«التقشف الأخضر»، خطة ترامب لإعادة تشكيل مستقبل الطاقة في أمريكا
الخميس، 09 أكتوبر 2025 10:32 ص

الرئيس الأمريكي ترامب
ميرنا البكري
قرر الرئيس الأمريكي ترامب دخول معركة دعم مشاريع الطاقة النظيفة في أمريكا من السيارات الكهربائية لاحتجاز الكربون من بوابة مغايرة، وأصبحت الإدارة الأمريكية الجديدة تراجع كل دولار متجه للمشروعات الخضراء، وتخطط فعليًا لإلغاء تمويل إضافي بـ 12 مليار دولار، مخصص لمبادرات الطاقة المتجددة ومشاريع السيارات الكهربائية، وهذا التوجه ليس مجرد قرار مالي فقط، بل تغيير جذري في اتجاه الاقتصاد الأمريكي نحو الطاقة التقليدية، ورسالة للعالم بأن أمريكا تراجع التزامها تجاه التحول الأخضر.

مشروعات عملاقة على حافة الإلغاء
القائمة التي وصلت لـ«رويترز» تضم مشروعات ضخمة كان العالم يتابعها كمؤشر على تقدم التكنولوجيا البيئية الأمريكية منها، مشروعين لاحتجاز الكربون من الهواء مباشرة، بالإضافة إلى 500 مليون دولار لجنرال موتورز لتحويل مصنعها في ميشيجان لإنتاج سيارات كهربائية، و335 مليون دولار لستيلانتس لإعادة تشغيل مصنع مغلق في إلينوي لشاحنات كهربائية متوسطة الحجم، و250 مليون دولار إضافية لستيلانتس لتحويل مصنعها في إنديانا لإنتاج مكونات للسيارات الكهربائية.
كل تلك المشروعات كانت ضمن خطة بايدن لتحويل الصناعة الأمريكية للطاقة النظيفة، والتي كانت تعتبر "قلب أجندته الاقتصادية" في ولايته، لكن أصبحت الخطة الآن في مهب الريح.
سياسة “التقشف الأخضر”
هذا القرار ليس منفصل، بل يكمل موجة تقليص تمويل أخضر بدأت من أسبوع، حينما أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية وقف تمويل 7.56 مليار دولار لمئات المشروعات، بحجة أنها لا تقدم عائد كافي لدافعي الضرائب، وبذلك يكون المجموع أكثر من 19 مليار دولار تجمدت أو أُلغيت خلال أسبوعين فقط.
ويصف ترامب هذا التوجه بتصحيح المسار، موضحًا أن الإنفاق الذي حدث في عهد بايدن على الطاقة النظيفة كان مبالغًا به، وليس مدروسًا اقتصاديًا، والأولوية الآن استقلال أمريكا في مجال الطاقة التقليدية كالنفط والغاز والفحم.

قطاع السيارات الكهربائية في مأزق
ينتج عن تلك القرارات هزة كبيرة في قطاع السيارات الكهربائية الأمريكي الذي كان يعيش طفرة غير مسبوقة، وشركات مثل جنرال موتورز وستيلانتس كانت تبني خطط توسع ضخمة اعتمادًا على المنح الفيدرالية، لكن بعد الإلغاء، سينكمش التمويل، والمخاطر سترتفع، مما قد يسبب تأجيل في خطوط الإنتاج الجديدة، وتسريح عمالة في المصانع التي كانت تتحول، وانخفاض حاد في الاستثمارات الخضراء.
وفي نفس الوقت، يبدأ المستثمرون في تحويل اهتمامهم مرة أخرى نحو النفط والغاز والبنية التحتية التقليدية للطاقة، وهذا يتضح من صعود أسهم الشركات النفطية الأيام الأخيرة، مقابل تراجع أسهم الطاقة المتجددة في وول ستريت.
البُعد السياسي بين الاقتصاد والمناخ
قرار ترامب ليس اقتصاديًا فقط، بل أيضًا رسالة سياسية مباشرة يخاطب بها القاعدة الانتخابية الجمهورية، تحديدًا في الولايات الصناعية التي تضررت من التحول الأخضر، مثل ميشيجان وإلينوي، وفي المقابل، يخلق القرار مواجهة مع الديمقراطيين، والولايات التي بنت سياساتها على التمويل الفيدرالي للمشروعات الخضراء مثل كاليفورنيا ونيويورك، مما قد يشعل جدل جديد بين واشنطن وحكومات الولايات تحديدًا مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
التداعيات العالمية
يعتبر العالم، أن أمريكا القائد الأكبر في التحول للطاقة النظيفة، وكانت قرارات بايدن تضغط على أوروبا وآسيا ليسيروا في نفس الاتجاه، وحينما تراجعت أمريكا، فهذا يبعث عكسية أن التحول الأخضر تأجل، أو على الأقل ليس أولوية اقتصادية في الوقت الحالي.
اقرأ أيضًا:-
أمريكا تلغي تمويلًا بـ7 مليارات دولار لمشاريع الطاقة النظيفة
أمريكا تلغي 13 مليار دولار من تمويل الطاقة المتجددة
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التحول الرقمي في الخدمات المالية، طريق العدالة الاقتصادية للمجتمعات المُهمشة
09 أكتوبر 2025 03:26 م
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
كيف يمكن لمستثمر صغير أن يقلب سوق الأسهم ويعرض مؤسسات كبرى لخسائر فادحة؟
01 أكتوبر 2025 08:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً