إلغاء تمويل الطاقة المتجددة في أمريكا، رسالة سياسية أم إعادة تموضع استراتيجي؟

الأحد، 05 أكتوبر 2025 01:45 م

وزارة الطاقة الأمريكية تلغي تمويل لمشاريع الطاقة المتجددة

ميرنا البكري

يُعتبر إعلان وزارة الطاقة الأمريكية إلغاء تمويل لمشاريع الطاقة المتجددة ونظيفة بقيمة 8 مليارات دولار ليس مجرد إجراء مالي فحسل، لكنه إشارة واضحة أن الإدارة الحالية تعيد رسم أولويات الطاقة، ويؤثر هذا القرار بشكل مباشر على مئات المشاريع التي كانت من المفترض أن تدفع بعجلة التحول الطاقي للأمام، ويفتح الباب للكثير من التساؤلات، فهل ستعود أمريكا خطوة للخلف في سباق الطاقة النظيفة؟ وهل يؤثر هذا على الاقتصاد، والوظائف، والمنافسة العالمية؟

مشاريع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة في الشرق الأوسط.. إلى أين وصلت؟ — **مشاريع الطاقة النظيفة**

خلفية القرار، السياسة قبل الاقتصاد؟

بررت الوزارة الإلغاء بأن المشاريع لم تستوفي معايير “المنافع الاقتصادية، الأمن القومي، وأمن الطاقة”، لكن المثير للجدل أن أغلب المشاريع الملغاة كانت في ولايات ديمقراطية، مما جعل محللين يعتبرون الموضوع كرسالة سياسية أكثر من كونه قرار اقتصادي بحت. في نفس الوقت، لا زالت أنشطة النفط والغاز تعمل بتمويل من موازنات مرحلة، مما يعكس توجه الإدارة الحالية تجاه تقوية الوقود التقليدي على حساب البدائل النظيفة.

الأثر المباشر، خسائر بالجملة

هذا القرار ليس مجرد إلغاء على الورق، لكن له آثار اقتصادية ضخمة، فبلغ إجمالي الاستثمارات الملغاة أو المتراجع عنها في الطاقة النظيفة حوالي 13 مليار دولار منذ بداية العام.

تم محي أكثر من 15 ألف فرصة عمل نتيجة توقف المشاريع، وتم سحب 10 مليارات دولار استثمارات خاصةً كانت مخططة، بسبب حالة عدم اليقين، مما يعني أن القرار يخلق فراغ في سوق الطاقة المتجددة، ويهدد شركات ناشئة ومستثمرين كانوا معتمدون على دعم حكومي واستقرار في السياسات.

ضبابية مستقبلية، المستثمر يهرب للخارج

يبحث المستثمر بطبعه عن الاستقرار، وعندما يجد سياسات حكومية متقلبة، سيبدأ في البحث عن بدائل، حيث تقول التقارير إن هناك اتجاه قوي للاستثمار يذهب للاتحاد الأوروبي الذي يقدم دعم ثابت وسياسات متوقعة أكثر، والنتيجة قد تجد أمريكا نفسها تفقد موقعها الريادي في سباق الطاقة النظيفة لصالح أوروبا وآسيا.

أبرز التوقعات المقبلة

1. على المدى القصير، سيواجه القطاع حالة من الفوضى، وستقلل الشركات استثماراتها، وهناك خطر من موجة تسريح موظفين.

2. على المدى المتوسط، استمرار دعم النفط والغاز سيعزز أرباح الشركات التقليدية، لكن سيزداد الضغوط البيئية والسياسية، خاصةً مع تصاعد مطالب تقليل الانبعاثات.

3. على المدى الطويل، إذا ظلت الإدارة على نفس النهج، قد تخسر أمريكا ريادتها في تكنولوجيا الطاقة النظيفة (مثل البطاريات، والهيدروجين، والطاقة الشمسية)، مما يؤثر على قدرتها في المنافسة العالمية مع الصين والاتحاد الأوروبي.

خطوة للخلف في سباق عالمي

لم يعد قرار إلغاء التمويل بـ 8 مليارات دولار مجرد تغيير أولويات محلية، لكنه رسالة للعالم بأن أمريكا قد تتباطأ في سباق التحول الطاقي، كما أن الخسائر المباشرة في الاستثمارات والوظائف كبيرة، والمخاطر على جاذبية السوق الأمريكي أكبر.

وما يتضح أن المستثمرين لا ينتظرون كثيرًَا، وأوروبا وآسيا يفتحون الأبواب على مصراعيها، والسيولة قد تجد طريقها خارج أمريكا بسرعة.

اقرأ أيضًَا:-

ترامب يهاجم مشاريع الطاقة المتجددة: "لن نسمح بتدمير الأراضي الزراعية"

2,500 مشروع للطاقة المتجددة مهدد بالتوقف في أمريكا، ما القصة؟

Washington – SEIA — **واشنطن تلغي تمويل 8 مليارات دولار لمشاريع الطاقة المتجددة**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.