السبت، 11 أكتوبر 2025

04:28 م

"الساعة تدق"، هل تقترب أسواق العالم الناشئة من انفجار ديون كارثي؟

السبت، 11 أكتوبر 2025 10:51 ص

انفجار ديون كارثي

انفجار ديون كارثي

في مشهد يعيد إلى الأذهان أزمات الديون التي عصفت بالعالم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، تقف الأسواق الناشئة اليوم، أمام اختبارٍ غير مسبوق، مع ارتفاع مديونياتها إلى مستويات قياسية، فأكثر من 109 تريليونات دولار من الديون، تثقل كاهل الاقتصادات الصاعدة، بينما يقترب إجمالي الدين العالمي من 338 تريليون دولار، بحسب معهد التمويل الدولي، ما يشير إلى أزمة صامتة قد لا تظل كذلك لفترة طويلة.

الديون

أرقام تحبس الأنفاس

وليست الأرقام وحدها المقلقة، بل السياق الاقتصادي العالمي، الذي تتكشف فيه هذه الديون، فالعالم، كما تشير توقعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، يتجه نحو تباطؤ اقتصادي في عام 2025، مع تراجع النمو العالمي إلى 2.4% فقط، وهو أدنى مستوى منذ أزمة كورونا، إذا استثنينا فترات الركود المرتبطة بأزمات الديون.

والمفارقة أن هذا التباطؤ، يترافق مع استمرار السياسات النقدية المتشددة وارتفاع أسعار الفائدة، ما يجعل كلفة الاقتراض أكثر إيلامًا للدول المدينة، وقد دفعت الأسواق الناشئة وحدها 1.4 تريليون دولار خلال العام الماضي، لسداد فوائد وأقساط ديونها، وهو أعلى مستوى منذ نحو عقدين.

اقرأ أيضًا:-

«100 تريليون دولار» الدين العالمي يرتفع وسط تحديات التضخم والتحول الأخضر

هشاشة متعددة الأوجه

ومن الصين إلى الأرجنتين، ومن مصر إلى جنوب إفريقيا، تتوزع خريطة الديون بنسب متفاوتة، ولكن بنفس القلق المتصاعد، وتتصدر الصين الدول النامية بديون خارجية تقترب من 2.4 تريليون دولار، بينما تقف البرازيل عند 746 مليار دولار، وتلاحقها الهند بأكثر من 736 مليار دولار.

بينما دول مثل المكسيك، وتركيا، وإندونيسيا تدور في فلك الـ400-600 مليار دولار، ما يضعها على خط التماس مع أي صدمة مالية عالمية، وفي القارة الإفريقية، تظهر جنوب إفريقيا ومصر ضمن قائمة العشر الكبار من حيث حجم الدين، ما يعكس عمق التشابك بين الأسواق الناشئة، والتقلبات العالمية.

الديون تعصف بالاقتصادات الناشئة

 

العواقب تتدحرج

ولا يعني ارتفاع خدمة الدين فقط تخصيص مبالغ ضخمة من الميزانيات الوطنية للفوائد، بل يؤدي إلى مزاحمة أولويات الإنفاق الأساسية، مثل:- (التعليم، والصحة، والبنية التحتية)، كما أن تراجع قيمة العملات المحلية أمام الدولار، يفاقم من حجم الدين الخارجي، ويضع الدول في حلقة مفرغة من الاقتراض لإطفاء القروض السابقة.

كما أن السياسات النقدية المتشددة، تخنق النمو وتدفع الدول النامية إلى الزاوية، لذا من الضروري وضع حلول مبتكرة وغير تقليدية، فيما يقترب العالم من موجة جديدة من أزمات الديون السيادية، خصوصًا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث ترتفع مؤشرات الهشاشة الاقتصادية بشكل واضح.

 

المعضلة العالمية.. تنسيق غائب ومخاطر قائمة

وتم تسليط الضوء على تحدٍ من نوع آخر، وهو غياب التنسيق بين السياسات الاقتصادية العالمية، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين، ويضعف استجابة الأسواق، كما أن التقلبات المتزايدة في الأسواق لا تأتي من فراغ، بل من تخبط السياسات الكبرى.

اقرأ أيضًا:-

الدين العالمي عند أعلى مستوياته منذ 2020.. أزمة كامنة أم تحول مالي؟

سيناريوهات محتملة.. من التشاؤم إلى التفاؤل الحذر

ويشير السيناريو المتشائم إلى استمرار تشديد السياسات النقدية، الأرم الذي قد يؤدي إلى انكماشٍ اقتصادي في الدول النامية، وتراجع مستويات المعيشة، مع احتمال اندلاع أزمات ديون متتالية، فالسيناريو الوسيط، يعتمد على قدرة بعض الدول على امتصاص الصدمة، من خلال تنويع الصادرات وتحفيز الاستثمار المحلي.

أما السيناريو المتفائل، فيفترض تحسنًا في الأوضاع الجيوسياسية، وتراجعًا في النزعات الحمائية، ما قد يفتح المجال أمام تعافٍ تدريجي للاقتصاد العالمي، وانعكاسات إيجابية على الأسواق الناشئة.

الدين 

 

ماذا بعد؟

وفي ظل هذه المؤشرات، تبدو الحاجة إلى حلول جماعية وهيكلية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، عن طريق إعادة هيكلة الديون، وتخفيف شروط التمويل الدولي، وتبني إصلاحات محلية جذرية في البنية الاقتصادية والإنتاجية، وكلها أدوات باتت ضرورية لتجنب كارثة مالية شاملة.

أما المؤسسات المالية الدولية، فمطالبة بالتحرك السريع، ليس فقط من باب الدعم الفني، بل لضمان استقرار المنظومة المالية العالمية برمتها، فكما أثبت التاريخ مرارًا، أن أزمات الديون لا تبقى محلية، بل تتحول إلى عدوى مالية عابرة للقارات، تخلط أوراق النمو وتعيد رسم خرائط النفوذ الاقتصادي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search