الإثنين، 20 أكتوبر 2025

12:20 ص

زلزال اقتصادي يلوح بالأفق، بنك إنجلترا يحذر من انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي

الأحد، 19 أكتوبر 2025 09:26 م

بنك إنجلترا

بنك إنجلترا

في تحذير غير مسبوق قد يهز الأسواق المالية العالمية، أشار بنك إنجلترا إلى خطر انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي التي بدأت تتشكل في ظل الانغماس الكبير في هذا القطاع. 

ورغم التفاؤل الواسع الذي يحيط بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلا أن البنك البريطاني حذر من أن هذه الفقاعة قد تؤدي إلى تصحيح حاد في الأسواق، مما يهدد استقرار النظام المالي العالمي.

الذكاء الاصطناعي

تفاؤل مفرط أم توقعات واقعية لتقنية الذكاء الاصطناعي 

منذ إطلاق "شات جي بي تي" من شركة Open AI في نهاية 2022، دخل المستثمرون في سوق الذكاء الاصطناعي إلى سباق للحصول على حصص في شركات هذا القطاع الواعد، ومع كل صفقة أو شراكة جديدة، شهدت الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي زيادة هائلة في قيمتها السوقية، ما جعلها تبدو وكأن المستقبل موعود بالربح اللامتناهي.

لكن وكما أظهرت تجارب سابقة مثل فقاعة دوت كوم في نهاية التسعينيات، فإن الأسواق حين تسرف في التفاؤل وتعجز عن التفريق بين الابتكار التكنولوجي والربحية المستدامة، فإنها تزرع بذور انهيارها بنفسها.

Open AI من أيقونة الثورة إلى مركز الفقاعة

شركة Open AI، التي تحولت خلال عامين فقط إلى رمز التحول التكنولوجي العالمي، أصبحت الآن في صميم هذا الجدل، خاصة أن الشركة التي تجاوزت قيمة تقييمها السوقي 500 مليار دولار مؤخرًا، دخلت في سلسلة صفقات وصفها البعض بالعدوانية، من شراء شرائح بقيمة 10 مليارات دولار من برودكوم Broadcom، إلى شراكة استراتيجية بقيمة 100 مليار دولار مع إنفيديا NVIDIA، وصفقة سعة حوسبية بقيمة 300 مليار دولار مع أوراكل Oracle.

في ظاهر الأمر، كل تلك الصفقات تعكس ثقة غير مسبوقة بآفاق الذكاء الاصطناعي، لكن في جوهرها، تعكس أيضًا رهانات محفوفة بالمخاطر على عائدات مستقبلية لم تتحقق بعد، وربما لن تتحقق بالشكل المتوقع، إذا ما واجه القطاع تحديات تنظيمية، أو اختناقات في سلاسل الإمداد، أو ببساطة، تباطؤ في وتيرة تبني التكنولوجيا من قبل المستخدمين والمستهلكين.

إنفيديا NVIDIA

سوق على حافة السكين

وفقًا لمحضر اجتماع بنك إنجلترا، فإن أكبر خمس شركات في مؤشر “S&P 500”، الذي يقيس أداء أكبر الشركات الأمريكية باتت تستحوذ على نحو 30% من وزن المؤشر، وهي نسبة غير مسبوقة منذ نصف قرن. 

هذه الشركات، وغالبيتها تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي أو تدعمه، تشكل الآن العمود الفقري لحركة السوق، ما يعني ببساطة، إذا تعثرت هذه الشركات، فإن السوق كله قد يهتز.

هذا التركيز الشديد للقيمة السوقية في قطاع واحد يجعل الأسواق أكثر انكشافًا، كما وصفها البنك، لأي تراجع في التوقعات بشأن الذكاء الاصطناعي. 

ويكفي تغير طفيف في المزاج الاستثماري أو نتائج مالية دون التوقعات، حتى تبدأ موجة بيع قد تتحول إلى انهيار واسع.

اقرأ أيضًا:

بريطانيا في فخ "التضخم العنيد"، هل يخاطر بنك إنجلترا بالاقتصاد أم يغامر بالأسعار؟

القلق لا يتوقف عند Open AI، فالصعود الصاروخي في أسهم شركات مثل برودكوم Broadcom وإنفيديا NVIDIA وأي أم دي AMD وأوراكل Oracle، يرتبط عضويًا بالصفقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. 

وعلى سبيل المثال، ارتفعت القيمة السوقية لشركة برودكوم Broadcom بنسبة 13% بعد صفقتها مع Open AI، ما أضاف نحو 200 مليار دولار إلى قيمتها. 

بينما قفزت أوراكل Oracle لتقترب من تريليون دولار في القيمة السوقية، مستفيدة من دورها كمزود سعات حوسبية للذكاء الاصطناعي.

هذا الترابط المعقد والمكثف يعني أن فشل شركة واحدة كبرى أو حتى مجرد تراجع في التوقعات قد يحدث أثر الدومينو عبر سلاسل التمويل والاستثمار، فتخسر الشركات الموردة عقودها، وتخسر البنوك رهاناتها، وينكمش الطلب على أسهم التكنولوجيا.

برودكوم Broadcom

هل تكرّر الأسواق خطأ فقاعة الإنترنت؟

السيناريو يذكرنا بشكل لافت بما حدث أواخر التسعينيات مع فقاعة الإنترنت، حين كانت الشركات تقيم بمليارات الدولارات لمجرد أنها تحمل لاحقة "com."، واليوم، يبدو أن السوق يكرر نفس الخطأ، ولكن مع مصطلحات جديدة، AI-native"، "AGI-ready، "LLM infrastructure".

وفي الحالتين، فإن القيمة الحقيقية لا تكمن في المصطلحات الرنانة، بل في قدرة الشركات على تحويل التكنولوجيا إلى أرباح حقيقية، ومستدامة، ومتنامية، وإذا لم يتحقق ذلك، فإن التقييمات الحالية ستنهار كبيت من ورق.

ما وراء التفاؤل المفرط.. اختناقات وتحديات حقيقية

بعيدًا عن ضجيج البورصات والمؤتمرات، هناك تحديات بنيوية تلوح في الأفق، فالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي ما زالت تعتمد على كميات هائلة من الطاقة، وبيانات ضخمة تتطلب معالجة مستمرة، إضافة إلى تكلفة هائلة في الأجهزة والتحديثات.

ومع تنامي القيود على تصدير الشرائح المتقدمة، والتوترات الجيوسياسية بين الغرب والصين، وقيود الخصوصية على البيانات في أوروبا وغيرها، فإن مسار الذكاء الاصطناعي لن يكون بالضرورة خطًا تصاعديًا مستقيمًا كما يتوهم البعض.

اقرأ أيضًا:

تهديد للأسواق العالمية، هل تنفجر فقاعة الذكاء الاصطناعي وينهار قطاع التكنولوجيا؟

هل نشهد بداية تصحيح ذكي؟

رغم كل هذا، لا يعني الحديث عن فقاعة أن الانهيار أمر حتمي، في بعض الحالات، تسبق الفقاعات عمليات تصحيح صحية للسوق، وتسمح بإعادة التوازن بين الواقع والطموحات. 

وقد يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي ما يسمى تصحيح ذكي، تتراجع فيه التقييمات إلى مستويات أكثر واقعية، دون أن يؤدي ذلك إلى انهيار شامل.

لكن، كما تشير إيكونوميست في مقالاتها الأخيرة، فإن استمرار الاعتماد على التقييمات المبالغ فيها، وغياب الحذر الاستثماري، قد يجرنا نحو انهيار ذكي، يحمل صدمة أوسع من قدرات السوق على التحمل.

الذكاء الاصطناعي

حين تتحول الآلة إلى فقاعة

الذكاء الاصطناعي ليس وهمًا، لكنه أيضًا ليس عصا سحرية، وبين الواقع والطموح، تتكون فقاعات الأسواق، ومع تنامي تحذيرات البنوك المركزية، من إنجلترا إلى واشنطن، من الواضح أن الوقت حان لإعادة النظر في الرهانات، والتفرقة بين الابتكار الحقيقي والضجيج السوقي.

وربما يكون الدرس الأهم من كل ما يجري الآن، هو أن التكنولوجيا (أي تكنولوجيا)، ليست معفية من قوانين الاقتصاد الأساسية، من العرض، والطلب، والعائد، والمخاطر.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search