-
خاص لـ«إيجي إن»، 500 قطعة جديدة لإصدارات العملات التذكارية للمتحف المصري الكبير
-
«صناعة الأخشاب» لـ«إيجي إن»: التيسيرات الضريبية تدعم الشفافية وتوسع قاعدة الممولين
-
مصر تمد التزام خليج السويس ودلتا النيل مع إيني الإيطالية حتى 2040
-
هل ترفع وزارة الكهرباء العدادات القديمة في 2026؟، مسؤول حكومي يوضح لـ«إيجي إن»
روسيا تدخل سباق المعادن النادرة.. محاولة متأخرة لتغيير قواعد اللعبة
الخميس، 13 نوفمبر 2025 10:20 ص
المعادن النادرة الصينية
في مشهد عالمي تشتد فيه المنافسة على الموارد الحيوية، تسعى موسكو اليوم إلى تأمين موقع متقدم في سوق المعادن الأرضية النادرة، تلك العناصر التي أصبحت شريانًا أساسيًا للصناعات التكنولوجية والطاقة المتجددة.

وبينما تهيمن الصين على معظم مراحل الإنتاج والتكرير، تحاول روسيا اللحاق بالركب عبر خطط طموحة، لكنها تصطدم بتحديات اقتصادية وتقنية وجيوسياسية معقدة.
الفرصة الروسية.. احتياطيات ضخمة وإنتاج متواضع
تشير بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) إلى أن روسيا تمتلك خامس أكبر احتياطيات من المعادن النادرة في العالم بنحو 3.8 مليون طن، متفوقة على الولايات المتحدة التي تمتلك 1.9 مليون طن فقط.
ومع ذلك، فإن الإنتاج الروسي لا يعكس هذه الثروة، إذ لا يتجاوز 2500 طن متري سنويًا، أي ما يعادل 0.64% فقط من الإنتاج العالمي عام 2024.
هذا التناقض بين الإمكانيات والواقع يعكس فجوة كبيرة في البنية التحتية التعدينية الروسية، وفي قدرات المعالجة الصناعية التي تمثل العقبة الأهم أمام تحويل الخام إلى منتجات عالية القيمة.
أمر بوتين.. خارطة طريق للحاق بالصين
في خطوة تعكس إدراك الكرملين لأهمية هذا القطاع، أصدر الرئيس فلاديمير بوتين تعليماته لإعداد خطة وطنية متكاملة لاستخراج وإنتاج المعادن النادرة بحلول ديسمبر المقبل.
الهدف المعلن، تحقيق اكتفاء استراتيجي وزيادة القدرة التصديرية، في وقت تتفاقم فيه التوترات الجيوسياسية حول سلاسل التوريد العالمية.
لكن السؤال المطروح هو: هل تستطيع روسيا تحويل هذه الخطط إلى واقع في ظل العقوبات الغربية، ونقص الاستثمارات الأجنبية، وصعوبة الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة لمعالجة المعادن؟

الصين في المقدمة.. وروسيا تبحث عن نافذة
تنتج الصين ما يقارب 70% من المعادن النادرة المكررة عالميًا، وتتحكم في سلسلة القيمة من التعدين إلى التصنيع. أما روسيا، فتجد نفسها أمام خيارين استراتيجيين:
التعاون مع الصين: وهو خيار منطقي اقتصاديًا، إذ تمتلك بكين الخبرة والمصانع والأسواق، كما يمكن لموسكو أن تصبح موردًا خامًا إضافيًا لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع جارتها الشرقية.
الانفتاح على الغرب: خيار أكثر تعقيدًا، لكنه يمنح روسيا فرصة الوصول إلى التكنولوجيا والأسواق الأمريكية، خاصة في ظل محاولات واشنطن تنويع مصادرها بعيدًا عن الصين.
غير أن العلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن، والحرب المستمرة في أوكرانيا، تجعل من الاحتمال الثاني أكثر صعوبة، على الأقل في المدى القريب.
اقرأ أيضًا:
المعادن النادرة.. صراع الغرب لتقليص هيمنة الصين على المستقبل
معركة النفوذ الجيواقتصادي
لا يمكن فصل سباق المعادن النادرة عن التنافس الجيوسياسي الأوسع بين القوى الكبرى، ففي حين تحاول الولايات المتحدة بناء سلاسل توريد بديلة مع دول آسيا الوسطى وأستراليا وإفريقيا، تتحرك روسيا والصين لتعزيز الشراكات الثنائية وتقاسم النفوذ في مناطق غنية بالموارد مثل ميانمار وجرينلاند وإفريقيا.
إضافة إلى ذلك، فإن قرار الصين الأخير بتعليق القيود على صادرات المعادن النادرة لمدة عام مقابل تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية، يعكس هشاشة التوازن في هذه السوق الحساسة، التي يمكن لأي قرار سياسي أن يقلب موازينها بين ليلة وضحاها.

التحدي التقني والاقتصادي
رغم ضخامة احتياطياتها، تواجه روسيا تحديًا في جودة الخام ونقص تقنيات الفصل والمعالجة الكيميائية اللازمة لإنتاج العناصر النقية.
ويقول الخبير ويليس توماس من مجموعة CRU إن “التعدين هو الجزء الأسهل، لكن القيمة الحقيقية تكمن في المعالجة والتكرير، وهو ما مكن الصين من الهيمنة على السوق”.
كما أن ضعف الشفافية في بيانات القطاع الروسي يزيد من غموض الصورة، فبينما تزعم وزارة الموارد الطبيعية الروسية أن احتياطياتها تبلغ 28.5 مليون طن، وهي أعلى بكثير من التقديرات الأمريكية، يشكك محللون في دقة هذه الأرقام.
اقرأ أيضًا:
في قلب الصراع بين واشنطن وبكين، سباق التسلح يبدأ بمغناطيسات المعادن النادرة
طموح واقعي أم تحدي صعب التحقيق؟
من الواضح أن روسيا تدرك أهمية دخول سباق المعادن النادرة كجزء من استراتيجيتها لمواجهة العقوبات الغربية وتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط والغاز.
لكن نجاحها في ذلك يتوقف على قدرتها على جذب استثمارات أجنبية، وتطوير تقنيات المعالجة المحلية، وإقامة شراكات دولية متوازنة لا تجعلها رهينة لطرف واحد.
حتى الآن، تظل روسيا لاعبًا صغيرًا في سوق تسيطر عليها الصين بلا منازع، لكن في ظل اشتداد المنافسة العالمية، قد يكون لدى موسكو فرصة ولو متأخرة لتغيير قواعد اللعبة، إذا ما نجحت في تحويل مواردها الجيولوجية إلى قوة اقتصادية استراتيجية في العقد القادم.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
%156 رسوم على واردات السكر، قرار يعيد رسم ملامح السياسة التجارية في المكسيك
12 نوفمبر 2025 06:10 م
هل يدوم منتجك لعام واحد فقط؟ اكتشف كيف يغير السعر قواعد اللعبة
12 نوفمبر 2025 05:00 م
توقعات مقلقة تلوح في الأفق، فائض كبير يهدد سوق النفط العالمي حتى منتصف 2026
12 نوفمبر 2025 11:00 ص
أكثر الكلمات انتشاراً