تهديد للأسواق العالمية، هل تنفجر فقاعة الذكاء الاصطناعي وينهار قطاع التكنولوجيا؟

الخميس، 16 أكتوبر 2025 01:36 م

فقاعة الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

محمد السيد

تتجه أنظار العالم هذا الأسبوع إلى العاصمة الأميركية واشنطن، إذ يجتمع صناع القرار المالي والنقدي من مختلف الدول في اجتماعات لصندوق النقد والبنك الدوليين، وسط أجواء من القلق المتصاعد بشأن احتمالية انفجار "فقاعة الذكاء الاصطناعي" التي تهدد استقرار الأسواق العالمية، ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه الاقتصادات الكبرى تحديات متعددة، أبرزها تصاعد التوترات التجارية وتفاقم الديون العامة، لتضيف التكنولوجيا الحديثة عبئًا جديدًا على طاولة النقاشات الدولية.

خفض الفائدة بشكل عاجل لإنقاذ الأسواق

التحذيرات الأخيرة من صندوق النقد الدولي كانت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، حيث أكدت مديرته العامة، كريستالينا جورجييفا، أن تقييمات أسهم شركات الذكاء الاصطناعي وصلت إلى مستويات تذكر بما حدث خلال فقاعة الإنترنت قبل ربع قرن، وأوضحت أن أي تصحيح حاد في الأسواق قد ينعكس سلباً على معدلات النمو العالمي، خاصة في ظل الأوضاع المالية المشددة التي قد تزيد من صعوبة الأوضاع الاقتصادية للدول النامية، هذه التصريحات تعيد للأذهان أزمة عام 2000، عندما انهارت أسواق التكنولوجيا بشكل مفاجئ، مما اضطر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى خفض الفائدة بشكل عاجل لإنقاذ الأسواق.

طفرة الذكاء الاصطناعي

ويبدو أن المخاوف لم تعد محصورة داخل صندوق النقد، إذ أبدى بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الأسترالي مخاوف متزايدة من "تصحيح مفاجئ" في أسواق الأسهم التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي، وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في تصريحات سابقة إلى أن مستويات التقييم الحالية مرتفعة للغاية، في إشارة واضحة إلى أن الأسواق قد تكون مبالغة في تقدير إمكانات القطاع.

تأثير استثمارات الذكاء الاصطناعي على التوازن المالي

تقرير "الاستقرار المالي العالمي" المنتظر صدوره خلال الاجتماعات المقبلة يُتوقع أن يكون محط اهتمام كبير، خاصة أنه يتناول بالتفصيل أثر توسع استثمارات الذكاء الاصطناعي على التوازن المالي والاقتصادي العالمي، ويتزامن مع صدور تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الذي يقدم توقعات للنمو في المرحلة المقبلة وسط حالة من عدم اليقين.

انهيار محتمل في قطاع التكنولوجيا

تتابع الأوساط الاقتصادية عن كثب بيانات وتصريحات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من مجموعة السبع والعشرين، في محاولة لاستشراف مدى استعداد العالم لمواجهة أي اضطرابات قد تنجم عن انهيار محتمل في قطاع التكنولوجيا، وبينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة اقتصادية غير مسبوقة، يحذر آخرون من أن هذه الثورة قد تنقلب إلى أزمة مالية إذا لم يتم ضبط وتيرة النمو المبالغ فيها التي تشهدها الأسواق اليوم.