الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

07:34 ص

2030 بين الطموح والواقع، من يقود التنمية المستدامة عالميًا قبل 5 سنوات من خط النهاية؟

الإثنين، 24 نوفمبر 2025 10:18 ص

التنمية المستدامة

التنمية المستدامة

بعد عقد كامل من إطلاق خطة التنمية المستدامة 2030، يجد العالم نفسه أمام لوحة تجمع بين التقدّم في بعض المناطق والتراجع في أخرى، في لحظة مفصلية تسبق الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة، كخارطة طريق لمستقبل أفضل.

ورغم أن 190 دولة من أصل 193 قدمت خطط عمل وطنية لاستعراض جهودها، إلا أن الصورة الشاملة تكشف عن عالم لا يزال بعيدًا عن التحوّل المنشود.

التنمية المستدامة

التزام دولي واسع لكن بثغرات واضحة

يعد الحجم الكبير لمشاركة الدول في الاستعراضات الوطنية الطوعية (VNRs) مؤشرًا على الزخم السياسي الذي لا يزال يحظى به ملف التنمية المستدامة. 

فمن بين 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، لم تشارك سوى 3 دول فقط هي الولايات المتحدة وميانمار وهايتي، كما أقدمت 39 دولة على تقديم استعراضات جديدة خلال عام 2025 وحده.

هذا الالتزام لم يقتصر على المستوى الوطني، بل امتد أيضًا إلى المستوى المحلي، إذ سجل حتى مارس 2025 حوالي 249 استعراضًا محليًا طوعيًا تقدم لأول مرة نظرة تفصيلية عن تنفيذ الأهداف داخل المدن والأقاليم.

آسيا تتصدر السباق وأوروبا تحافظ على الصدارة التقليدية

وأظهر تقرير التنمية المستدامة لعام 2025 أن منطقة شرق وجنوب آسيا كانت الأكثر تقدمًا منذ عام 2015، مدفوعة بتحسن سريع في المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في التعليم والصحة والبنية التحتية.

وتبرز دول مثل نيبال وأوزبكستان والسعودية والإمارات ضمن أسرع الدول تقدمًا في مساراتها الإقليمية، ما يعكس جهودًا حقيقية لتعويض الفجوات التنموية.

مؤشرات التنمية المستدامة

أوروبا: الصدارة مستمرة رغم التحديات المناخية

لا تزال فنلندا على رأس العالم في مؤشر التنمية المستدامة، مع وجود 19 دولة أوروبية ضمن أفضل 20 دولة عالميًا، لكن خلف هذا التفوق، تبرز تحديات بيئية عميقة، خاصة في:

    •    العمل المناخي (SDG 13)

    •    الحفاظ على التنوع البيولوجي (SDG 15)

وبذلك تواجه أوروبا مفارقة بين تفوقها الهيكلي وصعوبة التقدم في الأهداف البيئية الأكثر تعقيدًا وتعطشًا للتمويل.

وللمرة الأولى، تدخل الصين (مرتبة 49) والهند (مرتبة 99) ضمن أفضل 50 و100 دولة عالميًا، ورغم الفجوة الكبيرة بين البلدين، يعكس هذا التقدم قوة تأثير الاقتصادات الناشئة في إعادة تشكيل الخريطة التنموية العالمية.

الصورة العامة: العالم خارج المسار والوقت ينفد

ورغم الجهود المبذولة، تظهر البيانات أن أهداف التنمية المستدامة لا تسير على الطريق الصحيح عالميًا، وأن 17% فقط من الأهداف تحقق تقدمًا ملموسًا.

كما أعادت النزاعات، وتراجع التمويل، والأزمات الاقتصادية العديد من الدول إلى الوراء، لكن وعلى الجانب المشرق، تحقق تقدم ملحوظ في الوصول إلى الكهرباء (SDG 7)، البنية التحتية الرقمية مثل الإنترنت والنطاق العريض (SDG 9)، خفض وفيات الأطفال وحديثي الولادة (SDG 3)، وهو ما يشير إلى أن النجاحات ممكنة عندما يتوفر التمويل والاستقرار.

التنمية المستدامة

الولايات المتحدة في المرتبة الأخيرة عالميًا في دعم التعددية

في تطور لافت، تصدرت بربادوس مؤشر دعم التعددية في الأمم المتحدة، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأخيرة، بعد إعلانها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب إعلان معارضتها الرسمية لخطة 2030، هذا التحول يعيد رسم التوازنات الدبلوماسية التقليدية، ويترك فراغًا ملحوظًا في قيادة المبادرات متعددة الأطراف.

التمويل: العقدة الكبرى في مسار 2030

أكبر عائق أمام تحقيق الأهداف وفق تقرير التنمية المستدامة هو الحيز المالي المحدود في الدول النامية، فهناك نصف سكان العالم تقريبًا يعيشون في دول عاجزة عن الاستثمار الكافي في التنمية، وتلتهم الديون جزءًا كبيرًا من ميزانيات الحكومات.

بينما يبقى الوصول إلى التمويل طويل الأجل منخفض التكلفة حلمًا بعيدًا، ويعاني العالم من نقص تمويل حاد للمنافع العامة العالمية مثل التغير المناخي، والصحة، واستقرار الأنظمة المالية.

إصلاح الهيكل المالي العالمي: أولوية قمة FfD4

يبرز التقرير الحاجة الملحة لإصلاح ما يسمى بـ الهيكل المالي العالمي (GFA)، الذي يسهل تدفق رؤوس الأموال إلى الدول الغنية على حساب الدول الناشئة رغم امتلاك الأخيرة معدلات عائد أعلى.

وتتجه الأنظار الآن إلى مؤتمر تمويل التنمية FfD4 في إشبيلية (يونيو–يوليو 2025)، حيث تنتظر قرارات مصيرية يمكن أن تعيد رسم مسار التمويل التنموي عالميًا.

التنمية المستدامة

سباق مع الزمن

بين النجاح الإقليمي والتراجع العالمي، وبين طموحات اقتصادية ضخمة وواقع مالي مقيد، يظل العالم أمام مفترق طرق حاسم، فالسنوات الخمس المتبقية حتى 2030 تحتاج إلى إصلاحات مالية جذرية، وإرادة سياسية أقوى، والتزامات بيئية أكثر جدية، وشراكات دولية تعيد الاعتبار للتعددية، وإلا فإن أهداف التنمية المستدامة، التي وضعت كخارطة طريق لمستقبل أفضل، قد تتحول إلى طموحات مؤجلة لأجل غير معلوم.

اقرأ أيضًا:

باستثمارات 60 مليار جنيه، التحول الرقمي يقود قاطرة التنمية المستدامة بمصر

الاقتصاد الأخضر تسبب في خسائر الانبعاثات الكربونية بنحو 317 مليون دولار

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search