الإثنين، 15 سبتمبر 2025

04:46 م

لندن صيف العرب، نفوذ خليجي ناعم ينعش اقتصاد عاصمة الضباب وسط عاصفة الضرائب

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 12:53 م

الاقتصاد البريطاني

الاقتصاد البريطاني

ميرنا البكري

في الصيف الماضي، عادت لندن لتعيش على إيقاع مختلف، فالعاصمة البريطانية التي كانت متأثرة بقرارات ضريبية تطرد الأثرياء، وجدت نفسها مليئة بالعرب، خاصةً من الخليج، فتحت الحرارة التي كسرت الـ 45 درجة في أبوظبي ودبي والكويت، باب لهجرة موسمية غير رسمية، جعلت لندن محطة صيفية فاخرة لأثرياء الشرق الأوسط. وهذا ليس سياحة فقط، بل شبكة كاملة من النفوذ والأموال والاستثمارات.

الخليج يعوض خسائر بريطانيا

رغم أن حكومة كير ستارمر ألغت امتيازات "غير المقيمين" الضريبية التي كانت تجعل الأجانب يعيشون في لندن دون أن يدفعون ضرائب على أرباحهم الخارجية، إلا أن تدفق الزوار الخليجيين أنقذ جزء من اقتصاد الرفاهية البريطاني، وتتوقع وكالة السياحة الوطنية أن إنفاق الخليجيين في بريطانيا يصل 3.5 مليار جنيه إسترليني في 2025، بزيادة 27% عن السنة الماضية.

يُعد الزوار العرب الفئة الوحيدة التي تتجاوز 2000 جنيه إسترليني لكل رحلة كمتوسط إنفاق، أعلى من الأوروبيين والأمريكان، والنتيجة رغم هجرة بعض المليارديرات (مثل ناصف ساويرس وغيره) بعد القوانين الجديدة، لازالت بريطانيا تجد متنفسًا من أموال الخليج.

الفعاليات الفاخرة، واجهة للنفوذ العربي

لندن في الصيف ليس مولات فقط مثل "هارودز" أو شوارع مليئة بسيارات "فيراري" و"بوجاتي"، بل أيضًا ساحة سياسية واجتماعية.

حيث حضر سلطان الجابر افتتاح بنك أبوظبي الأول في بيركلي سكوير، كما ظهر أمراء سعوديين وقطريين بجانب الملك تشارلز في سباقات “رويال أسكوت”، وأيضًا كان شيوخ دبي وقطر يتبادلون الأحاديث في مدرجات الخيول.

الرسالة واضحة، الوجود العربي في لندن ليس مجرد استهلاك، بل عرض قوة ناعمة يربط المال بالسياسة والثقافة.

موسم السيارات الفائقة، اقتصاد سياحي بطعم البترول

أصبح "سوبر كار سيزون" حدث اقتصادي في حد ذاته، ويتضح من بيانات التجارة الرسمية أن واردات بريطانيا من السيارات الفاخرة من الإمارات في مايو كانت 10 أضعاف الشهر السابق له، وسجل في يونيو أعلى مستوى للواردات منذ 5 سنوات.

والمشهد مشهد استعراضي، حيث تملأ سيارات بوجاتي ولامبورجيني بلوحات خليجية نايتسبريدج وهايد بارك، في وقت يحاول فيه الاقتصاد البريطاني تلميع صورته بعد رفع الضرائب.

لا تقف الأموال العربية عند السياحة، فسوق العقارات الفاخرة في لندن يتحول كل صيف لـ “عربية صغيرة”، حيث اشترى الشيخ محمد بن زايد فيلا في تشيلسي بأغلى الصفقات، وأمير قطري اشترى قصر بـ 39 مليون جنيه إسترليني.

مما يعني أن العرب ليس زوار مؤقتين، بل لاعبين كبار في إعادة تشكيل سوق العقارات الفاخرة، بغض النظر عن الضرائب.

الضرائب الجديدة، بين الخزينة وهروب الأثرياء

تعول حكومة كير ستارمر على 33 مليار جنيه إسترليني إيرادات إضافية من التغييرات الضريبية. لكن مراكز أبحاث تقول أن هذه أرقام متفائلة، خاصةً بعد مغادرة رجال أعمال كبار.

لندن بين مطرقة الضرائب وسندان الخليج

ما يحدث يوضح معادلة اقتصادية جديدة، وهي أن بريطانيا تحتاج الأموال العربية لكي تحافظ على بريق لندن كعاصمة للأثرياء.

يستغل الخليج  هذا كأداة نفوذ ناعمة، كحضوره في الفعاليات، العقارات، والاقتصاد الفاخر، لكن إذا شددت بريطانيا  الضرائب أكثر، الخطر أن موجة من هذه الاستثمارات تتحول لإيطاليا، فرنسا، أو حتى الإمارات نفسها.

لندن صيف العرب، لكن إلى متى؟

تقوم بريطانيا اليوم على “اقتصاد موسمي للأثرياء العرب”، فالأموال التي تدخل من السيارات، العقارات، الفعاليات، والإنفاق السياحي أصبحت متنفسًا حقيقيًا في اقتصاد متأزم. لكن هذا الاقتصاد هش، قائم على موسم صيفي وعلاقات ضبابية بين السياسة والمال.

السؤال الأهم، هل تستطيع لندن الموازنة بين تحصيل الضرائب وأن تظل جاذبة للأثرياء؟ أم ستخسر لصالح عواصم أوروبية وخليجية أخرى أكثر مرونة؟.

اقرأ أيضًا:

بنك إنجلترا يخفض الفائدة لـ4%، كيف يتأثر اقتصاد بريطانيا؟

السياحة في بريطانيا: ذاكرة لا تغيب عنها الشمس - تيك ويك
السياحة في بريطانيا

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــن

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search