خبير اقتصادي لـ«إيجي إن»: مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من تصنيع الألواح الشمسية

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 05:30 م

محمد السيد

قالت الدكتورة هدى الملاح، مدير العام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، وعضو هيئة التدريس بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن طرح وزارة الصناعة لـ28 فرصة استثمارية جديدة، يعكس ما وصلت إليه مصر من جاهزية قوية على مستوى البنية التحتية، مشيرة إلى أن الدولة استطاعت خلال السنوات الماضية، أن تضع الأسس التي تجعلها بيئة جاذبة للاستثمارات، وأن صندوق النقد الدولي أشاد باستقرار مصر الاقتصادي وعدم تعثرها في الوفاء بالتزاماتها المالية، وهو ما يؤكد قدرتها على تهيئة مناخ استثماري آمن ومستدام.

تعميق التصنيع المحلي

وأضافت مدير العام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوي، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن الهدف الأساسي من هذه الفرص، هو تعميق التصنيع المحلي، بدلًا من الاعتماد على الواردات، خاصة وأن مصر ومعظم الدول العربية اعتادت لسنوات طويلة على استيراد المنتجات النهائية، وتصدير المواد الخام، وأن هذه الخطوة لا تعني مجرد فرص استثمارية في العقارات أو الزراعة، بل هي صناعة حقيقية تستهدف خفض فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية التي تضغط على الموازنة العامة.

خلق فرص عمل جديدة

وأكدت “الملاح”، أن مفهوم "الفرصة الاستثمارية" يعني تحديد صناعات أو قطاعات معينة تكون مهيأة للنشاط الصناعي والإنتاجي، بما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتلبية احتياجات السوق المحلية، من منتجات كان يتم استيرادها سابقًا. وأكدت أن موقع مصر الجغرافي يمثل ميزة استراتيجية، حيث تمتلك موانئ متطورة مثل ميناء الإسكندرية، إضافة إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي أصبحت مركزًا لجذب الاستثمارات من دول كبرى مثل روسيا والصين.

صناعة الطاقة الشمسية

وأوضحت "الملاح"، أن مصر مؤهلة بقوة للدخول في مجال صناعة الطاقة الشمسية، حيث تعد الطاقة الشمسية من أنظف وأرخص مصادر الطاقة مقارنة بالوقود الأحفوري، وأن وفرة أشعة الشمس في مصر تجعل من الممكن تصنيع وتجميع الألواح الشمسية محليًا، خاصة مع وجود مصانع بدأت بالفعل في إنتاج بعض المكونات وتجميع الخلايا المستوردة من الخارج.

مركز صناعي إقليمي قادر على المنافسة

وأشارت “الملاح”، إلى أن تعميق الصناعة المحلية في مجالات مثل الطاقة الشمسية لا يقتصر فقط على تلبية احتياجات السوق الداخلية أو خفض الاستيراد، بل يمتد إلى تعزيز موقع مصر كمركز صناعي إقليمي قادر على المنافسة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في هذه الصناعات بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصري، ويفتح آفاقًا أوسع أمام الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وأن مصر لديها القدرة خلال 5 سنوات، من تحقيق الاكتفاء الذاتي وبدء تصدير الألواح الشمسية من خلال خطة خمسية أو عشرية من الحكومة، بفضل الإمكانيات التي تتمتع بها مصر.

الطاقة الشمسية أحد أعمدة التحول إلى مصادر نظيفة ومستدامة

تشهد الطاقة الشمسية طفرة عالمية غير مسبوقة، باعتبارها أحد أعمدة التحول إلى مصادر نظيفة ومستدامة، ومع تزايد الحاجة إلى بدائل اقتصادية قادرة على خفض الانبعاثات الكربونية، ظهرت أمام المستثمرين عشرات المسارات التي تَعِد بفتح آفاق جديدة للربح، وفي الوقت نفسه تدفع عجلة الاقتصاد الأخضر، ومن بين هذه المسارات برزت 20 فرصة استثمارية واعدة تغطي مكونات المنظومة الشمسية كافة، بدءًا من الخلايا والبطاريات مرورًا بأنظمة التتبع والعاكسات، وصولًا إلى البرمجيات والألواح وتقنيات التخزين المتقدمة.

الخلايا الشمسية قلب المنظومة النابض

الخلايا الشمسية هي العنصر الأساسي الذي يحوّل الضوء إلى كهرباء، وهنا ثلاث فرص رئيسية وهي كالتالي:

تحسين أداء الخلايا التقليدية عبر رفع كفاءتها وتخفيض تكلفتها، وهو مجال يشهد منافسة محتدمة بين كبرى الشركات.
الاستثمار في الخلايا متعددة الطبقات، التي تسمح بالتقاط نطاق أوسع من الطيف الشمسي وبالتالي إنتاج طاقة أكبر من اللوح نفسه.
التوسع في الخلايا المعتمدة على مواد مبتكرة مثل البيروفسكايت، التي تقدم وعودًا بزيادة كبيرة في الإنتاجية مع تكاليف تصنيع أقل.

بطاريات التخزين ركيزة استقرار الشبكات

يمثل التخزين التحدي الأبرز أمام الطاقة الشمسية، لأنه يضمن استمرارية الإمداد بالكهرباء حتى في غياب الشمس، وهنا ثلاث فرص استثمارية مميزة، تطوير بطاريات الليثيوم أيون يظل رهانًا آمنًا بفضل انتشارها وموثوقيتها، بينما تمثل البطاريات الصلبة مستقبلًا واعدًا من حيث الأمان وطول العمر، كما أن توفير حلول تخزين واسعة النطاق مخصصة للشبكات الكبرى يفتح الباب أمام مشاريع ضخمة قادرة على دعم استقرار أنظمة الكهرباء الوطنية.

أنظمة التتبع الشمسي كفاءة مضاعفة

تساعد أنظمة التتبع الشمسي على زيادة إنتاجية الألواح من خلال ملاحقة حركة الشمس طوال النهار، وهنا يمكن رصد ثلاث فرص واعدة وهي كالتالي:

أنظمة التتبع أحادية المحور، التي توفر حلولًا عملية منخفضة التكلفة.
الأنظمة ثنائية المحور، التي تحقق أقصى استفادة من الضوء الشمسي.
تطوير حلول هجينة تلائم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ما يوسع نطاق انتشار هذه التقنية.

العاكسات الشمسية عقل المنظومة الإلكتروني

العاكسات الشمسية، التي تحول التيار المستمر إلى متردد يناسب الاستهلاك، تفتح ثلاث فرص أخرى وهي كالتالي:

العاكسات عالية الكفاءة الموجهة للمشروعات العملاقة.
الأجهزة المنزلية الصغيرة التي تتزايد الحاجة إليها مع انتشار الألواح فوق أسطح المنازل.
العاكسات الهجينة التي تدعم الربط مع أنظمة التخزين، ما يمنح مرونة أكبر للمستخدمين.

البرمجيات الذكية وهي الثورة الرقمية في الخدمة

الطاقة الشمسية لم تعد مجرد معدات صلبة، بل دخلت إليها الثورة الرقمية، وتبدأ بتطوير منصات إدارة الطاقة التي تتيح مراقبة الأداء وتحليل البيانات، مرورًا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي القادرة على التنبؤ بالأعطال وتقليل زمن التوقف، وصولًا إلى حلول إنترنت الأشياء التي توفر مراقبة دقيقة عن بعد، وهو مجال يجذب استثمارات ضخمة من شركات التقنية الناشئة.

الألواح الشمسية

الألواح نفسها ما زالت تحمل أربع فرص استثمارية متنوعة، فهناك الألواح التقليدية منخفضة التكلفة التي تخدم الأسواق النامية، وأخرى عالية الكفاءة مناسبة للمباني ذات المساحات الصغيرة، كما برزت الألواح القابلة للطي التي تلبي احتياجات المنازل المتنقلة والرحلات، إضافة إلى الألواح المرنة والزجاج الشمسي الذي يدمج في واجهات المباني الحديثة.

التخزين المتقدم بوابة مستقبل العاكسات

ويفتح التخزين المتقدم فرصتين رئيسيتين، الأولى في تقنيات التخزين الحراري القادرة على حفظ الطاقة لساعات طويلة بكفاءة عالية، والثانية في إنتاج الهيدروجين الأخضر كوقود نظيف يمكن استخدامه محليًا أو تصديره للأسواق العالمية.

استثمار أخضر برؤية طويلة المدى

بهذه المجموعة المتنوعة من الفرص، يتضح أن قطاع الطاقة الشمسية لم يعد محصورًا في تركيب الألواح فقط، بل أصبح منظومة متكاملة تضم 20 مسارًا استثماريًا واعدًا.
ومع تسارع الطلب العالمي على الكهرباء النظيفة، تتحول هذه الفرص من مجرد أفكار مستقبلية إلى واقع يطرق أبواب المستثمرين، ويمهد لعصر جديد من الاستثمار الأخضر القادر على تحقيق الربح وحماية البيئة في آن واحد.