تراجع عالمي في زخم التحول الأخضر، توقعات الطاقة المتجددة تنخفض 16% بحلول 2030
الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 02:39 م

الوكالة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطاقة المتجدةة حتى عام 2030
ميرنا البكري
فاجئت الوكالة الدولية للطاقة العالم بخفض توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة حتى عام 2030، رغم أن الكوكب يسير في اتجاه التحول الأخضر، وهذا التراجع ليس مجرد تعديل رقمي، لكنه إشارة مهمة تؤكد أن التحول الطاقي العالمي مقبل على مرحلة “بطء محسوب” بسبب عوامل اقتصادية وتنظيمية في أكبر سوقين بالعالم، أمريكا والصين.
ورغم أن الطاقة الشمسية لا زالت البطل الأساسي، لكن أصبحت الوكالة أكثر تحفظًا بخصوص “السرعة” التي قد يحقق بها العالم أهدافه الخضراء، تحديدًا في ظل تحولات السياسات والقيود الصناعية والتمويلية.

تراجع التوقعات، من 5500 لـ 4600 جيجاوات
خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للقدرات الجديدة من الطاقة المتجددة التي ستدخل الخدمة بحلول 2030 من 5500 جيجاوات إلى 4600 جيجاوات، أي تراجع بحوالي 16% عن التقديرات السابقة، وهذا برغم أن 80% من الإضافات الجديدة، لا زالت مقبلة من الطاقة الشمسية التي تحقق أرقام قياسية كل عام.
وهذا التراجع يرجع إلى أن أكبر اقتصادين في العالم، "أمريكا والصين" بدأوا يغيرون قواعد اللعبة التي كانت تدعم النمو السريع للطاقة النظيفة.
أمريكا، نهاية العهد الذهبي للحوافز الضريبية
في الولايات المتحدة، السبب الرئيسي خلف التراجع هو الإلغاء التدريجي للحوافز الضريبية الفيدرالية، التي كانت تعتبر “العمود الفقري” لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة.
دون هذه الحوافز، أصبحت الشركات أقل حماسًا للاستثمار في المشاريع الجديدة، مما جعل وكالة الطاقة تخفض توقعاتها للنمو في السوق الأمريكية بحوالي 50% مقارنة بتقديراتها العام الماضي.
أيضًا زودت التغيرات التنظيمية الجديدة حالة“الضبابية” عند المستثمرين، وهذا في سوق حساس للغاية للسياسات مثل سوق الطاقة النظيفة، فبالتالي حدث تباطؤ واضح.
الصين، من الدعم الثابت للمنافسة الحرة
أما في الصين، القصة مختلفة قليلًا، بدأت الحكومة هناك تتحول من نظام التعريفات الثابتة الذي كان يضمن سعر شراء ثابت للطاقة المتجددة إلى نظام المزادات التنافسية.
هذا التحول هدفه زيادة الكفاءة وخفض الأسعار، لكنه في نفس الوقت ضغط على الجدوى الاقتصادية للمشروعات الجديدة، لأن المنافسة أصبحت شرسة للغاية والأسعار تقل بوتيرة سريعة.
بمعنى آخر، لازالت الصين في الصدارة من حيث الأرقام، لكنها تدخل في مرحلة “نضوج السوق”، والذي يبطأ النمو الطبيعي نتيجة تشبع القطاع وسياسات إعادة الهيكلة.
الهند، نجمة الصعود الجديدة
في المقابل، كشفت الوكالة بوضوح أن الهند ستصبح ثاني أكبر سوق للطاقة المتجددة بعد الصين، وأنها تسير بخطى أسرع من هدفها المعلن لعام 2030.
وذلك يرجع لسياسات واضحة وسريعة، مثل تسهيل إصدار التصاريح وتشجيع الاستثمار في الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، بجانب الطلب المتزايد على الكهرباء في سوق ضخم مثل الهند، فتمثل الهند نموذج لتوازن السياسات، من دعم كافي يشجع الاستثمار، لكن دون تشوهات سوقية.
أوروبا، طموح لا يتراجع
يحافظ الاتحاد الأوروبي أيضًا على موقعه كقوة دافعة للتحول الأخضر، بفضل سياسات طموحة للغاية، وزيادة المزادات الخاصة بمشروعات الطاقة المتجددة، مع تبسيط إجراءات الموافقات.
وهذا جعل التوقعات لأوروبا تتحسن عن السنة الماضية، خاصةً مع التركيز على تقليل الاعتماد على الغاز الروسي وتوسيع مصادر الطاقة المستقلة.
الرياح البحرية، نقطة الضعف الصامتة
رغم كل الأحداث التي تدور حول الطاقة النظيفة، فالطاقة من الرياح البحرية هي الحلقة الأضعف حاليًا، وخفضت الوكالة توقعاتها للنمو في هذا القطاع بنسبة 25% بسبب مشاكل واضحة كالاختناقات في سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف المواد الخام، وإعادة ضبط السياسات في بعض الدول بعد مشاريع مكلفة، مما يعني أن هذا القطاع يحتاح دعم فني وتنظيمي أكبر لكي يواكب التوسع الذي يحققه الطاقة الشمسية.
ملامح جديدة في الأفق، من الكهرومائية للحرارية الأرضية
أشار التقرير أيضًا لعودة الاهتمام بمصادر الطاقة “التقليدية النظيفة”، مثل الطاقة الكهرومائية التي ستنمو بنسبة 80% أسرع خلال الـ 5 سنوات المقبلين مقارنة بالـ 5الماضيين، وأيضًا الطاقة الحرارية الأرضية (Geothermal) التي تقرب من أرقام قياسية في أسواق مثل أمريكا واليابان وإندونيسيا.
توضح هذه التحركات أن العالم لا يراهن على الشمس والرياح فقط، لكن أيضًا على مزيج أوسع من المصادر المستدامة.
تحذير بيرول، الشمس ليست كافية إذا كانت الشبكات ضعيفة
وجه فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة، تحذير واضح: “تستمر الطاقة الشمسية في الهيمنة على النمو العالمي للطاقة المتجددة، لكن بدون شبكات قوية وسلاسل توريد آمنة، سيواجه التحول هيواجه اختناقات خطيرة.”
المقصود هنا أن نجاح التحول الأخضر ليس في إنشاء محطات فقط، لكن أيضًا في تأمين سلاسل التوريد التي أغلبها تحت سيطرة الصين بأكثر من 90%، وتحديث شبكات الكهرباء التي ستنقل الطاقة المنتجة بكفاءة.
تحول الطاقة يستمر، لكن على “نغمة أبطأ”
الرسالة الأساسية من التقرير أن العالم لايزال في طريق التحول، لكن أمريكا تراجع حوافزها، والصين تعيد هيكلة سوقها، وتكمل كلًا من أوروبا والهند بوتيرة أسرع، والرياح البحرية لازالت تتعثر.
أي التحول الأخضر أصبح أكتر واقعية من كونه سباق سرعة، وإذا لم تواجه الدول تحديات سلاسل التوريد وتوسيع الشبكات، قد يحدث فجوة بين الطموح والقدرة الحقيقية على التنفيذ بحلول 2030.
اقرأ أيضًا:-
أمريكا تلغي تمويلًا بـ7 مليارات دولار لمشاريع الطاقة النظيفة
وكالة الطاقة: تراجع حاد في استخدام النفط للكهرباء بالشرق الأوسط بحلول 2035

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
كيف يمكن لمستثمر صغير أن يقلب سوق الأسهم ويعرض مؤسسات كبرى لخسائر فادحة؟
01 أكتوبر 2025 08:55 م
ماذا يعنى نمو الأنشطة غير النفطية للسعودية 55.6%؟ المملكة تتجه لتغيير شكل اقتصادها
02 أكتوبر 2025 12:22 ص
أكثر الكلمات انتشاراً