الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

03:17 م

الناتو يحذر من سلاح روسي محتمل يستهدف «ستارلينك» ويهدد أمن الفضاء

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 10:56 ص

ستارلينك

ستارلينك

رجّحت تقديرات استخباراتية صادرة عن دولتين عضوين في حلف شمال الأطلسي أن تكون روسيا تعمل على تطوير سلاح جديد مضاد للأقمار الصناعية، صُمّم خصيصًا لتعطيل منظومة «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» المملوكة لإيلون ماسك، وتأتي هذه التحذيرات في وقت يتزايد فيه القلق الغربي من تصاعد عسكرة الفضاء وتحوله إلى ساحة صراع مفتوحة.

وبحسب وثائق اطّلعت عليها وكالة «أسوشييتد برس»، يعتمد السلاح المحتمل على ما يُعرف بـ«سلاح تأثير المنطقة»، وهو نظام يهدف إلى إغراق المدارات التي تعمل فيها أقمار «ستارلينك» بسحب كثيفة من المقذوفات المعدنية عالية الكثافة، ويُعتقد أن هذا الأسلوب قد يسمح بتعطيل أعداد كبيرة من الأقمار الصناعية دفعة واحدة، لكنه في الوقت نفسه ينطوي على مخاطر جسيمة، نظرًا لاحتمال تسببه في أضرار واسعة لأنظمة فضائية أخرى لا علاقة لها بالنزاع.

تقليص التفوق الغربي في مجال الفضاء

وتشير التقديرات الاستخباراتية إلى أن الدافع الرئيسي وراء هذا التوجه الروسي هو تقليص التفوق الغربي في مجال الفضاء، خاصة بعد الدور المحوري الذي لعبته منظومة «ستارلينك» في دعم أوكرانيا خلال الحرب المستمرة، فقد وفرت الأقمار ذات المدار المنخفض اتصالات عالية السرعة للقوات الأوكرانية، وأسهمت في عمليات القيادة والسيطرة وتوجيه الأسلحة، إلى جانب دورها الحيوي في إبقاء المدنيين والمؤسسات الحكومية على اتصال في المناطق المتضررة من الضربات الروسية.

وأبدى عدد من المحللين تشككهم في إمكانية نشر مثل هذا السلاح دون التسبب في فوضى فضائية واسعة النطاق يصعب احتواؤها، ويرى هؤلاء أن أي استخدام مكثف لمقذوفات عشوائية قد يهدد ليس فقط أقمار الدول الغربية، بل أيضًا الأنظمة الفضائية الروسية نفسها، فضلًا عن أقمار دول أخرى مثل الصين، التي تعتمد بشكل متزايد على الفضاء في مجالات الاتصالات والدفاع والملاحة.

وتذهب بعض التحليلات إلى أن هذه التداعيات المحتملة قد تشكّل عامل ردع لموسكو، يمنعها من المضي قدمًا نحو الاستخدام الفعلي لهذا النوع من الأسلحة، وفي هذا السياق، عبّرت فيكتوريا سامسون، المتخصصة في أمن الفضاء بمؤسسة «العالم الآمن»، عن شكوك عميقة حيال جدية هذا السيناريو، معتبرة أن الإقدام على خطوة كهذه سيكون مفاجئًا وغير منطقي في ظل الكلفة الاستراتيجية الباهظة.

على الجانب الآخر، رأى قائد قسم الفضاء في الجيش الكندي، البريغادير جنرال كريستوفر هورنر، أن احتمال تطوير روسيا لمثل هذه القدرات لا يمكن استبعاده كليًا، خاصة في ضوء اتهامات أميركية سابقة لموسكو بالسعي إلى تطوير أسلحة فضائية ذات تأثير واسع، بما في ذلك أفكار مرتبطة بأسلحة نووية في المدار، وأشار إلى أن من الصعب تخيّل كيفية حصر تأثير المقذوفات في منظومة «ستارلينك» وحدها، محذرًا من أن الحطام الناتج قد يخرج سريعًا عن السيطرة ويصيب كل ما يوجد في المدار ذاته.

وتعزز هذه المخاوف حقيقة أن روسيا سبق أن اختبرت في عام 2021 صاروخًا مضادًا للأقمار الاصطناعية أدى إلى تدمير قمر قديم، مخلفًا آلاف القطع من الحطام، وأعلنت موسكو مؤخرًا نشر منظومة «إس-500» الصاروخية القادرة على استهداف أهداف في المدار المنخفض، ما يعكس اتساع نطاق قدراتها الفضائية العسكرية.

المشروع لا يزال في مرحلة تطوير نشطة

ورغم خطورة السيناريو المطروح، لم تحدد المعلومات الاستخباراتية توقيتًا واضحًا لوصول روسيا إلى مرحلة نشر هذا النظام، كما لم تؤكد ما إذا كان قد خضع لاختبارات فعلية، وأفاد مسؤول مطّلع على هذه التقديرات بأن المشروع لا يزال في مرحلة تطوير نشطة، وأن تفاصيله تخضع لحساسية عالية.

ويرى بعض الخبراء أن هذه الأبحاث قد تكون ذات طابع تجريبي أو نظري، أو حتى محاولة لإرسال رسائل ردع سياسية أكثر منها استعدادًا لاستخدام فعلي، ويُحتمل، بحسب هذه القراءة، أن التلويح بقدرات تهدد استقرار الفضاء يهدف إلى الضغط على الخصوم أو دفعهم لإعادة حساباتهم الاستراتيجية.

في المحصلة، يثير الحديث عن سلاح يستهدف منظومة «ستارلينك» مخاوف أوسع تتجاوز الصراع الحالي، ليضع مستقبل الأمن الفضائي العالمي على المحك، وذالفوضى المحتملة التي قد تنتج عن أي استخدام لمثل هذه الأسلحة لا تهدد دولة بعينها، بقدر ما تنذر بإغلاق الفضاء أمام الجميع، وتحويله من مجال للتعاون والتكنولوجيا إلى ساحة صراع عالية المخاطر.

اقرأ أيضًا:

قمر "ستارلينك" يدخل مسار هبوط تدريجي بعد تعرضه لعطل فني

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search