السيليكون الذهبي يُعيد تشكيل المشهد الصناعي المصري
الإثنين، 15 ديسمبر 2025 06:57 م
دكتورة شيماء وجيه، الخبيرة الاقتصادية والمصرفية
بقلم الدكتورة شيماء وجيه:
يمثل منح مجلس الوزراء الرخصة الذهبية لشركة العلمين لمنتجات السيليكون نقطة تحول محورية في توجه الدولة نحو تعميق التصنيع المحلي ورفع القيمة المضافة للصادرات، إذ يعكس القرار انتقالا واضحا نحو دعم الصناعات الثقيلة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة خاصة مع مشروع إقامة وتشغيل مصنع لتصنيع وتنقية السيليكون وبدائله ومشتقاته على مساحة 714 ألف متر بمدينة العلمين الجديدة، وهو مشروع لا يتوقف عند كونه توسعا صناعيا فحسب، بل يعد توجها استراتيجيا نحو المواد التي تُبنى عليها صناعات المستقبل من الطاقة الشمسية إلى الشرائح الإلكترونية والصناعات الزجاجية عالية النقاء ويأتي هذا المشروع في توقيت تسعى فيه الدولة إلى رفع تنافسية الصادرات الصناعية عبر تطوير منتجات قادرة على دخول سلاسل القيمة العالمية، حيث يستهدف المصنع توجيه 50% من إنتاج المرحلة الأولى للتصدير، و من المرجح ان ترتفع إلى 60% في المرحلة الثانية وهو ما يعني تحولًا نوعيًا في هيكل الصادرات المصرية، و يعكس زيادة في معدلات تدفقات النقد الأجنبي، و يضمن توسيع قاعدة الإنتاج الصناعي المدر للدخل، بما يحقق أحد أهم أهداف خطط الدولة الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.
ويكتسب المشروع أهمية إضافية كونه يسهم في توطين التكنولوجيا المرتبطة بإنتاج السيليكون المعدني عبر الأفران الكهربائية وإنتاج السيليكونات الوسيطة وهي تقنيات عالية القيمة لا تتوفر عادة إلا في الاقتصادات الصناعية الكبرى كما ان إدخال هذه التكنولوجيا إلى السوق المصري يمثل خطوة جوهرية في بناء قاعدة صناعية متقدمة قادرة على خلق صناعات تكميلية في المستقبل، بما يرسخ مفهوم التحول نحو اقتصاد صناعي معرفي يرتكز على التكنولوجيا المتطورة، وليس علي الصناعات التقليدية منخفضة القيمة.
كما أن اختيار مدينة العلمين الجديدة كموقع للمشروع يعكس رؤية متكاملة لخلق بيئة صناعية حديثة تتكامل مع البنية التحتية المتطورة في المدينة ومع قربها من الموانئ البحرية قد يجعلها بالتاكيد نقطة مثالية لعمليات التصدير، ويؤسس لظهور تجمع صناعي قادر على جذب استثمارات إضافية في الصناعات المرتبطة بالسيليكون ومن المتوقع أن يسهم المشروع في دعم سوق العمل من خلال توفير نحو 250 فرصة عمل مباشرة و2000 فرصة غير مباشرة، وهي وظائف ذات طبيعة صناعية متقدمة تسهم في رفع مستوى المهارات الفنية داخل السوق المصري، وتدعم وجود كوادر قادرة على العمل في الصناعات عالية التقنية و هو ما يعزز العائد التنموي للمشروع ويمنحه أثرا ممتدا على المدى الطويل.
ومع التقديرات التي تشير إلى الانتهاء من أعمال المشروع في نهاية يونيو 2027، يصبح من الواضح أن الدولة ستتحرك نحو تأسيس قاعدة إنتاجية مستدامة تسهم في تعزيز القدرة التصديرية، وتدعم استقرار ميزان المدفوعات، وتضع الصناعات التكنولوجية ضمن مسار النمو الاقتصادي ولذلك، فإن منح الرخصة الذهبية لمصنع السيليكون بمدينة العلمين الجديدة لا يمثل موافقة إجرائية بقدر ما يعبر عن توجه اقتصادي جديد يقوم على دعم الصناعات التكنولوجية الثقيلة و يستهدف زيادة الصادرات ذات القيمة المضافة، و يخلق منظومة صناعية متكاملة قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا، لتصبح هذه الخطوة إحدى العلامات المهمة على انتقال الاقتصاد المصري إلى مرحلة أكثر تطورًا في نموذج التصنيع والنمو المستقبلي.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
شيماء جمال تكتب.. التربية المالية لأطفالنا بلا وعي مالي
15 ديسمبر 2025 02:39 م
مي المرسي تكتب: هل للفن قواعد؟.. بين السؤال والضرورة
15 ديسمبر 2025 12:29 م
محمود جاويش يكتب.. من أدخل الـ«توك توك» وقرر إعدامه؟
13 ديسمبر 2025 05:15 م
أكثر الكلمات انتشاراً