الأحد، 28 سبتمبر 2025

10:49 ص

تركيا بين مطرقة واشنطن وسندان موسكو، هل تتخلى أنقرة عن النفط الروسي؟

الأحد، 28 سبتمبر 2025 09:21 ص

تركيا بين واشنطن وموسكو

تركيا بين واشنطن وموسكو

ميرنا البكري

أصبحت تركيا في مركز لعبة معقدة جدًا بين موسكو وواشنطن، انخفضت وارداتها من النفط الروسي في سبتمبر لأدنى مستوى من أبريل، مما يكشف مدى حساسية المشهد، فالموضوع ليس مجرد تجارة طاقة، بل معركة نفوذ، فترامب يضغط على أردوغان لكي يوقف شراء الخام الروسي، والكرملين يرد برسالة سيادية، والاتحاد الأوروبي يشدد القواعد، وبالتالي أصبحت تركيا تقف على حبل مشدود، في محاولة للموازنة بين بين مصالحها الاقتصادية وتحالفاتها السياسية.

تركيا وروسيا.. أردوغان يسعى لتوسيع التجارة رغم العقوبات الغربية : CNN  الاقتصادية
انخفضت واردات تركيا من النفط الروسي

 تراجع الواردات، مؤشر ضغط عالمي

تؤكد بيانات مجموعة بورصات لندن LSEG أن واردات تركيا من النفط الروسي تراجعت لـ 1.2 مليون طن في سبتمبر، بعد أن كانت 1.6 مليون طن في يونيو، وهو أعلى مستوى من مايو 2024، وهذا التراجع ليس صدفةً، بل انعكاس مباشر لتغير أسعار خام الأورال ولسقف الأسعار الذي فرضه الغرب.

تركيا تلعب دائمًا لعبة الموازنة

حينما تخطت سقف الـ 60 دولار أوائل العام، خفضت أنقرة مشترياتها، وعندما عادت الأسعار للهبوط تحت السقف في أبريل، عادت شركة "توبراش" التركية لتستورد.

لكن عندما شدد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة السقف وتم تخفيضه لـ 47.6 دولار للبرميل في يوليو، تعقدت الأمور أكثر وانخفضت الواردات بشكل حاد.

بالتالي، هذه الأرقام ليس مجرد إحصائية، بل انعكاس لمدى تأثير السياسات الدولية على قرارات تركيا اليومية في سوق الطاقة.

 ضغط ترامب ورسالة أردوغان

دخل الملف مرحلة جديدة مع تصريحات ترامب بعد لقاؤه بأردوغان في أنقرة، شدد على أنه يتوقع من تركيا وقف شراء النفط الروسي، وقال أنه قد يعود لرفع العقوبات الأمريكية عن أنقرة في حال التزامها.

يوجد في باطن هذه الرسالة جزرة وعصا، الجزرة هي رفع العقوبات الأمريكية التي تضغط على الاقتصاد التركي، والعصا تهديد ضمني إذا تجاهلت أنقرة واشنطن.

لكن السؤال، هل يستطيع أردوغان التضحية بعلاقته مع بوتين التي تطورت السنوات الأخيرة؟ الإجابة ليست بسيطة، مما يجعل القرار معقد للغاية.

 رد موسكو، السيادة أولًا

لم يفوت الكرملين الفرصة للرد، وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف أن تركيا "دولة ذات سيادة"، وهي التي تحدد مع من تتاجر، والرسالة واضحة، تحاول روسيا التأكد أنها لن تخسر شريك مثل تركيا بسهولة، خاصةً أنها ثاني أكبر مشترٍ للخام الروسي بعد الهند.

لكن برغم قوة الخطاب الروسي، يعكس الواقع أن القيود الغربية على الأسعار جعلت موسكو مضغوطة، وبالتالي أي تراجع في مشتريات تركيا يمثل خسارة إضافية للكرملين.

توقعات، إلى أين تتجه تركيا؟ 

1.إذا استجابت تركيا لضغط ترامب، ستحصل على امتيازات اقتصادية من أمريكا، مثل رفع العقوبات، لكن هذا سيضر علاقتها مع روسيا، التي لم تعد مجرد شريك طاقة، لكن أيضًا حليف في ملفات إقليمية (مثل سوريا والطاقة النووية).

2.إذا استمرت تركيا في الموازنة، ستجد نفسها تضطر إلى تقليل وزيادة وارداتها حسب حركة الأسعار وسقف الغرب، مما يجعلها دائمًأ في وضع هش، ولا تستطيع الاعتماد على استقرار إمدادات النفط.

3.قد تحاول أنقرة أن تنوع أكثر في وارداتها، وتزود من نفط الشرق الأوسط (العراق، السعودية)، حتى لا تصبح رهينة لموسكو أو لقرارات الغرب.

ختامًا، تركيا الآن أمام  اختبار كبير، كما أن انخفاض وارداتها من النفط الروسي ليس  انعكاس لسياسات الأسعار فحسب، بل انعكاس لضغط جيوسياسي متصاعد.

يسعى ترامب لإثبات أنه جاد في مواجهة موسكو، ويلعب ورقة تركيا كورقة رابحة، ومن الجانب الآخر يسعى أردوغان للحفاظ على علاقة مع روسيا وفي نفس الوقت يخفف من الضغوط الأمريكية.

المعادلة صعبة للغاية، فأي قرار ستأخذه أنقرة سيكون له ثمن، سواء اقتصادي أو سياسي، لكن الواضح أن أنقرة لا تستطيع الاستمرار في لعبة التوازن للأبد، فلابد أن نختار في لحظة ما، هل تستمر مصالحها مع موسكو أم تضطر الميل للغرب لكي تنقذ اقتصادها الذي يعاني؟

اقرأ أيضًا:-

إلغاء الرسوم على الواردات الأمريكية، تركيا تمهد لتحول سياسي وتجاري مع واشنطن

ترامب يعتقد أن تركيا ستوقف شراء النفط الروسي ويعلن استعداده لرفع العقوبات  عن أنقرة
ترامب يضغط على أردوغان

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search