ماذا يعني فقاعة الذكاء الاصطناعي؟

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 10:33 م

الذكاء الاصطناعي

يتصاعد الحديث داخل الأوساط الاقتصادية والاستثمارية، عن احتمال دخول قطاع الذكاء الاصطناعي في مرحلة "فقاعة" استثمارية، وسط تقييمات فلكية لشركات ناشئة، وإنفاقٍ رأسمالي هائل، وتدفقات تمويلية غير مسبوقة على مشاريع لم تُختبر جدواها بعد، فهل نحن أمام تكرار لسيناريو "فقاعة الإنترنت" أواخر التسعينيات؟ وما المؤشرات التي قد تدعم هذا الطرح؟.

ما هي "الفقاعة السوقية"؟

الفقاعة الاقتصادية، هي ظاهرة تتسم بارتفاع سريع وغير مبرر في أسعار الأصول، يتجاوز بكثير أساسياتها الاقتصادية، وهذا الارتفاع غالبًا ما تدفعه موجة من الحماسة المفرطة والخوف من تفويت الفرصة (FOMO)، قبل أن تنفجر الفقاعة فجأة بانهيار الأسعار.

ووفقًا لنموذج الاقتصادي الأمريكي هايمان مينسكي، تمر الفقاعة بخمس مراحل متتالية:-

الإزاحة:- ظهور تقنية أو فرصة جديدة، تغير قواعد اللعبة.
الازدهار:- دخول استثمارات كبيرة وواسعة النطاق.
النشوة:- حماسة عامة ومضاربات تتجاهل المخاطر.
جني الأرباح:- خروج المستثمرين المحترفين بهدوء.
الذعر:- انهيار السوق، وهروب جماعي من الأصول.

هل يصعب اكتشاف الفقاعة في بدايتها؟

نعم، والسبب أن الفقاعات غالبًا ما تُشبه قصص النجاح الباهر في مراحلها الأولى، إذ تبدو الأرقام مغرية، والتوقعات متفائلة، والفرص "غير محدودة"، ولكن الفارق يظهر عندما تفشل الشركات، في تحويل تلك التوقعات إلى أرباح حقيقية، أو عندما لا تعود التقييمات الضخمة مبررة ماليًا، بحسب بلومبرج.

إشارات على فقاعة الذكاء الاصطناعي

والعديد من المؤشرات الراهنة تُثير الشبهات:-

تقلبات عنيفة في السوق:- ففي بداية 2025، هوت أسهم التكنولوجيا بأكثر من تريليون دولار بعد إعلان شركة صينية عن نموذج منافس بتكلفة منخفضة، إذ تراجع سهم "إنفيديا" وحده 17% في يوم واحد.
ارتفاعات غير مسبوقة:- رغم التراجعات، عادت "إنفيديا" لتسجل مستويات تاريخية، متجاوزة قيمة سوقية بلغت 4 تريليونات دولار في سبتمبر، لتصبح أكبر شركة مدرجة في العالم.
تشابه مع فقاعة الإنترنت:- كما حدث في عام 1999م، تتدفق الأموال على شركات لا تملك نموذجًا ربحيًا واضحًا، ويجري تقييمها بناءً على "التفاعل" أو "عدد المستخدمين"، لا على أساس الإيرادات أو الأرباح.
إنفاق ضخم على بنية تحتية غير مجربة:- شركات كبرى تضخ مليارات الدولارات في مراكز بيانات عملاقة، دون وضوح في الطلب طويل الأجل.

هل سنشهد انهيارًا؟ أم تصحيحًا؟

الخبراء منقسمون، البعض يرى أن ما يحدث يشبه تمامًا فقاعة الإنترنت، فشركات ستختفي، ومستثمرون سيخسرون أموالهم، لكن ستُولد أيضًا شركات عملاقة، تمامًا كما حدث مع أمازون وجوجل بعد 2001، والبعض الآخر يتحدث عن "تصحيح جزئي محتوم"، قد يعيد التوازن إلى السوق دون انهيار شامل.

ما يميز فقاعة الذكاء الاصطناعي

ورغم كل التحذيرات، هناك ما يميز هذه الموجة:-

دعم من شركات تكنولوجيا عملاقة:- (مايكروسوفت، جوجل، أمازون وغيرها) والتي تضخ المليارات، ليس فقط في الاستثمار، بل في توفير البنية التحتية والتكامل التشغيلي.
تقدم تقني حقيقي:- بخلاف فقاعة الإنترنت التي اعتمدت على الوعود، والذكاء الاصطناعي يُظهر فعليًا إمكانات واعدة في مجالات متعددة، من الطب والتعليم إلى البرمجة والتصميم.

ولكن في المقابل، هناك تحديات واضحة:-

نقص في النماذج الربحية:- معظم الشركات الناشئة الكبرى، لم تُظهر بعد إيرادات كافية لتبرير تقييماتها.
تشابك مالي معقد:- شركات مثل "أوبن إيه آي"، تعتمد على دعم من "مايكروسوفت" بأكثر من 13 مليار دولار، أغلبه في شكل خدمات سحابية، ما يجعل تقييمها الحقيقي محل تساؤل.

قائمة الشركات "المشتبه بتضخم تقييمها"

الشركة	التقييم (تقريبي)	أبرز المستثمرين	ملاحظات وتحذيرات
OpenAI	500 مليار دولار	مايكروسوفت	لا أرباح مباشرة، اعتماد كبير على دعم سحابي.
Anthropic	183 مليار دولار	أمازون، جوجل	تمويل ضخم مقابل منتجات لم تحقق اختراقًا تجاريًا.
xAI	24 مليار دولار	إيلون ماسك وآخرون	تضخم مرتبط بشخص ماسك، رغم عدم تميز المنتجات.
Inflection AI	4 مليارات دولار	مايكروسوفت، إنفيديا	لا انتشار واسع للمنتج، استحوذت مايكروسوفت على بنيتها لاحقًا.
Cohere	3 مليارات دولار	سيلز فورس، إنفيديا	تقييم مرتفع رغم غياب اختراق إعلامي أو جماهيري.
Runway	غير معروف	Google Ventures	حماس إعلامي، لكن الإيرادات محدودة.

سباق إنفاق غير مسبوق

وتشير تقديرات بلومبرج، إلى أن الإنفاق الرأسمالي لشركات التكنولوجيا الكبرى، سيتضاعف من 200 مليار دولار في 2024، إلى أكثر من 400 مليار في 2026، معظمها موجه نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي.

"الاستحواذ من أجل التوظيف"

ومن الظواهر اللافتة في هذه المرحلة، ما يُعرف بـAcquihiring، أي الاستحواذ على الشركات من أجل فرقها الهندسية، لا منتجاتها، مثال على ذلك:- "أوبن إيه آي" استحوذت في مايو 2025 على شركة "Windsurf" (Codeium سابقًا)، مقابل 3 مليارات دولار، فقط لاستقطاب فريق العمل.

رئيس شركة أمازون: "فقاعة صناعية" ستُفرز شركات عظيمة

وقال جيف بيزوس، رئيس مجلس إدارة أمازون، إن ما يحدث اليوم يشبه "الفقاعات الصناعية" التي تُفرز لاحقًا تقنيات مفصلية، مضيفًا: «نعم، هناك فقاعة، وسيخسر البعض أموالهم، لكن النتيجة ستكون تقدمًا حقيقيًا في مختلف القطاعات»، بحسب بلومبرج.

رؤساء العالم يواجهون الـAI، الذكاء الاصطناعي يتحول لمحرك اقتصادي ومصدر قلق عالمي

حقبة رقمية غير مسبوقة، السعودية تبني مستقبلها حول الذكاء الاصطناعي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.