الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

01:12 ص

"قاطرة الاقتصاد العالمي" تبطىء، الصين في مواجهة ضغوط الداخل والخارج

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 09:29 م

جمهورية الصين الشعبية

جمهورية الصين الشعبية

ميرنا البكري

أصبحت الصين، التي كانت دائمًا تُوصف بأنها "قاطرة الاقتصاد العالمي" في اختبار صعب، حيث جاءت بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة الأخيرة أقل من التوقعات، وتكشف أيضًا أن التعافي الاقتصادي بعد كورونا  لا يسير بالسرعة التي كانت تتخيلها بكين، مما يجعل الهدف الرسمي للنمو حول 5% على المحك.

China's economy is in real trouble - TechCentral
الاقتصاد الصيني يواجه ضغوط داخلية وخارجية

 الإنتاج الصناعي، محرك بطيء

ارتفع الإنتاج الصناعي في أغسطس بحولي 5.2% فقط على أساس سنوي، في حين أن السوق كان متوقع 5.6%، وذلك بحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء، وبرغم أن الرقم إيجابي، لكنه أبطأ وتيرة منذ أغسطس الماضي، وهو ما يعكس أن "المصانع تعمل، لكن ليس بأقصى طاقتها".

يرجع السبب الأساسي إلى ان الطلب الخارجي ضعيف بسبب التوترات التجارية مع أمريكا، وأيضًا الطلب المحلي نفسه ليس قوي بشكل كافي، مما يجعل المصانع تعمل بحذر.

 مبيعات التجزئة، المستهلك الصيني فقد الثقة

ارتفعت مبيعات التجزئة 3.4%، أضعف معدل من نوفمبر الماضي، وتكشف هذه الأرقام أن المستهلك الصيني الذي من المفترض أن يكون عمود التعافي، لايزال متأثر بفقدان الثقة، كما لعبت أزمة العقارات دور ضخم هنا، حيث فقدت الناس ثقتها في أن الاستثمار في بيت آمن أو مربح، وبالتالي أصبحوا متحفظين في الإنفاق، مما يؤثر على السوق الداخلي بأكمله.

 العقارات، قلب الأزمة

القطاع العقاري في الصين ليس مجرد سوق بيوت، بل يشكل حوالي ربع الاقتصاد، ووضحت بيانات أغسطس أن أسعار العقارات السكنية الجديدة متراجعة في 65 من أصل 70 مدينة، أي  الانخفاض أصبح شبه عام، وهذه الأزمة تضغط على البنوك، وتؤثر على ثقة الأسر التي ترى أن مدخراتها العقارية تتآكل، مما يعني أن الصين في دائرة معقدة، فتراجع العقارات يضرب الثقة ويقلل الإنفاق ويبطأ النمو.

الحرب التجارية، جبهة مشتعلة

شهد عام 2025 موجة جديدة من التصعيد بين بكين وواشنطن، حيث فرض ترامب هدد برسوم جمركية ثقيلة، والصين ردت برسوم مضادة، بخلاف ذلك، أصبح نزاع “تيك توك” عنوان لصراع أكبر حول التكنولوجيا والسيادة الرقمية، مما يزود الضغط على الصادرات الصينية التي كانت في الماضي محرك أساسي للنمو.

المفاوضات التي بدأت في مدريد مؤشر على أن هناك أمل، لكن إذا استمر التصعيد، سيصبح الاقتصاد الصيني مضطر للاعتماد أكثر على السوق الداخلي الذي يمر بأزمة ثقة.

أبرز التوقعات للفترة المقبلة

1.قد تضطر الصين لضخ سياسات تحفيز أخرى، كتخفيض فوائد، إنفاق حكومي أوسع، أو دعم مباشر لقطاع العقارات، لكن كل هذا له تكلفة ويزود المخاطر المالية.

2.إذا استطاعت بكين أن تعالج أزمة الثقة وتوازن بين دعم العقارات وتنشيط الاستهلاك، قد تظل محافظة على نمو قريب من 5%، لكن مع مخاطر تقلبات.

3. سيحدد الصراع مع أمريكا حول التكنولوجيا والتجارة  مستقبل الصين، وإذا استطاعت توسيع شراكاتها مع أسواق ناشئة (آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية)، قد تعوض جزء من خسائر السوق الأمريكي والأوروبي.

ختامًا، الاقتصاد الصيني ليس في "انهيار" كما يقول بعض المحللين الغربيين، لكنه في “فترة اختبار”، فلايزال ينمو، لكن بنسب أضعف من المتوقع، فتعتبر أزمة العقارات، ضعف ثقة المستهلك، بالإضافة إلى ضغوط الحرب التجارية، خليط معقد.

لابد أن تتحرك بكين سريعًا وبذكاء لكي تحافظ على طموح الـ 5% نمو، وإلا قد يحدث تباطؤ أكبر لا ينعكس  على الصين فقط، لكن على الاقتصاد العالمي بأكمله المعتمد بشكل كبير على طلبها واستثماراتها.

اقر أ أيضًا:-

الولايات المتحدة والصين تقتربان من اتفاق بشأن تيك توك

بنسبة نمو 5.2%، إنتاج المصانع في الصين خلال أغسطس أقل من التوقعات

Chinese factory, consumer activity slow amid economy struggles - Latest News
المستهلك الصيني لايزال متأثر بفقدان الثقة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search