السبت، 11 أكتوبر 2025

06:29 م

لماذا تنتعش الأسواق المالية حينما تنخفض أسعار النفط، وكيف يربح المستثمرون؟

السبت، 11 أكتوبر 2025 02:14 م

أسعار النفط

أسعار النفط

نفيسه محمود

قد يظن بعض الناس، أنه عندما تنخفض أسعار النفط، فهذا معناه أن الأسواق المالية ستهبط نتيجة لذلك، وتشمل الأسواق المالية أسعار أسهم الشركات، وأسعار السندات، وقيمة المؤشرات مثل داون جونز، ولكن هذا عكس الواقع، فبمجرد هبوط أسعار النفط، يخيم في الغالب اللون الأخضر على الأسواق المالية.

 

انخفاض أسعار النفط فرصة لزيادة أرباح المستثمرين

ويرى المستثمرون، أن انخفاض أسعار النفط، هو فرصة لزيادة أرباحهم، لأن النفط يؤثر على الصناعة والتجارة، ويحدد ارتفاع أو انخفاض تكاليف النقل، وسلاسل التوريد، ومع انخفاض التكاليف، سيساعد هذا على جني المزيد من الأرباح.

وتغير أسعار النفط، يعود بالخسارة والربح على العديد من الأطراف، سواءً المستفيدة أوالمستهلكة، فمثلًا الدول والشركات التي تبيع النفط، تقل أرباحها مع انخفاض أسعار النفط، والعكس صحيح، أما الأطراف التي تشتريه فتستفيد من خلال تقليل تكاليفها، وبالتالي توفر المزيد من رؤوس الأموال، ولكن هناك سؤال، لماذا المستثمرون أحيانًا يقلقون من انخفاض النفط بدلًا من أن يفرحوا؟

الإجابة على هذا السؤال، تحتاج إلى فهم ثلاث جوانب، مدى تأثير هذا الانخفاض على تكاليف وأرباح الشركات، ومدى تأثيره على إنفاق المستهلكين، ودور السياسات النقدية في البنوك المركزية.

تقلبات أسعار النفط

 

انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة

إن انخفاض أسعار النفط ينتج عنه تراجع التضخم، لأنه عندما تنخفض أسعار الطاقة، فإن ذلك يساعد البنوك المركزية على خفض أسعار الفائدة، بمعنى أنه يسمح بوجود سياسة نقدية سلسلة، وهو ما يسمح للأفراد والمستثمرين بالاقتراض، وبالتالي زيادة الاستثمار، وزيادة قيمة الشركات، وفي النهاية نصل لنتيجة انتعاش الأسوق المالية، نتيجة منطقية لارتفاع أسعار الأسهم.

والعكس صحيح، فمع ارتفاع أسعار النفط، وزيادة التضخم، يضغط هذا على القرارات النقدية، فتضطر البنوك إلى رفع أسعار الفائدة، وهو ما يؤثر بالسلب على الأسواق.

أما مدى تأثير أسعار النفط على القوة الشرائية للمستهلكين، فمع انخفاض أسعار النفط، سيؤدي ذلك إلى تقليل الإنفاق على وسائل النقل، وتوفير المزيد من الأموال، ولأن التضخم يتأثر بالأسعار، فمع تراجع التضخم ستنخفض أسعار السلع، وبالمختصر المفيد فإن انخفاض النفط، يعتبر بمثابة هدية تخفيض ضريبي للمستهلكين.

 

مكاسب انخفاض أسعار النفط

إن الأطراف المستفيدة من انخفاض أسعار النفط، ليست متساوية في حجم المكاسب، لأنه على الرغم من أن شركات النفط تتراجع أرباحها، ولكن هناك قطاعات مثل:- (الطيران والنقل وبالطبع الصناعة)، تكون من أكبر المستفيدين، لأنهم يعتمدون بشكل أساسي على النفط، وبالتالي فإن غالبية تكاليفها تأتي من شراء الطاقة، فعلى سبيل المثال، نجد أن شركات الطيران، حوالي ثلث تكاليفها تأتي من شراء الوقود.

 

أسباب انخفاض النفط أكثر أهمية من الانخفاض نفسه

إن انتعاش الأسواق أو هبوطها لا يعتمد فقط على انخفاض أسعار النفط، وإنما أسباب الانخفاض لها تأثير قوي، بمعنى، إذا كان انخفاض الأسعار نتيجة لانخفاض الطلب، هنا يخسر الجميع، أما إذا كان الانخفاض نتيجة لزيادة المعروض، فهنا تنتعش الأسواق.

فقبل بضع سنوات، تحديدًا في الفترة بين 2010-2014، عندما أعلنت أمريكا على إنتاجها كميات مهولة من النفط الصخري، أدى ذلك إلى زيادة المعروض في السوق، وفي النهاية انخفضت الأسعار بشكل كبير، وارتفعت البورصة الأمريكية، بسبب انتعاش أسهم الشركات التي استفادت من هذا الانخفاض، واستطاعت تقليل تكاليفها وزيادة أرباحها.

ارتفاع أسعار النفط

 

علاقة طردية بين أسعار النفط وأسعار العملات

ويوجد علاقة مباشرة بين أسعار النفط وأسعار العملات، فأي ارتفاع أو انخفاض في أحدهما، يؤثر فورًا على الآخر، لأن أي تغير في أسعار النفط يدفع العملات إلى نفس الاتجاه، وخاصة عملات الدول التي تنتج كميات ضخمة من النفط، ويوجد نظام عالمي معروف باسم “البترودولار” (الإيرادات الدولارية لتصدير النفط).

إن بيع أو شراء النفط مرتبط مباشرة بالدولار، لأن الولايات المتحدة أصبحت أكبر منتج للنفط في العالم، وهو ما جعل الدولار أقوى العملات، وبالتبعية فإن أي تغيير في أسعار النفط بالارتفاع أو الانخفاض أو في أسعار الدولار، يؤثر فورًا على باقي العملات، وبالتحديد عملات الدول المنتجة للنفط.

 

انهيار أسعار عملات الدول المنتجة للنفط في 2014

ووفقًا لموقع investopedia، ففي الفترة من 1995 - 2005، كانت أسعار النفط مرتفعة جدًا، حيث بدأت دول من كبار منتجي النفط، إلى اقتراض أموال ضخمة، لاستثمارها في العديد من المشاريع، لأنها توقعت استمرار ارتفاع الأسعار وبالتالي استمرار أرباحها.

ولكن مع الأزمة المالية التي ضربت العالم في 2008، دخلت هذه الدول في أزمة ديون، وبعدها انهارت أسعار النفط العالمية في 2014، كما أدى ذلك إلى تعرض عملات هذه الدول لانخفاض حاد، وأبرز هذه العملات هي الدولار الكندي، والروبل الروسي، والريال البرازيلي.

 

أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم لعام 2024 وفقًا لمنصة voronoiapp

الدولةحجم الإنتاج بالمليون برميل يوميًانسبة تغير الإنتاج السنويالحصة العالمية
الولايات المتحدة21.746ارتفاع بنسبة 3.8%%21.63
السعودية10.690انخفاض بنسبة 4.5%%10.63
روسيا10.506انخفاض بنسبة 3.4%%10.45
كندا5.926ارتفاع بنسبة 4.2%%5.90
الصين5.053ارتفاع بنسبة 1.4%%5
إيران4.678ارتفاع بنسبة 13.8%%4.65
العراق4.518ارتفاع بنسبة 1.6%%4.5
البرازيل4.216انخفاض بنسبة 0.1%%4.2
الإمارات4.154ارتفاع بنسبة 0.2%%4.1
الكويت2.780انخفاض بنسبة 4.5%%2.76
أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم

 

اقرأ أيضًا:-

تراجع عالمي في زخم التحول الأخضر، توقعات الطاقة المتجددة تنخفض 16% بحلول 2030

كيف تضغط تكاليف الخدمات اللوجستية على المصنعين وتتحكم بالأرباح؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search