهند

6.9

أستراليا

5.7

روسيا

3.8

فيتنام

3.5

الولايات المتحدة

1.9

جرينلاند

1.5

تنزانيا

0.89

جنوب إفريقيا

0.86

كندا

0.83

باقي دول العالم

1.015

الاحتياطي العالمي

91.9

تحتكر الصين نصف الاحتياطيات العالمية تقريبًا، بواقع 44 مليون طن، ما يمنحها قوة اقتصادية وسياسية هائلة في الأسواق العالمية، والصين ليست مجرد أكبر مالك لهذه المعادن؛ بل هي أيضًا المنتج الأكبر، حيث تستحوذ على 68.5% من إجمالي الإنتاج العالمي. 

هذه السيطرة تمنح بكين قدرة على التأثير في أسعار السوق العالمية، بل واستخدام المعادن كأداة ضغط سياسي، كما ظهر بوضوح خلال الحروب التجارية الأخيرة مع الولايات المتحدة.

البرازيل تأتي في المرتبة الثانية باحتياطي يبلغ 21 مليون طن، تليها الهند بـ6.9 مليون طن، وأستراليا بـ5.7 مليون طن، هذه الدول الست الكبرى تمثل نحو أربعة أخماس الاحتياطيات المؤكدة عالميًا، بينما تمتلك الولايات المتحدة احتياطيًا محدودًا يبلغ 1.9 مليون طن، ما يجعلها تعتمد بشكل كبير على واردات المعادن من الخارج، خاصة من الصين.

الاحتياطيات الأقل شهرة 

تثير الاحتياطيات الأقل شهرة في دول مثل جرينلاند، التي تقدر بـ1.5 مليون طن، اهتمامًا استراتيجيًا كبيرًا، هذه الأرقام تفسر جزئيًا الاهتمام الأمريكي بالجزيرة، حيث يرتبط امتلاك هذه الموارد بأمن الطاقة والقدرة على تأمين سلاسل الإمداد الحرجة للصناعات التكنولوجية والعسكرية. 

حتى الدول الإفريقية مثل تنزانيا وجنوب إفريقيا وكندا، تمتلك احتياطيات محدودة نسبيًا، لكنها قد تصبح محورًا للابتكار والبحث في استخلاص المعادن بكفاءة أعلى مستقبلًا.

مع تصاعد الطلب على الإلكترونيات والسيارات الكهربائية، فضلاً عن توسع البنية التحتية لمراكز البيانات، تتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب على المعادن الأرضية النادرة بنسبة تتراوح بين 50% و60% بحلول عام 2040. 

هذا الطلب المرتفع، مقابل تركز الإنتاج في عدد محدود من الدول، يخلق سوقًا عالمية شديدة التقلب، تتأثر بالعوامل الجيوسياسية والتجارية.

الحروب التجارية الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة أبرزت هذه الديناميكية، حيث فرضت الصين قيودًا على تصدير المعادن النادرة، مطالبة بالحصول على تراخيص قبل الشحن، وهو ما أثار قلق الصناعات الأمريكية واليابانية والأوروبية التي تعتمد على هذه المعادن. 

التوصل إلى هدنة تجارية

إلا أن التوصل إلى هدنة تجارية أخيرًا خفف بعض القيود، لكنه لم يغير الحقائق الأساسية، الاعتماد على الصين في هذا المجال سيستمر في المستقبل القريب، ما يفرض على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي البحث عن مصادر بديلة أو تطوير قدرات استخراج محلية.

في الختام، تتحول المعادن الأرضية النادرة من مجرد موارد طبيعية إلى أدوات قوة استراتيجية، تحركها الجغرافيا السياسية، والابتكار التكنولوجي، وقوانين السوق. 

السيطرة على هذه الموارد ليست مسألة اقتصادية فقط، بل قضية أمن قومي لكل دولة تتطلع إلى حماية صناعاتها واستدامة نموها التكنولوجي. 

ومع توقع زيادة الطلب في العقود القادمة، ستظل المعادن الأرضية النادرة على رأس أولويات صانعي السياسات والمستثمرين على حد سواء.

 

اقرأ أيضًا:

الصين تطلق تراخيص لتصدير المعادن النادرة لتعزيز الإمدادات الحيوية

أزمة المعادن النادرة تهدد صناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة في أوروبا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search