«صناعة الترفيه»، اقتصاد ناعم يقود التحول العالمي والسعودية في الصدارة

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 03:37 م

اقتصاد الترفيه

في عالم يتغير بسرعة، أصبحت صناعة الترفيه أكثر من مجرد وسيلة لقضاء الوقت، بل تخطت الأمر لتصبح قوة اقتصادية ناعمة، تسهم في تشكيل الاقتصادات، وتحفيز النمو وخلق الوظائف وتعزيز الاستثمار، وباتت تلك الصناعة الدقيقة تشكل محورًا محوريًا في مسيرة التنمية الاقتصادية، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في الاقتصاديات الناشئة أيضًا.

صناعة قديمة بثوب رقمي جديد

من النيران والقصص الشعبية إلى البث المباشر والميتافيرس، تطورت صناعة الترفيه تاريخيًا تماشيًا مع تطور البشرية والتكنولوجيا، إلا أن تلك الصناعة لم تكن يومًا وليدة العصر الرقمي، بل تعود جذورها إلى بدايات التواصل الإنساني، لكنها باتت اليوم مدفوعة بتيارات رقمية تعيد تشكيل هيكلها بالكامل، خاصة مع بروز الإنترنت والهواتف الذكية ومنصات البث والألعاب الإلكترونية.

رقم واحد في الإنفاق.. الترفيه يهيمن على المحافظ الاستثمارية

تبلغ قيمة سوق الترفيه العالمي اليوم أكثر من 2.43 تريليون دولار في 2023، ومن المتوقع أن تتجاوز 3.5 تريليون دولار بحلول 2028، وتتوزع العائدات بين قطاعات متنوعة، أبرزها ألعاب الفيديو التي تصدرت المشهد بإيرادات وصلت إلى نحو 192.7 مليار دولار عام 2021، متفوقة على الموسيقى والأفلام مجتمعة، هذه الأرقام تعكس تحولًا في عادات الإنفاق وتغيرًا في أولويات المستهلكين، خاصة الأجيال الشابة.

محرك للناتج المحلي وفرص العمل

لا تقتصر أهمية صناعة الترفيه على كونها قطاعًا ربحيًا، بل تتعداها لتكون ركيزة للناتج المحلي الإجمالي في العديد من الدول، فالصناعة تسهم عبر الإنفاق المباشر من قبل الأفراد، والإنفاق غير المباشر عبر سلاسل التوريد، إلى جانب مساهمتها في الإيرادات الضريبية للدول، والأهم من ذلك، أن الصناعة تمثل أحد أكبر القطاعات توظيفًا في العالم وتوفر ملايين الوظائف المباشرة وغير المباشرة، ما يجعلها رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

بـ 184 مليار دولار، الألعاب الإلكترونية تتحول من وسيلة ترفيه إلى صناعة حقيقية

الترفيه كأداة دبلوماسية وثقافية

الترفيه لم يعد مجرد استهلاك محلي، بل أصبح أحد أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها الدول لتصدير ثقافتها وتعزيز حضورها العالمي، فالأفلام، والموسيقى، وألعاب الفيديو، وحتى المهرجانات، أصبحت تمثل عناصر رئيسية في العلاقات الثقافية الدولية، وهذا البعد الثقافي يسهم في تعزيز السياحة وتنوع الاقتصاد، كما يحدث في السعودية التي تسعى- ضمن رؤية 2030- إلى تحويل الترفيه إلى أحد أعمدة اقتصاد ما بعد النفط.

السعودية.. قصة صعود في الشرق الأوسط

تعد المملكة العربية السعودية من أبرز نماذج التحول في المنطقة، وتستثمر بكثافة في قطاع الترفيه عبر فعاليات ضخمة مثل موسم الرياض، ومشروعات مثل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومن المتوقع أن تصل عائدات قطاع الترفيه والإعلام في المملكة إلى نحو 193.8 مليون دولار خلال عام 2024، مع نمو متسارع مدعوم بإصلاحات تنظيمية واستثمارات ضخمة.

وفي إطار الخطط الموضوعة والفورة الترفيهية والسياحية، فإنه من المتوقع أن تشهد المملكة تدفقات استثمارية غير مسبوقة إلى قطاع الترفيه والقطاعات المرتبطة به، وصولاً إلى مساهمة هذا القطاع بنسبة 4.2% من الناتج المحلي وخلق 450 ألف فرصة عمل بحلول 2030.

ومن المتوقع أن تبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة لتطوير البنى التحتية والمشاريع الكبرى المرتبطة بالترفيه نحو 267 مليار ريال (نحو 71.2 مليار دولار).

3 تريليون دولار على الأبواب، صناعة الترفيه والإعلام تواصل التحليق عالميًا

مستقبل الصناعة.. الواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي، والميتافيرس

يجرى استشراف المستقبل عبر رصد أبرز الاتجاهات القادمة:

التحول إلى نماذج البث والاشتراك الرقمي.
انتشار الألعاب السحابية التي تلغي الحاجة للأجهزة التقليدية.
صعود البودكاست والبث الصوتي كأدوات تسويق ومحتوى متكامل.
تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستهلك وصياغة قرارات المحتوى.

ويبدو أن التكامل بين هذه العناصر سيشكل بيئة أكثر تفاعلية وتخصصًا، ما يعني أن صناعة الترفيه ستصبح أكثر تعقيدًا لكنها أيضًا أكثر ربحًا وتنويعًا.

صناعة لا ترف فيها

لم يعد قطاع الترفيه ترفًا، بل صناعة استراتيجية، يجب على الحكومات والقطاع الخاص الاستثمار فيها بذكاء، فالعائدات ليست مالية فقط، بل تمتد لتشمل النمو الاقتصادي، والتوظيف، والسياحة، والهوية الثقافية، وحتى المكانة الدولية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.