-
روسيا تعلن انسحابها من اتفاق البلوتونيوم، بداية فصل جديد في سباق التسلح النووي
-
بمشاركة الرئيس السيسي وترامب، قمة دولية تحت عنوان “قمة شرم الشيخ للسلام” الاثنين المقبل
-
الصين تُحكم قبضتها على المعادن النادرة، وأمريكا تشعل حرب الرقائق برسوم 100%
-
من الأرض إلى المستهلك النهائي، البترول تنشر فيديو يوضح رحلة إنتاج الوقود
ترامب يضغط وأسترازينيكا تخضع، هل بدأ سقوط جدار أسعار الدواء؟
السبت، 11 أكتوبر 2025 08:39 م

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاق مع أسترازينيكا
ميرنا البكري
في خطوة جديدة من نوعها، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاق مع شركة الأدوية البريطانية العملاقة "أسترازينيكا" لتخفيض أسعار مجموعة من أدويتها في السوق الأمريكية، وهذا يعتبر ثاني اتفاق من هذا النوع بين البيت الأبيض وشركات الدواء الكبرى.
هذه الخطوة ليس مجرد صفقة تجارية، بل جزء من استراتيجية أوسع لترامب هدفها كبح جماح الأسعار التي أصبحت عبء على المواطن الأمريكي، وأيضًا إرسال رسالة قوية لشركات الأدوية، إما تخفيض الأسعار بإرادتكم، أو اللجوء إلى القوة التنفيذية ضدكم.

خلفية الأزمة، لماذا ترتفع أسعار الدواء في أمريكا ؟
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول في العالم التي تدفع أسعار مبالغ فيها مقابل الأدوية، فالنظام الصحي الأمريكي قائم على شركات خاصة، والمريض يتحمل جزء كبير من التكلفة.
ونتيجة ذلك، يدفع المواطن الأمريكي أضعاف ما تدفعه الدول الأوروبية في نفس الدواء، رغم أن الكثير من الأبحاث التي تطورت بها الأدوية كانت بتمويل حكومي أو من جامعات أمريكية.
هذا ما جعل ترامب يدخل على الخط، ويدشن ما سماه “مبدأ الدولة الأكثر تفضيلًا”، أي الشركات لابد أن تسعر أدويتها في أمريكا بنفس السعر أو أقل من الدول الغنية الأخرى.
اتفاق أسترازينيكا، مكسب سياسي قبل أن يكون اقتصادي
الاتفاق الذي تم بين ترامب والرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا باسكال سوريو ليس صدفة، فكان ترامب قد أرسل خطابات من عدة أشهر لـ17 شركة أدوية كبرى، يطالبهم بخفض الأسعار، وتقديم خصومات في برامج الدعم مثل "ميديكيد" الخاص بذوي الدخل المحدود، فكانت أسترازينيكا من أوائل الشركات التي استجابت علنًا، وقدمت مبادرة بخفض أسعار أدوية كفارزيجا (Farxiga) لمرضى السكر، وإيرسوبرا (Airsupra) لعلاج الربو، وبيفسبي (Bevespi) لمرضى الجهاز التنفسي المزمن، فوصلت الخصومات حتى 70% من الأسعار المسجلة، وهذا رقم ضخم في سوق الأدوية الأمريكي.
التصنيع داخل أمريكا، ورقة ترامب الرابحة
ما يجعل موقف "أسترازينيكا" مريح نسبيًا أن أغلب أدويتها المبيعة في أمريكا يتم إنتاجها داخل الأراضي الأمريكية، فحتى إذا فرض ترامب رسوم جمركية على الدواء المستورد، فلن تتأثر بصورة كبيرة.
كما أعلنت الشركة استثمار بـ 50 مليار دولار لتوسيع التصنيع في ولاية فيرجينيا، وهذه رسالة واضحة بأن الاتجاه الآن نحو التوطين الصناعي في قطاع الأدوية.
يحاول ترامب أن يستغل هذا سياسيًا، أي من يصنع داخل أمريكا سيجد كل الدعم، ومن ينقل إنتاجه للخارج، سيُفرض عليه رسوم جمركية.
الهدف ليس اقتصادي فقط، بل أمني أيضًا؛ نظرًا لأن الإدارة الأمريكية فتحت تحقيق حول إذا كان نقص التصنيع المحلي للأدوية قد يُشكل تهديد للأمن القومي، خاصةً بعد دروس جائحة كورونا التي كشفت هشاشة سلاسل الإمداد.
التأثير الاقتصادي، بين الرمزية والواقعية
رغم الضجة الإعلامية الكبيرة، يعتقد المحللون في "وول ستريت" أن التأثير المالي للاتفاق سيكون محدود نسبياً، وهذه الخصومات ستساعد المواطنين على المدى القصير، لكن لن تضرب أرباح الشركات كما كان يتخيل البعض، لأن أغلب الخصومات ستُطبق على أدوية معينة وليس على كل المنتجات.
لكن الأهم أن هذا الاتفاق سيفتح الباب لاتفاقات أخرى، وهذا في حد ذاته قد ضغط تنافسي يجعل شركات أخرى تقدم خصومات مشابهة قبل أن تفرض عليها الإدارة الأمريكية قوانين إلزامية.
القراءة السياسية، شعبوية محسوبة
يستعد ترامب للانتخابات المقبلة على شعار “أمريكا أولاً”، وأصبح قطاع الدواء ساحة جديدة يظهر فيها نفسه كـ “منقذ المواطن من جشع الشركات الكبرى”.
هذا الاتفاق ليس مجرد ملف اقتصادي، بل رسالة انتخابية قوية يسعى بها لقول أنه من استطاع تخفيض أسعار الدواء في أمريكا.
وفي الوقت نفسه، يوازن ترامب بين الضغط السياسي على الشركات وبين الحفاظ على دعم “وول ستريت” التي لا ترغب بأي اضطراب في السوق.
أبرز التوقعات، سباق خصومات قادم
في الفترة المقبلة، قد تدخل شركات مثل "فايزر"، "جونسون آند جونسون"، و"ميرك" في مفاوضات مشابهة لكي تحافظ على علاقتها بالإدارة الأمريكية وتتفادى أي تهديدات بالرسوم الجمركية أو التسعير الإجباري.
إذا استمر هذا الاتجاه، قد يشهد السوق الأمريكي ممكن توازن سعري جديد يخفض تكلفة الرعاية الصحية ويزود الشفافية في تسعير الأدوية.
لكن في المقابل، إذا اكتفت الشركات بخصومات شكلية، قد تسير الإدارة بالفعل في اتجاه تشريعات أكثر صرامة، وهذه ستكن معركة كبرى بين البيت الأبيض وشركات الأدوية.
خطوة محسوبة في معركة طويلة
يُعد اتفاق “ترامب وأسترازينيكا” بداية معركة إصلاح سوق الدواء الأمريكي، خطوة رمزية لكنها تغير قواعد اللعبةن فيستغل ترامب ورقة الرسوم الجمركية والتصنيع المحلي لكي يفرض معادلة جديدة فالدواء لابدأن يكون متاح وسعره عادل، والمكسب لابد أن يتم توزيعه بعدالة بين الدولة والشركات والمستهلك.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تستطيع الإدارة بالفعل فرض تسعير عادل على سوق ضخم تحكمه المصالح؟ أم هذه الاتفاقيات ستظل مجرد "استعراض سياسي" بدون أثر حقيقي على جيوب المواطنين؟
اقرأ أيضًا:-
أسترازينيكا توافق على استثمار 50 مليار دولار في تصنيع الأدوية بأمريكا
ترامب: سنخفض أسعار الأدوية بنسبة 100% أو أكثر

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التحول الرقمي في الخدمات المالية، طريق العدالة الاقتصادية للمجتمعات المُهمشة
09 أكتوبر 2025 03:26 م
«التقشف الأخضر»، خطة ترامب لإعادة تشكيل مستقبل الطاقة في أمريكا
09 أكتوبر 2025 10:32 ص
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً