مع تسجيل مستويات قياسية متتالية، هل يمكن إيقاف موجة صعود الذهب؟

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 08:20 م

المعدن الأصفر

على مدار التاريخ، احتفظ الذهب بمكانته كأحد أكثر الأصول جاذبية في أوقات الاضطراب، بفضل طبيعته كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية.

وفي عام 2025، يبدو أن المعدن الأصفر يستعيد بريقه بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الأوقية حاجز 4000 دولار لأول مرة في التاريخ، بعد أن بدأ العام عند مستويات أقل من 3000 دولار.

ما وراء القفزة.. مشهد عالمي مضطرب يدفع الطلب

الزخم الصعودي للذهب مدفوع بجملة من العوامل المتداخلة، أبرزها استمرار التوترات الجيوسياسية، لا سيما بين روسيا وأوكرانيا، وغياب اليقين السياسي في الولايات المتحدة وسط استمرار أزمة الإغلاق الفيدرالي، إلى جانب ضعف الثقة في السياسات النقدية التقليدية.

كل ذلك، إضافة إلى تزايد الرهانات على تباطؤ اقتصادي عالمي، دفع البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات لتكديس الذهب بوتيرة متسارعة.

لم يعد الأمر يتعلق بالتضخم أو أسعار الفائدة فقط، بل نحن أمام تآكل بطيء في الثقة بالنقود الورقية والمؤسسات المالية.

قصة أكبر سبيكة ذهب في العالم، وهذا سعرها بالجنيه المصري "صور"

الطلب لا يهدأ.. لكن إلى متى؟

تشير البيانات إلى أن الذهب أغلق على ارتفاع في أكثر من 40 جلسة هذا العام، وتضاعفت أحجام الشراء من قبل البنوك المركزية، رغم المستويات القياسية التي وصلت إليها الأسعار.

هذه البنوك لا تتصرف بناء على السعر بل بناءً على السياسة طويلة المدى، وهو ما يدعم التوجه الصعودي، لكن ومع كل موجة صعود، يطرح السؤال الطبيعي: هل هناك سقف لهذا الارتفاع؟

تصحيح مؤقت.. إشارات فنية تحذر

بحسب بول سيانا، كبير المحللين الفنيين في "بنك أوف أمريكا"، فإن بعض المؤشرات الفنية بدأت تظهر علامات تشبع شراء تشير عادةً إلى إمكانية حدوث تصحيح سعري.

ويوضح أن الذهب يتداول الآن بنسبة 21% أعلى من متوسطه المتحرك لـ200 يوم، ونحو 70% فوق متوسطه لـ200 أسبوع، وهي نسب تاريخيًا ما كانت تعني اقتراب السوق من مستويات تصحيحية.

لكن حتى لو حدث تراجع، يتوقع المحللون أن يكون قصير الأجل، فإن أي تراجع قد يقتصر على 5% إلى 7%، قبل استئناف المسار الصاعد، إذا ما استمرت التدفقات إلى الصناديق المتداولة والبنوك المركزية.

المعدن الأصفر يواصل ارتفاعه محليًا الأربعاء، كم سجّل الجنيه الذهب؟

رؤى متباينة.. لكن الاتجاه العام صاعد

فيما تتباين الآراء حول توقيت ومقدار التصحيح، تتفق معظم التوقعات على أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا، ويتوقع جولدمان ساكس أن يصل الذهب إلى 4900 دولار للأوقية بحلول نهاية 2026.

بينما يرجح يو بي إس استمرار الزخم في المدى القريب، ويشير دويتشه بنك إلى أن القلق السائد في الأسواق هو المحرك الأساسي لارتفاع الذهب.

لكن التحذيرات لم تغب، فـ"بنك أوف أمريكا" يؤكد أن أي انفراجة في ملفات التوترات العالمية، أو تغير مفاجئ في السياسة النقدية الأمريكية، يمكن أن يفقد الذهب بعضًا من بريقه على المدى القصير.

المستويات التاريخية.. ماذا تعلمنا؟

منذ أدنى مستوى له في عام 2015، ارتفع الذهب بنسبة 85% حتى 2020، تبعه تصحيح بـ15%، ثم ارتفاع جديد بنسبة 130%.

وهذا ينسجم مع نمط تاريخي يشير إلى أن موجات الصعود القوية عادةً ما تتخللها فترات من التراجع المؤقت، دون أن تغير الاتجاه العام.

هل انتهى الصعود؟

في ضوء الأداء الاستثنائي للذهب هذا العام، يبدو أن السوق أمام واحدة من أكثر الحركات الصعودية استدامة منذ عقود، وربما منذ عام 1979 الذي شهد ارتفاعًا بأكثر من 100% نتيجة التضخم وضعف الدولار.

لكن مع كل هذا الصعود، تزداد احتمالية التقاط السوق لأنفاسها، ومع أن جني الأرباح أو تغير بعض الظروف السياسية قد يؤدي إلى تراجع مؤقت، فإن التوجه العام، وفقًا لمعظم المحللين، لا يزال صاعدًا، وقد يأخذ المعدن الثمين استراحة قصيرة قبل أن يعاود طريقه نحو قمم جديدة.

يبقى السؤال معلقًا: هل سنرى الذهب عند 5000 دولار قريبًا؟ أم أن السوق ستحتاج لصدمة جديدة تدفعها إلى هذا المستوى؟

ما هو مؤكد حتى الآن، هو أن الذهب استعاد بريقه، وعاد ليتصدر مشهد الأصول الآمنة في زمن الاضطراب.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.