السبت، 11 أكتوبر 2025

01:08 ص

حقبة رقمية غير مسبوقة، السعودية تبني مستقبلها حول الذكاء الاصطناعي

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 04:12 م

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

محمد السيد

تبرز المملكة العربية السعودية اليوم كواحدة من أبرز النماذج العالمية في سرعة التحول الرقمي ووضوح رؤيتها في تبنّي الذكاء الاصطناعي كأحد أعمدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن الاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات والسحابة السيادية، إلى تطوير النماذج اللغوية العربية مثل «علّام»، مرورًا بشراكات استراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا العالمية، لم تعد السعودية تكتفي بتبني التقنيات الحديثة، بل تبني منظومة متكاملة تجعل الذكاء الاصطناعي في قلب رؤيتها للمستقبل.

السعودية تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه بنية تحتية اقتصادية شاملة

يقول وسيم أفضل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «بلاتفورمانس»، إن المملكة تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه بنية تحتية اقتصادية شاملة، وليس مجرد مجال تقني، ما يعني أن قطاعات مثل التسويق تشهد اليوم إعادة هيكلة كاملة تتماشى مع هذا التحول العميق، والمشهد التسويقي السعودي يتبدل بوتيرة متسارعة مع دخول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى كل مرحلة من مراحل رحلة المستهلك، بدءًا من اكتشاف المنتجات، وحتى قياس النتائج النهائية.

 

الذكاء الاصطناعي أداة تمكين رئيسية تسهم في إعادة تشكيل التعليم

في إطار «رؤية السعودية 2030»، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة تمكين رئيسية تسهم في إعادة تشكيل التعليم والرعاية الصحية والتمويل والتجارة، وتلعب مؤسسات مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» وهيئة الحكومة الرقمية دورًا قياديًا في بناء بيئة تنظيمية متطورة تضمن أن تكون المملكة شريكًا في تطوير التقنية لا مجرد مستخدم لها، ويقول أفضل إن ما يميز التجربة السعودية هو «المنهجية المتكاملة» التي تبدأ من بناء النماذج اللغوية المحلية، مرورًا بالسحابة الوطنية، وصولًا إلى تطبيقات حقيقية تمس حياة الأفراد والقطاعات.

 

إعادة صياغة المحتوى ليكون مفهومًا ثقافيًا وسياقيًا في البيئة العربية

مع الانتشار شبه الكامل للهواتف الذكية وارتفاع معدلات التفاعل الرقمي في المملكة، تغيّرت جذريًا الطريقة التي يتعرف بها المستهلكون على المحتوى والعلامات التجارية، اليوم، لم يعد الاكتشاف يتم عبر محركات البحث التقليدية فقط، بل من خلال مساعدين أذكياء، وخوارزميات اقتراح مدعومة بالنماذج اللغوية، وبحث صوتي باللغة العربية، ويشير أفضل إلى أن التسويق في هذا العصر لم يعد يدور حول تحسين محركات البحث، بل حول فهم اللغة التي تتفاعل بها النماذج الذكية مع المستخدم، وإعادة صياغة المحتوى ليكون مفهومًا ثقافيًا وسياقيًا في البيئة العربية المحلية.

تطوير بنية لغوية عربية أصيلة للذكاء الاصطناعي

تسير السعودية في اتجاه مغاير للنماذج العالمية القائمة على اللغة الإنجليزية، إذ تعمل على تطوير بنية لغوية عربية أصيلة للذكاء الاصطناعي، ويُعد نموذج «علّام» أحد أبرز الأمثلة على هذه الجهود، حيث يهدف إلى تجاوز الترجمة نحو فهم اللهجات والسياقات الثقافية المحلية، ويوضح أفضل أن مفهوم «العربية أولًا» لا يعني مجرد تعريب المحتوى، بل بناء خطاب تسويقي أصيل ينبع من الثقافة العربية نفسها، بدءًا من هندسة الأوامر التفاعلية (Prompts) إلى تجربة المستخدم وحتى صياغة البيانات الوصفية للمحتوى.

 

الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل المشاعر والتنبؤ بالسلوك وتخصيص التجارب بشكل لحظي

فرضت أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة واقعًا جديدًا لقياس الأداء، إذ أصبحت قادرة على تحليل المشاعر والتنبؤ بالسلوك وتخصيص التجارب بشكل لحظي، وفي ظل توجه الحكومة السعودية نحو التحول القائم على النتائج، لم تعد المقاييس التقليدية مثل عدد المشاهدات أو النقرات كافية، بل بات المطلوب قياس الأثر الحقيقي للحملات عبر مراحل رحلة العميل المختلفة، ويشير أفضل إلى أن هذا التحول يخلق فرص عمل جديدة تمامًا، مثل مهندسي الأوامر التفاعلية وكُتّاب المحتوى الموجه للنماذج الذكية ومهندسي التوطين الثقافي.

 

أولت السعودية أهمية قصوى لحوكمة الذكاء الاصطناعي

رغم تسارع وتيرة التطوير، أولت الجهات السعودية أهمية قصوى لحوكمة الذكاء الاصطناعي وحماية الخصوصية، وقد بدأت هيئة الحكومة الرقمية في وضع أطر تنظيمية دقيقة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الذكية، تشمل توطين البيانات وتعزيز الشفافية، ويشير أفضل إلى أن المستهلك السعودي أصبح أكثر وعيًا بحقوقه الرقمية، وأن الثقة أصبحت عنصرًا أساسيًا في بناء سمعة العلامة التجارية، مؤكدًا أن التسويق الحديث يجب أن يتقاطع مع الامتثال والشفافية في كل مرحلة من مراحل العمل.

 

السعودية تتقدم بخطى سريعة تفوق الكثير من الأسواق العالمية

تتقدم السعودية بخطى سريعة تفوق الكثير من الأسواق العالمية، إذ تجمع بين وضوح الرؤية وسرعة التنفيذ وتكامل المبادرات التعليمية والتقنية، ويقول أفضل إن «المملكة لا تلاحق الركب العالمي، بل تتصدره»، مشيرًا إلى أن هذه الديناميكية تفرض على المسوّقين التكيّف المستمر وتطوير استراتيجيات مرنة يتم تحديثها شهريًا بدلًا من مراجعتها سنويًا، ويختتم حديثه قائلاً: السؤال اليوم ليس ما الأدوات التي نستخدمها في التسويق، بل كيف نحافظ على حضورنا وتأثيرنا في اقتصاد جديد تقوده النماذج اللغوية الذكية؟.

اقرأ أيضًا:

وزارة الطاقة السعودية تُدشن شركة اليمامة للصناعات الحديدية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم..

Short Url

search