السبت، 13 سبتمبر 2025

04:07 ص

إفريقيا بين الصين وأمريكا.. صعود شريك وتراجع آخر

السبت، 13 سبتمبر 2025 12:39 ص

إفريقيا بين الصين وأمريكا

إفريقيا بين الصين وأمريكا

كريم قنديل

تعيش التجارة الدولية اليوم مرحلة تحول جوهري، حيث تعيد القوى الاقتصادية الكبرى، تموضعها على الساحة العالمية، في ظل تغيرات جيوسياسية متسارعة وحروب تجارية متجددة، وفي قلب هذا المشهد، تتقدم إفريقيا بثبات لتتحول من سوق مهمشة إلى محور إستراتيجي في التوازنات الاقتصادية العالمية.

آثارها تفوق كل الحروب.. الاقتصاد العالمي أمام صدام تجاري بين أميركا والصين
الحرب التجارية بين أمريكا والصين

 

إفريقيا.. السوق الواعدة في زمن التحولات

القارة الإفريقية، بما تمتلكه من طاقة سكانية ضخمة، واحتياجات متزايدة للبنية التحتية، والخدمات، والتكنولوجيا، أصبحت محط أنظار الدول التي تبحث عن أسواق جديدة وفرص نمو خارج الأسواق المشبعة أو المتأثرة بالتباطؤ الاقتصادي.

وهذا الاهتمام المتزايد بالقارة لا يعكس فقط فرصًا تجارية، بل يؤشر إلى تحول أعمق في اتجاهات الاستثمار العالمي، حيث باتت إفريقيا تمثل رهانًا طويل الأجل لقوى تبحث عن النفوذ والموارد والأسواق في آنٍ واحد.

 

الصين توسع نفوذها.. وأمريكا تنسحب تدريجيًا

وتشير البيانات إلى أن الصادرات الصينية إلى إفريقيا تسجل نموًا متسارعًا، مدفوعة بطلب متزايد على السلع الاستهلاكية، ومعدات الطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، والمعدات الصناعية، ويأتي هذا التوسع بالتوازي مع تراجع كبير في التجارة بين الصين والولايات المتحدة، نتيجة للرسوم الجمركية المرتفعة والسياسات الحمائية التي أعادت تشكيل خريطة التبادل التجاري بين القوتين.

في المقابل، تعاني العلاقات التجارية الأمريكية الإفريقية من الجمود، مع انسحاب تدريجي من بعض المشاريع، وفرض رسوم إضافية على عدد من السلع القادمة من القارة، ما يترك فراغًا اقتصاديًا سرعان ما تتحرك قوى أخرى لملئه.

 

مبادرة الحزام والطريق.. أدوات اقتصادية بوجه إستراتيجي

وتأتي مبادرة الحزام والطريق، كأحد أبرز أدوات تعميق الحضور الصيني في القارة، حيث تم تنفيذ عدد كبير من مشروعات البنية التحتية، بما يشمل طرقًا، موانئ، سككًا حديدية ومناطق صناعية، وهذه المشروعات لم تفتح فقط الأسواق أمام المنتجات الصينية، بل عززت من ارتباط الاقتصادات الإفريقية بالمنظومة التجارية الصينية على المدى الطويل.

 

تحول في خريطة الشراكات العالمية

توسع التبادل التجاري مع إفريقيا يعكس رغبة صينية واضحة في تنويع الأسواق، وتقليل الاعتماد على الشركاء التقليديين، في وقت تتجه فيه الأسواق الغربية نحو المزيد من الانغلاق، من جهة أخرى، تجد دول إفريقيا في الصين شريكًا يقدم تمويلًا، تكنولوجيا، وبضائع بأسعار تنافسية، ما يعزز من فرص التكامل، ويعيد تشكيل قواعد الشراكة التقليدية التي كانت تحتكرها قوى غربية لعقود.

 

الاقتصاد والتأثير.. وجهان لعملة واحدة

ولا يقتصر التنافس على تدفق السلع ورؤوس الأموال، بل يمتد إلى النفوذ طويل الأمد، فاختلال الميزان التجاري لصالح الصين، وتزايد اعتماد الدول الإفريقية على المنتجات والتكنولوجيا الصينية، يشكلان تحولات إستراتيجية سيكون لها آثار ممتدة تتجاوز الاقتصاد، لتشمل التأثير السياسي والدبلوماسي في المدى البعيد.

 

إفريقيا في مركز اللعبة الجديدة

المشهد التجاري العالمي يعاد رسمه، وإفريقيا أصبحت إحدى ساحاته الرئيسية، وتتحرك الصين بسرعة ومرونة لتكون الشريك الأول للقارة، بينما تتراجع قوى تقليدية عن مواقعها القديمة، وفي هذا السياق، تتحدد معالم توازن عالمي جديد، ستكون فيه إفريقيا طرفًا فاعلًا لا مجرد مستقبل للسلع، بل شريكًا في إعادة توزيع النفوذ والثروات.

 

اقرأ أيضًا:- 

الرسوم الأمريكية تهدد «صناعة قصب السكر» في جنوب أفريقيا

من الحزام والطريق إلى الأسواق العالمية، كيف ترسخ الصين نفوذها التجاري؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search