"الصناعة الذكية"، الروبوتات والذكاء الاصطناعي قاطرة التنمية ومضاعفة الإنتاج

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 12:54 م

الروبوتات والذكاء الاصطناعي داخل خطوط الإنتاج

محمد السيد

تشهد الصناعة المصرية، تحولًا جذريًا في إطار الثورة الصناعية الرابعة، حيث بدأت المصانع الكبرى في دمج الروبوتات والذكاء الاصطناعي داخل خطوط الإنتاج، كما أعلنت مجموعة السويدي إليكتريك، استثمارًا يتجاوز 200 مليون دولار، في تحديث مصانعها باستخدام أذرع روبوتية، قادرة على مضاعفة سرعة الإنتاج بنسبة 30%، مع خفض نسبة الأخطاء البشرية لأقل من 2%، وهذا التوجه يعكس طموح مصر في بناء قاعدة صناعية تنافسية، تعتمد على التكنولوجيا لا الأيدي العاملة فقط.

قطاع الصناعات الهندسية والدوائية

إلى جانب الروبوتات، يشهد قطاع الصناعات الهندسية والدوائية، استخدامًا متزايدًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الجودة وتحليل البيانات، وبدأت شركة “إيفا فارما” في الاعتماد على خوارزميات ذكاء اصطناعي، للتنبؤ بأعطال خطوط التعبئة قبل وقوعها، ما يوفر على الشركة ما يقرب من 50 مليون جنيه مصري سنويًا في تكاليف الصيانة والفاقد الإنتاجي، وتمنح هذه التقنيات، الشركات قدرة أكبر على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.

أجهزة استشعار ذكية

أما "إنترنت الأشياء"، فقد أصبح جزءًا لا يتجزأ من منظومة سلاسل التوريد، إذ تقوم مصانع LG مصر بربط مستودعاتها ومراكز التوزيع، عبر أجهزة استشعار ذكية ترسل بيانات لحظية إلى غرف تحكم مركزية، ما أسهم في تقليل زمن تسليم المنتجات بنسبة 25% وخفض تكاليف النقل اللوجستي، بما يعادل 12 مليون دولار سنويًا، وهذه الحلول التكنولوجية، ترفع كفاءة السوق المصري، وتزيد من ثقة المستثمرين الأجانب.

قدرة المصانع على دمج التكنولوجيا

ويرى خبراء الصناعة، أن المصانع الذكية ستغير المنافسة خلال السنوات المقبلة، حيث لن يُقاس التفوق بعدد العمالة فقط، بل بمدى قدرة المصانع على دمج التكنولوجيا في عملياتها، ومع توقع زيادة الاستثمارات في هذا القطاع إلى 15 مليار دولار بحلول 2030، فإن الصناعة المصرية أمام فرصة تاريخية للانتقال من مرحلة "التصنيع التقليدي" إلى مصاف الدول الرائدة في التصنيع الذكي.