العدادات الذكية تحقق تنمية مستدامة والإسهامات بالطاقة الشمسية والرياح تزداد بـ15%

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 02:53 م

الطاقة النظيفة

محمد السيد

تسعى مصر لتسريع وتيرة تحولها إلى مركز إقليمي للطاقة المتجددة، إذ بلغت قدرات الطاقة الشمسية والرياح المركبة حتى نهاية 2024 نحو 7.3 جيجاوات، بزيادة قدرها 15% عن العام السابق، وفق تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، وتقوم شركات مثل مصدر الإماراتية وإنجي الفرنسية، بضخ استثمارات تتجاوز 1.2 مليار دولار في مشروعات طاقة الرياح الجديدة بالبحر الأحمر، ما يعكس ثقة المستثمرين في البنية التحتية المصرية.

تقليل زمن الاستجابة للأعطال

ويعد أحد أبرز ملامح هذه الطفرة، متمثلًا في اعتماد أنظمة اتصالات متقدمة لإدارة المحطات، حيث تستخدم غرف التحكم المركزية في القاهرة، وشمال الصعيد تقنيات SCADA، والتي تسمح بمراقبة أداء التوربينات والألواح الشمسية لحظيًا، وأسهم هذا في رفع كفاءة التشغيل بنحو 18%، مع تقليل زمن الاستجابة للأعطال من ساعات إلى دقائق معدودة، وهو ما يترجم مباشرة في خفض تكاليف التشغيل بملايين الجنيهات سنويًا.

خفض معدلات الفاقد التجاري

العدادات الذكية بدورها، تمثل ثورة حقيقية في علاقة المستهلكين بالطاقة، إذ قامت وزارة الكهرباء بتركيب أكثر من 1.7 مليون عداد حتى منتصف 2025، كمرحلة أولى ضمن خطة قومية أكبر، وتبلغ تكلفة تركيب العداد الواحد نحو 1,200 جنيه تتحملها الدولة جزئيًا، بينما يحصل المستهلك على خدمات متابعة دقيقة لاستهلاكه عبر تطبيقات، مثل "E-pay" و"شاكر للطاقة"، كما تشير التقديرات إلى أن هذه العدادات، ساعدت في خفض معدلات الفاقد التجاري بنسبة 25% في المناطق التي جرى تركيبها بها.

بناء مستقبل أكثر استدامة للطاقة

ولا يقتصر الابتكار التكنولوجي في هذا المجال على تحسين إدارة الشبكات فقط، بل يمتد إلى دعم أهداف الاستدامة العالمية، كما تستهدف مصر زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الإنتاج بحلول 2035، مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 310 ملايين طن خلال العقد القادم، وتكشف هذه الأرقام أن الجمع بين البنية التحتية الحديثة والتكنولوجيا الرقمية، سيظل حجر الزاوية في بناء مستقبل أكثر استدامة للطاقة في البلاد.