الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

02:55 ص

الاقتصاد في مرمى النيران، أوكرانيا تضغط على "محفظة" الكرملين

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 11:29 م

أوكرانيا

أوكرانيا

ميرنا البكري

ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا الآن يوضح أن الحرب لم تعد مجرد دبابات وصواريخ على الجبهات، لكن أيضًا ضرب في “شرايين الاقتصاد”، فعندما تستهدف أوكرانيا مصافي ومطارات ومنشآت نفطية، فهي لا تحاول إيقاف طائرة أو دبابة، بل تحاول قطع مصدر التمويل الذي يغذي الماكينة العسكرية الروسية.

وكالة الأنباء الليبية - روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بمهاجمة البنية  التحتية بعد ساعات من الموافقة على وقف إطلاق النار
روسيا وأوكرانيا

 هجمات كييف، استراتيجية “اضرب التمويل”

خلال الشهور الماضية، وسعت أوكرانيا دائرة استهدافها. من بريانسك لسامارا، حتى القرم نفسها، فأصبحت الهجمات مركزة على مصافي النفط ومحطات الخلط، وهذه سيتم تجهيز بها الخام للتصدير، ومطارات عسكرية لتقليل قدرة روسيا على شن ضربات مضادة.

الهدف الأساسي هنا واضح، “اضرب الاقتصاد ينهار التمويل”، وبما أن النفط والغاز يمثلون تقريبًا ثلث إيرادات الميزانية الروسية، فكل ضربة تسحب من جيب موسكو مباشرة.

 تأثير اقتصادي مزدوج على روسيا

التأثير ليس بسيطًا، ويظهر في اتجاهين:-

1. انخفاض عوائد التصدير:- تسبب الهجمات على البنية التحتية إعاقة جزئية لعمليات النقل والتوزيع. حتى لو روسيا لديها قدرة لللإصلاح والاستعادة بسرعة، فمجرد تعطيل يومين أو أسبوع يعني خسارة ملايين الدولارات.

2. تكاليف إضافية للدفاع وإعادة الانتشار:- تضطر روسيا لنقل منشآت حساسة لمناطق أعمق، وتستثمر في الدفاعات الجوية بشكل أوسع، وهذا عبء مالي إضافي فوق تكاليف الحرب نفسها.

أي موسكو لا تخسر دخل فقط، بل تصرف زيادة لكي تحمي نفسها.

توازن جديد في ساحة الحرب الاقتصادية

يخلق التحرك الأوكراني ضغط متزايد على روسيا:-

على المستوى العسكري:- يؤثر أي تراجع في إمدادات الوقود على حركة الجيش.

على المستوى الاقتصادي: قد يجعل تراجع الإيرادات  الحكومة الروسية تواجه صعوبة في تمويل الإنفاق العسكري والاجتماعي معًا.

على المستوى النفسي والسياسي:-يوصل التحرك الأوكراني رسالة بأن العمق الروسي ليس محميًا كما تحاول موسكو أن تبين.

وفي نفس الوقت، تحاول أوكرانيا تعويض ضعفها في المعارك البرية من خلال حرب استنزاف اقتصادية طويلة.

التداعيات العالمية، النفط تحت المجهر

هذه الهجمات لا تؤثر على روسيا، لكنها أيضًا تنعكس على السوق العالمي، فأي اضطراب في صادرات روسيا (وهي واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز) قد يرفع الأسعار عالميًا.

ستتابع أوروبا الموضوع عن قرب، لأنها لازالت متأثرة بتراجع الإمدادات الروسية ومحاولاتها تنويع مصادر الطاقة، ترى أمريكا وحلف الناتو بأن الضغط الاقتصادي على روسيا ورقة فعالة لتقليل قدرة موسكو على الاستمرار في حرب طويلة.

 توقعات السيناريوهات المقبلة

1. تصعيد روسي مضاد:- قد ترد روسيا بهجمات أقوى على البنية التحتية الأوكرانية (كهرباء، موانئ، محطات غاز).

2. زيادة التقلب في أسعار الطاقة:- فأي تعطيل طويل الأمد لمنشآت روسية قد يسبب موجة ارتفاع جديدة في أسعار النفط.

3. ضغط سياسي داخلي على الكرملين:- إذا استمرت الإيرادات في التآكل، قد يظهر توتر داخلي بين تمويل الحرب ومتطلبات الشعب.

4. تعزيز الدعم الغربي لكييف:- يعتقد الغرب أن الاستراتيجية الأوكرانية ناجحة، فقد يزود تسليحها بطائرات مسيرة وصواريخ أبعد مدى.

معركة جيوب قبل أن تكون معركة حدود

 الرسالة من هذه الهجمات واضحة، الحرب ليس في من  يسيطر على جبهة، لكن في من يستطيع تمويل نفسه أطول"، فأوكرانيا تحاول اللعب على نقطة ضعف روسيا الأكبر، اعتمادها الضخم على عوائد الطاقة.

وإذا استمر هذا السيناريو، فالعالم ليس أمام حرب عسكرية طويلة، لكنه أمام حرب اقتصادية ستحدد من يستطيع استنزاف الآخر.

اقرأ أيضًا:-

الميثانول والنفط في مرمى المسيرات، أوكرانيا تبدأ حرب الاستنزاف الاقتصادي على موسكو

روسيا وأوكرانيا تتبادلان اللوم بعد فشل محاولة لوقف إطلاق النار
روسيا وأوكرانيا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search