السبت، 20 سبتمبر 2025

01:39 ص

"التاكسي الطائر"، بين ثورة في المواصلات وخدمة حصرية للأثرياء

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 08:14 ص

التاكسي الطائر

التاكسي الطائر

ميرنا البكري

 كان البشر يحلمون بأن يجدوا وسيلة مواصلات تخلصهم من الازدحام وتوفر عليهم وقت، ففكرة ركوب “تاكسي طائر” والوصول للمكان في ربع ساعة بدلًا من ساعة كانت حلم، حتى دخول شركات مثل Archer Aviation و Joby Aviation، فهذا الحلم  يقترب ويتحول لحقيقة، لكن السؤال الهام، هل هذه السيارات الطائرة ستكون ثورة اقتصادية في المواصلات أم مجرد لعبة للنخبة تشكل عبء كبير للحكومات والمجتمعات؟

السعودية تتجه لتصنيع وتصدير

 اقتصاد الرفاهية، من يستطيع الركوب؟

تبيع الشركات  لنا فكرة “رحلة هادئة، سريعة، من بيتك للمطار في ربع ساعة”، فمن يستطيع أن يدفع؟، تقول التجارب الأولية أن الأسعار ستكون قريبة من رحلات الـ Uber Black أو حتى الطيران الخاص، أي ببساطة، الأغنياء أول المستفيدين.

مما يفتح سوق جديد يُعرف بـ "اقتصاد الرفاهية الجوية"، الذي يرتكز على رجال الأعمال، السياح الأثرياء، والمجتمعات الراقية، لكن إذا ظلت هذه التكنولوجيا محصورة في فئة الأغنياء، فلا يصبح حل لتيسير المواصلات، بل خدمة VIP.

 البنية التحتية، من سيدفع الفاتورة؟

تحتاج العربية الطائرة Vertiports (مهابط عمودية) للهبوط، وليس مجرد محطة أو جراج. وهذه المهابط معقدة ومكلفة، فستجد الحكومات نفسها أمام سؤال صعب، فهل تستثمر مليارات في هذه البنية التحتية؟ أم تترك القطاع الخاص يتحمل التكلفة وبالتالي ترتفع الأسعار أكثر؟

وإذا تم بناء البنية التحتية بأموال عامة، يبقى السؤال، هل من العدل أن المواطن العادي يدفع من ضرائبه لكي يخدم رفاهية الأغنياء؟

 المجتمعات في الصورة، قبول أم رفض؟

مثل أي تكنولوجيا جديدة، الناس لن تقبلها بسهولة. فتخيل أن هناك “تاكسي طائر” يطير فوق بيتك كل 5 دقائق، هذا بخلاف مخاطر السلامة إذا حدث عطل أو حادث.

لذلك بدأت بعض المدن في إنشاء لجان شعبية تشارك في القرار، مثل مدينة بيتالوما في كاليفورنيا، الذين قضوا 90 ساعة مداولات حتى اتفقوا على استخدام الأراضي للمهابط، مما يعني أن القبول الاجتماعي سيصبح عنصر حاسم، وإذا رفضت المجتمعات، ستواجه الشركات أزمة كبيرة.

 التوقعات الاقتصادية، سوق مليء بالمليارات لكن ليس للجميع

بحلول 2035، ووفقًا للتقرير الصادر من Rand Corporation، يصل سوق سيارات الآجرة الطائرة لعشرات المليارات من الدولارات، والمستفيد الأول، الشركات المصنعة (Archer، Joby، Wisk)، والمستثمرين الكبار.

"التاكسي الطائر"، رفاهية أم صداع؟

سيارات الأجرة الطائرة ليس مجرد وسيلة نقل، بل معركة اقتصادية واجتماعية وتنظيمية، وإذا استطاعت الشركات  تخفيض التكلفة وتوسع الخدمة، قد تحدث ثورة نقل حقيقية، لكن إذا ظلت رفاهية للأغنياء على حساب البنية التحتية العامة، فتصبح مجرد موضة للنخبة.

قد تستوعب السماء التاكسي الطائر، لكن السؤال الحقيقي، هل المجتمعات والاقتصاد يستطيعون استيعاب التكلفة؟

اقرأ أيضًا:-

تكلفتها 373 ألف دولار، السعودية تطلق آلاف الطائرات الكهربائية

الهيئة العامة للطيران بالإمارات تعلن بدء تخطيط مسارات التاكسي الطائر

إطلاق أول خدمة تاكسي طائر في العالم في أبوظبي في 2025
تاكسي طائر في الإمارات

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search