"من السيارة إلى السماء"، أوبر تفتح باب المستقبل بمروحيات جوية في 2026

الجمعة، 19 سبتمبر 2025 10:46 م

مروحيات شركة جوبي أفيايشن Joby Aviation

في خطوة جديدة تمهد لعصر مختلف من التنقل الحضري، أعلنت شركة جوبي أفيايشن Joby Aviation الأمريكية المتخصصة في الطائرات الكهربائية للإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL)، عن بدء إدراج مروحيات بلايد إير موبيليتي (Blade Air Mobility)، ضمن تطبيق أوبر للنقل، بداية من عام 2026.

هذه الخطوة، رغم بساطتها الظاهرة، تحمل في طياتها تحولًا إستراتيجيًا كبيرًا في مستقبل النقل المدني، لا سيما في المدن الكبرى مثل:- (نيويورك وبعض مدن أوروبا الجنوبية).

خدمة المروحيات.. من رفاهية نخبوية إلى وسيلة نقل حضرية

لطالما اعتبرت المروحيات وسيلة نقل نخبوية، مقتصرة على رجال الأعمال والمشاهير، ولكن الشراكة بين جوبي وأوبر تهدف إلى كسر هذا التصور، ويأتي ذلك من خلال إدراج المروحيات على تطبيق أوبر، ستتحول الخدمة إلى خيار فعلي وسهل الاستخدام للمستخدمين الراغبين في تجنب الازدحام أو التنقل السريع من وإلى المطارات.

ورغم أن جوبي لم تكشف بعد عن المواقع الأولى التي ستتاح فيها هذه الخدمة، فإن التصريحات تشير إلى أن التركيز سيكون على أكثر المسارات شعبية، وخاصة تلك التي تربط المطارات بالمراكز الحضرية.

"التاكسي الطائر"، بين ثورة في المواصلات وخدمة حصرية للأثرياء

صفقات إستراتيجية.. جوبي تبني إمبراطوريتها الجوية

لا يمكن فهم هذا التوسع بمعزل عن الصفقات الإستراتيجية التي أجرتها جوبي خلال السنوات الماضية، وأبرزها كان في أغسطس 2025، حيث استحوذت الشركة على وحدة نقل الركاب في بلايد إير موبيليتي (Blade Air Mobility) مقابل صفقة وصلت قيمتها إلى 125 مليون دولار، في المقابل، احتفظت بلايد بوحدتها الطبية المتخصصة في نقل الأعضاء، والتي تدار ككيان منفصل.

تأتي هذه الصفقة، ضمن سلسلة من التحركات التي نفذتها جوبي منذ عام 2020، حين استحوذت أيضًا على وحدة إليفيت التابعة لأوبر، والمسؤولة عن تطوير تقنيات التاكسي الجوي، وبذلك، أصبحت جوبي تمتلك مجموعة من الأصول التكنولوجية والبشرية والبنية التحتية، جعلتها واحدة من أكثر الشركات تقدمًا في هذا القطاع.

أوبر.. أكثر من مجرد تطبيق سيارات

أوبر، من ناحيتها، لم تكتفي بدور الوسيط أو التطبيق فقط، بل دخلت كشريك استثماري في جوبي، حيث تمتلك اليوم نحو 2.5% من أسهم الشركة، وهذا التداخل بين الشراكة التشغيلية والاستثمارية، يعكس نموذجًا جديدًا للتوسع في سوق النقل، يعتمد على التنويع الرأسي وتوسيع النطاق من الأرض إلى الجو.

ومن المهم الإشارة إلى أن مروحيات بلايد، ظهرت سابقًا على تطبيق أوبر، لكن ضمن عروض ترويجية محدودة، أما الخطوة الجديدة فهي إدماج تجاري فعلي ومنظم، ما يفتح الباب أمام خدمات جوية أوسع مستقبلًا.

إيلون ماسك وتحدي «الروبوت تاكسي»، الذكاء الاصطناعي في مواجهة الواقع

تاكسي طائر.. ولكن متى؟

ورغم أن استخدام المروحيات هو الخطوة الأقرب زمنيًا، فإن الهدف الأكبر يتمثل في إطلاق التاكسيات الجوية الكهربائية الخاصة بجوبي، كما تشير خطط الشركة إلى أن أولى الرحلات التجارية باستخدام هذه المركبات، ستبدأ في دبي عام 2026، مع توسيع النشاط لاحقًا ليشمل الولايات المتحدة وغيرها من الأسواق الدولية.

وهذه الطائرات الكهربائية، تمتاز بقدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي، ما يجعلها مثالية للمدن المكتظة التي تعاني من نقص المساحات، وبفضل تصميمها الصديق للبيئة، فهي تدخل ضمن رؤية النقل المستدام والذكي للمدن المستقبلية.

من يربح ومن يخرج من السوق؟

في الوقت الذي تتقدم فيه جوبي، تواجه شركات أخرى في القطاع صعوبات كبرى، بل وخرج بعضها من السباق تمامًا مثل:-

شركة فولوكوبتر الألمانية Volocopter، التي كانت من أول من طرحوا فكرة التاكسي الطائر، لكنها توقفت عن العمل.
شركة ليليوم Lilium المنافسة، والتي أيضًا خرجت من السوق.
شركة سوبرنال Supernal، التابعة لمجموعة هيونداي، علقت برنامجها للطائرات مؤخرًا بسبب تحديات تمويلية وتشغيلية.

في المقابل، استطاعت جوبي تأمين تمويل ضخم من شركات كبرى مثل تويوتا، وجمعت مئات الملايين من الدولارات منذ إدراجها عبر شركة SPAC في 2021.

وهذه القدرة التمويلية، إلى جانب التحالفات الذكية، كانت حاسمة في حفاظها على موقعها الريادي في سوق شديد التنافسية.

إيلون ماسك يعلن موعد اختبار «الروبوت تاكسي» في أمريكا

التأثير الاقتصادي.. ممر جديد للنمو والإيرادات

بالنسبة لأوبر، هذه الخطوة تندرج ضمن إستراتيجية تنويع مصادر الإيرادات، في الوقت الذي أعلنت فيه الشركة عن إيرادات قياسية مؤخرًا وخطة لإعادة شراء أسهم بقيمة 20 مليار دولار، فإن الاستثمار في النقل الجوي، يعد بمثابة رهان على المستقبل.

من جهة أخرى، يتيح إدماج المروحيات في التطبيق:-

زيادة متوسط الدخل لكل مستخدم (ARPU).
تعزيز الولاء وتجربة العملاء خاصة في الفئات ذات الدخل العالي.
توفير بيانات واقعية عن أنماط الاستخدام والتفضيلات، ما يساعد في تسويق التاكسي الطائر لاحقًا.

دبي أولًا.. والبقية تتبع

اختيار دبي كبداية لخدمة التاكسي الطائر ليس صدفة، فالمدينة تتمتع ببيئة تنظيمية مرنة، وبنية تحتية جاهزة، كما أن حكومتها تدعم الابتكار في وسائل النقل بقوة، كما أن نجاح الخدمة هناك قد يكون نقطة الانطلاق الحاسمة، لدخول الأسواق الأخرى مثل:- (نيويورك، ولندن، أو طوكيو).

هل نحن على أعتاب ثورة في النقل الحضري؟

من خلال هذه الخطوة، تكون أوبر وجوبي قد وضعتا حجر الأساس لعصر جديد من التنقل، ما بدأ كفكرة خيالية في أفلام الخيال العلمي، والذي بات اليوم مشروعًا ملموسًا في طريقه للتنفيذ، صحيح أن التحديات لا تزال قائمة، من حيث التشريعات والسلامة والقبول المجتمعي، لكن العالم يبدو الآن أقرب من أي وقت مضى، إلى رؤية التاكسي الطائر، وهو يحلق في سماء المدن.

دمج المروحيات في تطبيق أوبر ليس مجرد توسيع للخدمات، بل هو اختبار عملي لبنية النقل الجوي الحضري، وفرصة لتثقيف المستخدمين حول فكرة التنقل في السماء، وإذا ما نجحت هذه المرحلة، فإن العالم قد يشهد خلال سنوات قليلة، تحولًا جذريًا في مفهوم النقل الحضري، يشبه إلى حد كبير اللحظة الآيفون في عالم التكنولوجيا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.