من النفط إلى النفوذ، كيف تبني الإمارات مستقبلها الاقتصادي في إفريقيا؟
الأحد، 12 أكتوبر 2025 10:37 م

الإمارات تتحرك نحو إفريقيا
ميرنا البكري
قررت الإمارات أن تتحرك بخطة جريئة ومدروسة، وتمد جسور اقتصادية جديدة مع القارة الإفريقية، من خلال اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع أكثر من 10 دول، في إطار رؤيتها بأن تكون "نقطة الارتكاز" الجديدة في التجارة العالمية، في وقت يتقلب فيه المشهد الاقتصادي العالمي، وتُعاد فيه خريطة التجارة الدولية.
الموضوع ليس مجرد اتفاقيات تجارة، بل لعبة استراتيجية كبيرة، تعكس رؤية الإمارات لمستقبلها في النظام الاقتصادي العالمي الجديد.

لماذا إفريقيا بالتحديد؟
إفريقيا ليست مجرد قارة بها أسواق ناشئة، بل حاليًا واحدة من أهم المراكز المستقبلية للنمو السكاني والاقتصادي في العالم، وفي ظل التحولات الجيوسياسية والحروب التجارية “مثل التي بين أمريكا والصين”، أصبحت إفريقيا ملعبًا مفتوحًا لأي دولة تسعى لبناء نفوذ اقتصادي حقيقي.
أدركت الإمارات المعادلة مبكرًا، وبدأت تتحرك قبل الجميع، وبدأت فعليًا التفاوض على اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 10 دول، واستكملت عدد منهم، مما يعني أن الإمارات لا تبحث عن أسواق جديدة فقط، لكن أيضًا تخطط بأن تصبح حلقة وصل رئيسية لسلاسل القيمة العالمية، وتبني تحالفات استراتيجية طويلة الأمد، وليس تبادل تجاري فقط.
التجارة مع مجموعة العشرين.. إشارات قوة
في نفس الوقت، سجلت الإمارات رقم ضخم للغاية في تجارتها غير النفطية مع دول مجموعة العشرين (G20)، حوالي 231.6 مليار دولار في النصف الأول من 2025 بزيادة 19.2% عن نفس الفترة العام الماضي، لا يعكس هذا الرقم نشاط اقتصادي قوي فقط، بل إثبات حقيقي بأن الإمارات أصبحت مركز محوري للتجارة الدولية، ولا تعتمد على النفط فقط.
اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة
أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية الإماراتية، أن برنامج الشراكات التي بدأته الإمارات منذ 2021، أثمر عن 31 اتفاقية تجارية مع دول لديها اقتصادات واعدة، واستثمارات إماراتية بأكثر من 16.8 مليار دولار في مشاريع طاقة متجددة بـ 70 دولة.
لا تفتح الإمارات أسواقًا فقط، لكنها تضخ استثمارات استراتيجية تدعم التصنيع المستدام والتحول للاقتصاد الأخضر، مما يخدم أكثر من هدف في نفس الوقت، كتنويع مصادر الدخل، ودعم نفوذها في الأسواق النامية، وتعزيز صورتها كدولة رائدة في الطاقة المتجددة.
التوقعات.. تحركات مدروسة في توقيت حساس
1. قد تصبح الإمارات بوابة إفريقيا التجارية للعالم، من خلال هذه الشراكات، إذ تؤسس الإمارات نفسها كمركز رئيسي لمرور التجارة بين إفريقيا، وآسيا، وأوروبا.
2. قد تستفيد الدول الإفريقية من تدفقات استثمارية ضخمة، وستستفيد الإمارات من الوصول المبكر لأسواق بها إمكانيات نمو هائلة.
3. قد يساعد التحرك الإماراتي في ظل الأزمات العالمية، في بناء سلاسل توريد مرنة تخدم مصالح الدولة وتقلل اعتمادها على مناطق التوتر.
4. قد تزيد الإمارات من نقاط نفوذها في القرارات التجارية العالمية، مما يخدمها في أي مفاوضات أو أزمات مستقبلية.
الإمارات تلعب دور الوسيط الذكي في التجارة العالمية
تسعى الإمارات إلى توضيح أنها ليست مجرد دولة تصدر وتستورد، بل شريك في النمو العالمي، كما تسعى لبناء نظام تجاري أكثر عدالة وشمول، وما يؤكد ذلك أن دعوة الإمارات خلال اجتماع G20 في جنوب إفريقيا تدعم نظام تجاري عالمي مفتوح، عادل، وشامل.
التحركات الإماراتية ليس مجرد تحركات اقتصادية، بل خطوات إعادة تموضع استراتيجي على خريطة العالم، من إفريقيا إلى آسيا، ومن الطاقة المتجددة إلى سلاسل التوريد، فالإمارات تبني صورة الدولة التي تفكر للمستقبل، وتتحرك بخطة، وليس برد فعل.
اقرأ أيضًا:
الإمارات والسعودية استثناء ، غياب الاستثمار في البحث يهدد مستقبل التكنولوجيا العربية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التحول الرقمي في الخدمات المالية، طريق العدالة الاقتصادية للمجتمعات المُهمشة
09 أكتوبر 2025 03:26 م
«التقشف الأخضر»، خطة ترامب لإعادة تشكيل مستقبل الطاقة في أمريكا
09 أكتوبر 2025 10:32 ص
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً