ستارلينك تمهد لعصر الجيجا بايت بطفرة في الإنترنت الفضائي

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 06:30 ص

ستارلينك

محمد السيد

شهدت شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك، التابعة لشركة سبيس إكس، طفرة كبيرة خلال عام 2025، محققة قفزات نوعية في سرعات التحميل والرفع، لتنتقل من مشروع طموح إلى واحدة من أسرع شبكات الإنترنت الفضائي في العالم.

وتأتي هذه الإنجازات نتيجة التوسع الكبير في عدد الأقمار الصناعية والتحديثات البرمجية الدقيقة التي حسّنت أداء الشبكة على المستويين الفضائي والأرضي.

سرعات التحميل عبر “ستارلينك” ارتفعت بنسبة تتجاوز 50%

تشير أحدث البيانات إلى أن سرعات التحميل عبر “ستارلينك” ارتفعت بنسبة تتجاوز 50% مقارنة ببداية العام، إذ قفز المتوسط من نحو 150 ميجا بايت في الثانية إلى أكثر من 200 ميجا بايت حاليًا، بينما سجلت سرعات الرفع زيادة مماثلة من 20 إلى أكثر من 30 ميجا بايت في الثانية، والأكثر إثارة أن عددًا كبيرًا من المستخدمين أبلغوا عن تحقيق سرعات تحميل تخطت 300 وأحيانًا 400 ميجا بايت في الثانية في أوقات الذروة، وهو ما يعكس قوة التحسينات التقنية التي تم تنفيذها مؤخرًا.

134 عملية إطلاق لأقمار “ستارلينك” باستخدام صواريخ “فالكون”

وكانت “سبيس إكس” قد نفذت 134 عملية إطلاق لأقمار “ستارلينك” باستخدام صواريخ “فالكون”، وهو رقم يفوق إجمالي عمليات الإطلاق خلال العام الماضي بأكمله، وقد ساهمت النسخ الأحدث من الأقمار الصناعية، المعروفة باسم “ستارلينك V2 Mini”، في تعزيز كفاءة الشبكة، إذ أصبحت تمثل أكثر من نصف إجمالي الكوكبة المدارية العاملة حاليًا، هذا الانتشار السريع انعكس بوضوح على تجربة المستخدمين الذين بدأوا يلمسون استقرارًا أعلى وسرعات أكثر استجابة للخدمات السحابية والبث المباشر.

تحديثات برمجية واسعة عززت قدرات تشكيل الحزم الإشارية في الفضاء

ولم تكتفِ الشركة بالتوسع في البنية التحتية المدارية، بل أطلقت أيضًا تحديثات برمجية واسعة عززت قدرات تشكيل الحزم الإشارية في الفضاء وطورت أداء المحطات الأرضية، ورغم أن أحد هذه التحديثات تسبب في انقطاع مؤقت للخدمة، فإن النتائج اللاحقة كانت إيجابية للغاية، حيث ارتفعت السرعات بشكل لافت بعد استئناف التشغيل، كما تستعد “سبيس إكس” حاليًا لإطلاق الجيل الجديد من الأقمار “ستارلينك V3”، التي يبلغ حجم الواحد منها بعد نشره الكامل ما يقارب حجم طائرة “بوينغ 737”، ما يعكس مدى تطور قدراتها الاستيعابية.

مرحلة جديدة لسرعات الإنترنت الفضائي

ومن المنتظر أن تحمل كل عملية إطلاق عبر صاروخ “ستارشيب 3” القادم ما يعادل 20 ضعف سعة الأقمار الحالية، أي نحو 60 تيرا بايت في الثانية من السعة الإضافية، وهذه القفزة ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة تصل فيها سرعات الإنترنت الفضائي إلى مستوى الجيجا بايت في عام 2026، وهو مستوى كان حتى وقت قريب حكرًا على شبكات الألياف الضوئية الأرضية، ورغم أن هذه السرعات ستتوفر مبدئيًا عبر طبق “بيرفورمانس” المتقدم، إلا أن الشركة تدرس تحديث النسخة القياسية من “ستارلينك كيت” لتوفير تجربة أكثر سرعة لمستخدميها ودخول عصر الجيجا بايت، مع الحفاظ على التكلفة في نطاق تنافسي.