الجمعة، 12 ديسمبر 2025

02:35 م

محمد الصو يكتب.. اقتصاد رمضان بين موسم الدراما وأرباح المنصات

الجمعة، 12 ديسمبر 2025 12:08 م

محمد الصو

محمد الصو

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، أجد نفسي على المستوى الشخصي أعود لاهتمامي القديم بالدراما الرمضانية، ليس فقط من باب المتابعة والمتعة، ولكن من زاوية اقتصادية بحتة، بعدما تحول الموسم إلى أهم موسم حصاد  في صناعة الدراما المصرية.

مشاهدة ما يحدث خلف الكاميرا باتت لا تقل إثارة عما يحدث أمامها، إنتاجات ضخمة، صفقات بملايين، ومنافسة تشبه سباق بورصة لا يهدأ، يمكنني القول أنني عاصرت ذلك على أرض الواقع من خلال عملي بمدينة الإنتاج الإعلامي وأجد أماكن التصوير والكرفانات ومديري الإنتاج وأموال يتم ضخها بشكل هائل سواء للفنانين أو أماكن التصوير، أملًا في عودتها بعد ذلك أرباحًا طائلة.

ولأن رمضان لم يعد موسماً فنياً فحسب، بل أصبح قوة اقتصادية حقيقية، فإن تكلفة إنتاج مسلسل واحد باتت تتراوح تقريبًا بين 25 و70 مليون جنيه، بينما تقفز في الأعمال الكبرى إلى 120 و150 مليون جنيه وربما أكثر.

ورغم هذا الإنفاق الضخم، فإن العائد التجاري لا يقل ضخامة فحقوق البث والإعلانات والمنصات الرقمية قد تمنح العمل الناجح أرباحاً تتجاوز ضعف التكلفة، لتصل أحياناً إلى 100 و200 مليون جنيه بل وتصل أحيانًا إلى 300 مليون جنيه، والأرقام هنا ليست مجرد بيانات، بل دليل على صناعة تُحرك آلاف الوظائف وتضخ مليارات في السوق خلال أسابيع قليلة.

وفي السنوات الأخيرة، دخلت المنصات الرقمية على خط المكاسب بشكل عنيف، وأصبحت لاعباً أساسياً لا يمكن تجاهله، فالمنصات تحقق أرباحاً ضخمة من اشتراكات المستخدمين خلال رمضان، حيث تتضاعف نسب المشاهدة ويزداد الإقبال على الاشتراكات الجديدة، خاصةً مع عرض مسلسلات حصرية.

بعض التقديرات تشير إلى أن المنصات قد تحقق مكاسب تعادل 20–30% من أرباحها السنوية في هذا الشهر وحده، والأهم أنها أصبحت شريكاً في صناعة القرار الدرامي، بل وتؤثر في شكل المحتوى ونمط السرد وحتى اختيار النجوم.

صناعة الدراما لا تدر أموالًا فقط على أصحابها أو العاملين بيها، ولكنها اقتصاد قوي للدولة، فهي أيضاً مستفيد رئيسي من هذا الحراك الضخم فالشركات التي تنتج وتعلن وتوزع تعمل ضمن منظومة تدفع ضرائب ورسوم تشغيل، وتشغل آلاف العاملين في مجالات التصوير، المعدات، الديكور، المونتاج، الإضاءة، النقل والخدمات اللوجستية.

كما تساهم حركة الإنتاج المكثفة في تنشيط الاقتصاد الإبداعي والسياحة الداخلية، حيث تُستخدم مواقع تصوير ومناطق خدمات تستفيد مباشرة من هذا النشاط، وبالتالي، فإن الدراما لم تعد مجرد محتوى يُعرض، بل قطاع اقتصادي متكامل يعزز موارد الدولة.

لكن وسط كل هذه المكاسب، تبقى الأسئلة الممكن طرحها، هل يؤثر هذا الاندفاع نحو الربحية على جودة المحتوى؟ وهل ما زال المشاهد هو الأولوية أم أصبح مجرد مستهلك في معادلة اقتصادية كبرى؟ وما مستقبل هذه الصناعة إذا بدأت المنصات تتحكم أكثر في طبيعة ما يُنتج، على حساب التنوع والابتكار؟

ورغم تلك التساؤلات، تظل الحقيقة ثابتة، أن دراما رمضان أصبحت موسماً اقتصادياً لا يقل وزناً عن مواسم السياحة والبيع بالتجزئة.

وبين شغفي كمشاهد، وفضولي كمتابع للاقتصاد الإعلامي، لا يمكنني إلا أن أطرح سؤالاً جديداً كل عام هل نقترب من صناعة درامية أكثر نضجاً أم أننا نمضي نحو موسم تتضخم فيه الأرقام أكثر مما يتطور فيه المحتوى؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافه لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search