-
مصر توقع عقد إنشاء أكبر مجمع للصناعات الفوسفاتية في الشرق الأوسط بالسخنة باستثمارات مليار دولار
-
بوينج تعلن مشاركتها في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2025"
-
بسعر الخردة، أصحاب "التوك توك" يتخوفون من تسعيرة استبداله بالسيارات الجديدة
-
فجوة تمويل التنمية وفرص الإنقاذ.. غياب العدالة يحصر الدول النامية بين شبح الفقر ونقص الموارد
لماذا لم تحقق البلوك تشين نفس نجاح الذكاء الاصطناعي؟
السبت، 11 أكتوبر 2025 12:50 ص
البلوك تشين
في الوقت الذي يتربع فيه الذكاء الاصطناعي على عرش التكنولوجيا العالمية، محققًا قفزات نوعية خلال فترة وجيزة، نجد أن تقنية البلوك تشين، رغم إمكاناتها الثورية، ما تزال تسير بخطى بطيئة نحو التبني الواسع.
فهل المشكلة في التقنية ذاتها، أم في كيفية تقديمها واستخدامها؟ ولماذا لا تحظى بنفس الحماس أو الاستثمارات التي تغمر مجال الذكاء الاصطناعي؟ لنغص في أعماق الفروق الجوهرية بين المسارين، ونحلل التحديات والفرص التي تواجه البلوك تشين في هذا السياق.
نمو في الظل مقابل صعود تحت الأضواء
ووفقًا لتقرير صادر عن The Business Research Company، بلغت قيمة سوق البلوك تشين في عام 2024 حوالي 28.9 مليار دولار، مع توقعات بأن تصل إلى 49.1 مليار دولار في 2025، وعلى السطح، هذا رقم يبدو مبشرًا، ولكن بالمقارنة مع سوق الذكاء الاصطناعي الذي قفز إلى 600 مليار دولار في نفس الفترة، يظهر التفاوت الكبير في وتيرة النمو.
وبينما يتم النظر إلى الذكاء الاصطناعي كظاهرة غيرت شكل العالم خلال سنتين فقط، فإن البلوك تشين لا يزال يعامل كتقنية تجريبية في أعين الكثيرين، رغم مرور أكثر من عقد على ظهوره.
معضلة الفهم والوضوح
من أبرز الأسباب التي تعيق تبني البلوك تشين، كما يشير مايك سبارشوت، المتخصص في التكنولوجيا المالية لدى servers.com، هو صعوبة فهم التكنولوجيا بالنسبة لغير المتخصصين.
فالذكاء الاصطناعي، يقدم نتائج فورية وملموسة سواءً من خلال روبوت دردشة ذكي، أو مولد صور أو حتى توصيات موسيقية، أما البلوك تشين، فهو يعمل خلف الكواليس، ما يجعل القيمة المضافة غير ظاهرة مباشرة للمستخدم العادي.
أضف إلى ذلك، أن التعامل المباشر مع البلوك تشين، يتطلب معرفة تقنية مسبقة، سواءً من خلال إعداد محفظة، أو تشغيل عقدة، أو حتى فهم المفاهيم المرتبطة بالتحقق والتشفير، وهنا يكمن الفارق: الذكاء الاصطناعي يخاطب الجميع، أما البلوك تشين فما زال يخاطب الخبراء.

الفجوة المعرفية تعيق التوسع
إن السبب الجوهري لتأخر البلوك تشين، لا يعود فقط إلى تعقيده، بل أيضًا إلى ضعف المعرفة المؤسسية بقدراته الحقيقية، ففي حين لا تزال معظم المؤسسات تنظر إلى البلوك تشين باعتباره مرادفًا للعملات الرقمية، بدأت فقط في الآونة الأخيرة اكتشاف استخداماته في مجالات مثل سلاسل التوريد، والتحقق من الهوية، وتوثيق المعاملات.
وهذا النقص في التوعية لا يقتصر على الأفراد، بل يمتد إلى صناع القرار والمشرعين، الذين بدورهم يترددون في دعم أو تنظيم بيئة متكاملة لهذه التقنية.
اقرأ أيضًا:-
العقود الذكية تقود الثورة، 40 مليار دولار استثمارات في "بلوك تشين"
تحديات البنية التحتية والتنظيم
وتواجه البلوك تشين أيضًا، عقبات تتعلق بالبنية التحتية والتشريعات، كما يتطلب إعادة هيكلة جذرية للأنظمة القائمة، بخلاف الذكاء الاصطناعي الذي يمكن دمجه بسهولة ضمن الأنظمة الموجودة مسبقًا، وغياب المعايير الموحدة، وتعدد الشبكات غير المتوافقة مثل إيثيريوم وسولانا وكوزموس، يخلق حالة من العبث، ويعيق التفاعل السلس بين الشبكات.
إلى جانب ذلك، يشكل غياب إطار تنظيمي عالمي واضح مصدر قلق للمؤسسات، خصوصًا في القطاعات المالية التي تتطلب مستويات عالية من الامتثال والثقة.

صورة ذهنية مرتبكة وتقنية غير ملموسة
تود روف، الرئيس التنفيذي لـAutonomys، يلخص الإشكالية في الجانب الذهني والتسويقي، قائلًا إن البلوك تشين يُنظر إليه كأمر تقني معقد، في حين يرتبط الذكاء الاصطناعي ببساطة وسلاسة الاستخدام، فأدوات الذكاء الاصطناعي تعطي نتائج فورية، تشد انتباه المستخدم، وتثير إعجابه، بينما البلوك تشين يعمل بهدوء في الخلفية، دون أن يشعر به أحد.
وهذا الفرق في تجربة المستخدم، أو ما يعرف بـ"لحظة الإدراك"، هو ما يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر جذبًا من الناحية التسويقية، وكما يقول كايل توت، مؤسس منصة Pinata: "الذكاء الاصطناعي يمنحك لحظة فورية.. أما البلوك تشين، فيتطلب شبكة من المستخدمين حتى يظهر تأثيره".
اقرأ أيضًا:-
البلوك تشين يدخل عصر الخدمات الحكومية الذكية
ولكن.. هل البلوك تشين فاشل؟
الجواب ببساطة لا، فرغم عدم انتشاره الظاهر، يشهد البلوك تشين نموًا هائلًا في التطبيقات المؤسسية، وتستخدم التقنية بالفعل في شبكات لوجستية كبرى، وفي نظم الهوية الرقمية، والمعاملات العابرة للحدود، وغالبًا، لا يدرك المستخدمون أنهم يتعاملون مع البلوك تشين، لأنه مدمج ضمن النظام بشكل شفاف.
كما تعتمد مؤسسات كبرى مثل Walmart، Maersk، Visa، وJP Morgan على تقنيات بلوك تشين، لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف، أي أن البلوك تشين ليس غائبًا، بل يعمل بهدوء وبعيدًا عن أضواء الإعلام.

ماذا يحتاج البلوك تشين ليقلع؟
لتحقيق قفزة نوعية، يحتاج البلوك تشين إلى عدة عوامل:-
- تبسيط الواجهة وتجربة المستخدم: أدوات تستخدم البلوك تشين دون الحاجة لشرح المصطلحات التقنية، تمامًا كما فعلت ChatGPT للذكاء الاصطناعي.
- زيادة التوعية والتعليم: على مستوى الجامعات، والشركات، والمستهلكين.
- وضع أطر تنظيمية واضحة: مثل لائحة MiCA الأوروبية، والتي بدأت بوضع معايير واضحة لسوق العملات الرقمية.
- تحسين قابلية التشغيل البيني (Interoperability): لتوحيد تجارب المستخدم، وتسهيل نقل القيمة بين الشبكات المختلفة.
- إطلاق تطبيقات قاتلة (Killer Apps): تجعل من استخدام البلوك تشين ضرورة، وليس خيارًا، كما فعلت Google وFacebook سابقًا مع الإنترنت.
المستقبل ليس لأسرع تقنية، بل لأكثرها تأثيرًا
ورغم التفاوت في وتيرة النمو، فإن كلا التقنيتين، سواءً الذكاء الاصطناعي أو البلوك تشين، ستشكلان ملامح المستقبل، فالذكاء الاصطناعي سيتحول إلى واجهة تعامل ذكية، أما البلوك تشين، فسيكون بمثابة العمود الفقري للثقة، والتحقق، وحفظ الحقوق الرقمية.
وقد لا نشهد لحظة انفجار جماهيري للبلوك تشين، ولكن تأثيره سيكون تدريجيًا، عميقًا، وجذريًا، وفي النهاية، عندما يندمج في النسيج الرقمي للحياة اليومية دون الحاجة لذكر اسمه، سيكون قد حقق النجاح الكامل، حتى لو لم نلحظه مباشرة.
البلوك تشين لا يفتقر إلى الإمكانات، بل إلى الوضوح، والتبسيط، والانفتاح على المستخدم العادي، وإذا تحققت هذه الشروط، قد نرى في السنوات القادمة، عالمًا لا يعمل فقط بالذكاء الاصطناعي، بل أيضًا بثقة البلوك تشين.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
بين خسائر بتكوين وطفرة الرياض، بلاك روك تعيد توجيه ملياراتها نحو الأصول المستقرة
26 نوفمبر 2025 05:00 م
ON أون السويسرية، صاعدة جديدة تهز عرش نايكي وأديداس وتعيد رسم قواعد سوق الأحذية الرياضية
26 نوفمبر 2025 01:00 م
طفرة عالمية، سوق صيدليات التجزئة يلامس 0.83 تريليون دولار في 2025
26 نوفمبر 2025 09:32 ص
أكثر الكلمات انتشاراً