الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

12:54 ص

بين العولمة الحذرة وإلغاء العمل عن بعد، المخاوف من الذكاء الاصطناعي تتغيّر في 2025

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 11:13 م

العمل عن بعد

العمل عن بعد

ميرنا البكري

لم يكن عام 2025 كما رسمته التوقعات، فلم يقع الركود الاقتصادي الذي استعد له الجميع، وأيضًا لم يكن هناك قفزات نوعية في العوائد والإنتاجية التي كان يُفترض أن تجلبها طفرة الذكاء الاصطناعي.

ما حدث كان الأخطر، حيث ظهرت تحولات عميقة وبطيئة نسبيًا، لكنها غيرت قواعد اللعبة، فالاقتصاد العالمي لم ينهار، لكنه لم ينطلق أيضًا، الشركات لم تفلس، لكنها فقدت يقينها، لم يحدث تسريح جماعي للموظفين، لكنهم أصبحوا أكثر تمسكًا بوظائفهم منذ أي وقت مضى.

يُمكن وصف 2025 بأنه عام إعادة توزيع القوة داخل الاقتصاد بين الشركات والموظفين، وبين البشر والذكاء الاصطناعي، وبين المرونة والاستقرار، مما جعل هذا العام عام “التحولات الكبرى”، دون صدمة واحدة واضحة.

8 ways to reduce labour costs in your company
الموظفين في عام 2025

الذكاء الاصطناعي خرج من كونه أداة، واقتحم دور الزميل

لسنوات كان يُنظر للذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة مساعدة لكتاية الإيميل وتلخيص التقرير أو تجهيز عرض تقديمي، لكن 2025 شهدت النقلة الحقيقية، مع ظهور وكلاء الذكاء الاصطناعي.

فوكلاء الذكاء الاصطناعي، ليس مجرد شات بوت يجاوب على أسئلة، بل أنظمة تتخذ قرارات وتنظم العمل وتقوم بمهام كاملة داخل الفرق بمفردها، كأنها موظفًا فعليًا، فهذا التحول كان يمثل ضغطًا مباشرًا على الوظائف الإدارية والمتوسطة، وكسر وهم العائد السريع من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

رغم أن السوق وصلت لحوالي 8 مليارات دولار، ومتوقع أن تصل لـ48 مليار بحلول 2030، فالعوائد لم تأتِ بسرعة، والشركات اكتشفت أن التقنية بمفردها ليست كافية، وأن البيانات والبنية والتنظيم أهم، فيمكن القول أن 2025 كانت عام الإدراك، وليس لتحقيق الأرباح.

 

سلاسل الإمداد العالمية، من أزمة مؤقتة إلى مخاطرة دائمة

اعتقد الكثيرون أن أزمة سلاسل الإمداد، انتهت مع كورونا، لكن موجة التعريفات الجمركية الجديدة في إبريل 2025 كشفت أن المشكلة أعمق، فسلاسل الإمداد تواجه مخاطرة دائمة، وبالتالي ترتفع تكاليف التشغيل وتتعطل خطط الاستثمار، وأيضًا أصبح التوريد ملف سيادي داخل الشركات، فأغلب هذه الشركات بدأت تفكر بعقلية الدول، تقرب التصنيع وتنوع الموردين، وتحسب السياسة قبل السعر، مما يعني أن عصر العولمة الرخيصة انتهى، وأن الاقتصاد دخل مرحلة "العولمة الحذرة".

 

العودة إلى المكتب، قلق الشركات وليس عقاب للموظفين

كانت سنوات العمل عن بُعد، تُحسب كمكسب واضح للموظفين، لكن في 2025 المعادلة تغيرت، فسوق العمل ضعف والذكاء الاصطناعي رفع من إحساس الاستبدال لدى الموظفين، والشركات وجدت الفرصة لتستعيد السيطرة مرة أخرى.

ونتج عن ذلك أن 33% من الشركات الأمريكية فرضت الحضور الكامل، وربع شركات Fortune 500 (قائمة تصنف أكبر 500 شركة بأمريكا) قامت بنفس الأمر، وهو ضعف معدلات العام السابق، واقتصاديًا هذا يعني أن الشركات تقلل المرونة عمدًا لكي تستعيد السيطرة التنظيمية، حتى لو كان على حساب الرضا الوظيفي، فهذه ليست معركة مكاتب بل معركة على من يحدد شروط اللعبة.

How to Spot a Work from Home Scam | Choose Work! - Ticket to Work - Social  Security
العمل عن بُعد

"التمسك بالوظيفة" خلق سوق توظيف مشلول

من أغرب ظواهر 2025 كانت ظاهرة التمسك بالوظيفة، فالموظف قلق من التسريحات، وأيضًا من احتمالية أن يحل الذكاء الاصطناعي محله، مما دفعه للتمسك بوظيفته.

في المقابل، الشركات تنتظر المرشح المثالي وترفض الاستثمار في تدريب الموظفين، وفي بعض الأحيان تنشر وظائف وهمية لطمأنة السوق، وأسفر عن ذلك شلل اقتصادي واضح، فمنذ الإعلان عن الوظيفة وحتى التعيين الفعلي، استغرقت العملية في المتوسط 58 يومًا، وثلث الوظائف الشاغرة ظلت دون تعيين، وبالتالي اتسعت فجوة المهارات بدلًا من أن تغلق.

 

المديرون المتوسطون في مهب الريح

وقعت أكبر الخسائر البشرية في 2025 على عاتق الإدارة الوسطى، من تقليص أدوار ودمج مسؤوليات وتحميل الناجين أعباء إضافية، وفي نفس الوقت، الأجيال الجديدة غير متحمسة للإدارة نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يهدد المهام التنظيمية، والدور القيادي فقد بريقه.

الخطورة هنا ليست فورية، لكنها مستقبلية، لأن التساؤل الحقيقي إذا تم القضاء على طبقة المديرون الآن، فمن سيقود الشركات بعد 10 سنوات؟

لم تكن 2025 عام سقوط كبير أو انطلاقة قوية، لكنها كانت إعادة ضبط هادئة، تم اتخاذ بها العديد من القرارت دون ضجيج، لكنها ستؤثر على المدى الطويل، فالذكاء الاصطناعي أصبح لاعب حقيقي في الاقتصاد، وسلاسل الإمداد عادت كمصدر قلق دائم، كما أن الشركات بدأت تستعيد جزء من سيطرتها، في حين أن الموظفين أصبحوا أكثر حذرًا والقيادة نفسها دخلت منطقة حساسة.

دخل العالم اقتصاديًا مرحلة عنوانها “إدارة القلق وعدم اليقين”، والمقبل لن يربح فيه أسرع شركة أو أكبرها، لكن الأذكى، والأكثر استعدادًا، ومن يوازن بطريقة صحيحة بين الإنسان والتكنولوجيا.

 

اقرأ أيضًا:-

انخفاض التوظيف وارتفاع الحذر، كيف تخنق السياسات التجارية سوق العمل الأمريكي؟

أداة ذكاء اصطناعي جديدة تتنبأ بالأمراض الناتجة عن الطفرات الجينية

How To Support Middle Managers To Be Able to Lead | Entrepreneur
الإدارة الوسطى

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search