روسيا تدخل سباق الإنترنت الفضائي، هل تهدد هيمنة ستارلينك؟
الخميس، 18 سبتمبر 2025 06:51 ص

قمر صناعي روسي
ميرنا البكري
قررت روسيا أن تدخل ساحة جديدة ليس مجرد استعراض قوة عسكرية أو إطلاق صواريخ تقليدية، لكن في مجال الإنترنت الفضائي الذي أصبح عصب الحياة الرقمية، فإعلان رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) عن تطوير بديل لـ ستارلينك ليس مجرد خبر تقني، لكنه خطوة اقتصادية استراتيجية تكشف محاولة روسيا لاستعادة مكانتها في "اقتصاد الفضاء" بعد سنوات من الركود.

لماذا تهيمن ستارلينك؟
يسيطر ماسك بـ أكثر من 8000 قمر صناعي، مما يجعل ستارلينك أكبر شبكة اتصالات فضائية في العالم، كما أنها استخدامهال ا يقتصر على مجرد إنترنت في مناطق نائية، بل سلاح في الحرب الأوكرانية، حيث تعتمد عليه القوات الأوكرانية بشكل أساسي، كما أن ستارلينك نموذج اقتصادي مرن، حيث استطاع ماسك تخفيض تكلفة الإطلاق مقارنةً بالروس حينما اخترع فكرة إعادة استخدام الصواريخ.
بمعنى آخر، ستارلينك ليس مجرد مشروع ربحي، بل أيضًا "أداة جيوسياسية" تخدم مصالح أمريكا وحلفائها.
روسيا واللحظة الفاصلة
اعترف رئيس روسكوسموس الجديد دميتري باكانوف، بأن الوكالة كانت متحجرة في تفكيرها، والآن يؤكد على وجود تجارب فعلية تعمل في المدار، والإنتاج بدأ يتحسن ليمشي بوتيرة أسرع.
هناك شركة روسية ناشئة (بيرو 1440) تقود المشروع، أي روسيا أدركت أن “الإنترنت الفضائي”ليس رفاهية، بل مستقبل الأمن القومي والسيادة الرقمية.
البُعد الاقتصادي للمشروع الروسي
إذا نجحت روسيا في بناء نظام إنترنت فضائي:-
1. تقليل الاعتماد على الغرب، وتوفير بديل محلي يخدم المؤسسات العسكرية والشركات الروسية.
2. مصدر دخل جديد، فقد تبيع الخدمة لدول تبحث عن استقلال رقمي بعيد عن أمريكا (مثل إيران، فنزويلا، دول أفريقيا).
لكن التحديات ضخمة، وأبرزها:-
1.تكاليف الإطلاق مرتفعة للغاية مقارنة بـ SpaceX.
2.تأخر البنية التحتية الروسية تقنيًا.
3.أصبح السوق العالمي مزدحم (بخلاف ستارلينك في شركات صينية وأوروبية بتطور أنظمة مشابهة).
روسيا تستطيع المنافسة أم لا؟
قد تركز روسيا على السوق المحلي والعسكري، وليس المنافسة التجارية مع ستارلينك، وإذا استطاعت المحافظة على التمويل والابتكار، قد تدخل أسواق إقليمية في آسيا وإفريقيا.
على المدى الطويل، من الصعب بأن تلحق ستارلينك إلا إذا تحالفت مع الصين أو الهند لتوزيع التكاليف وزيادة عدد الأقمار بسرعة.
درس من الماضي، رفض ماسك في 2002
الطريف أن الروس نفسهم اعترفوا بغلطة تاريخية عام 2002، ذهب ماسك لموسكو لكي يشتري صاروخ باليستي قديم لإطلاق مركبات فضائية، وقتها رفض الروس، والنتيجة اخترع ماسك طريقة أرخص، وأصبح هو المتصدر، والروس الآن يدفعون ثمن التأخر.
النتائج والاستنتاجات
1. تحاول روسيا استعادة نفوذها في اقتصاد الفضاء بعد أن فقدت ريادتها لصالح أمريكا.
2. تظل ستارلينك المهيمن على الأقل في العقد الحالي، لكن وجود منافس روسي سيزود التوترات الجيوسياسية في "حروب الفضاء".
3. المكاسب الاقتصادية لروسيا غير مضمونة إلا لو استطاعت إيجاد تحالفات دولية أو تمويل كبير.
4. التأثير السياسي أهم من التجاري، فهذا المشروع بالنسبة لروسيا ليس مجرد بيزنس، بل ورقة قوة في مواجهة أمريكا.
سباق فضاء بطعم الإنترنت
اتضح المشهد أكثر، فالإنترنت الفضائي هو "النفط الجديد" لكن في المدار المنخفض، سبق ماسك بخطوات كثيرة، وتحاول روسيا الآن اللحاق قبل أن تصبح مستحيلة، السؤال هنا، هل روسيا تستطيع المنافسة وخلق ستارلينك روسي بالفعل، أم ستكرر نفس سيناريو "الرفض القديم" وتبقى في مقعد المشاهد؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
روبوتات التمريض المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. حل مبتكر لأزمة نقص الكوادر الطبية
18 سبتمبر 2025 07:31 ص
لأول مرة في عهد ترامب.. تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة على الأسواق العالمية
18 سبتمبر 2025 01:01 ص
مصر تُراهن على السياحة، كيف تُخطط مصر لتحقيق أعلى معدلات الاستثمار؟
16 سبتمبر 2025 09:45 م
أكثر الكلمات انتشاراً