السبت، 13 سبتمبر 2025

07:13 م

سباق الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الاقتصاد الدولي، هل يصبح «الكود» أقوى من السلاح؟

الخميس، 11 سبتمبر 2025 09:30 ص

سباق الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

سباق الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

في عالم يتغير بوتيرة لم يشهدها التاريخ من قبل، يبدو أن الاقتصاد الدولي أصبح أحد أهم ساحات التنافس الجيوسياسي، لا سيما في ظل الطفرة التكنولوجية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي، والذي بات أداة فعالة لتغيير قواعد اللعبة على المستويين السياسي والاقتصادي، فبينما كانت الولايات المتحدة لعقود طويلة تمثل القوة الاقتصادية الأولى عالميًا، أصبحت اليوم في مواجهة مباشرة مع قوى صاعدة مثل الصين والهند وروسيا، تسعى جميعها لإعادة رسم خريطة النفوذ العالمي.

هيمنة أمريكية

عقب تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، عاشت الأسواق العالمية مرحلة من الهيمنة الأمريكية شبه المطلقة، تجسدت في سيطرة الدولار على المبادلات التجارية، وقيادة واشنطن للمؤسسات الاقتصادية الدولية الكبرى، إلا أن تلك المرحلة بدأت تتلاشى تدريجيًا مع بروز قوى إقليمية ذات ثقل اقتصادي متزايد، فالصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لم تعد تكتفي بلعب دور مصنع العالم، بل أصبحت تقود توجهًا عالميًا نحو استخدام العملات الوطنية في التجارة، وتقليص الاعتماد على الدولار، وفي روسيا ورغم العقوبات، فإنها عززت شراكاتها مع دول أسيوية وإفريقية وأمريكا اللاتينية، مستخدمة نفطها وغازها كسلاح اقتصادي فعال.

الاقتصاد الدولي

اقرأ أيضًا:

الجنوب العالمي ينهض، اقتصاديات المهمشين تُعيد رسم ملامح النظام الدولي

منظمة بريكس.. تكتل الجنوب العالمي

مع تزايد السخط من السياسات الاقتصادية الغربية، تبرز منظمة بريكس كأداة تمكين لدول الجنوب في النظام العالمي، فالصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ومن انضم إليهم لاحقًا، أصبحوا يشكلون قوة اقتصادية ضخمة تسعى لإعادة تشكيل النظام المالي الدولي، وطرح بدائل حقيقية للنظام الذي نشأ عقب الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن النظام الدولي القائم لم يتغير على مستوى القواعد، إذ ما زالت مؤسسات كصندوق النقد والبنك الدولي قائمة، إلا أن توازنات القوى داخله تتغير بشكل ملموس، ما قد يمهد لتغييرات هيكلية أعمق في المستقبل.

منظمة بريكس

الذكاء الاصطناعي.. سلاح الاقتصاد الجديد

في هذا السياق الجيوسياسي المتوتر، يدخل الذكاء الاصطناعي كعامل حاسم في معادلة النفوذ الاقتصادي العالمي، إذ تحولت الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى نوع جديد من السباق نحو التسلح، ولكن هذه المرة، السلاح ليس نوويًا بل رقميًا.

تشير التقديرات إلى أن الدول التي ستنجح في تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا ستكون صاحبة الكلمة العليا اقتصاديًا، إذ تمتلك أدوات غير مسبوقة لتحليل الأسواق، وتوقع الاتجاهات، وتقليل التكاليف، وزيادة الكفاءة، وسيكون لها القدرة على احتكار أسواق معينة، وفرض معاييرها التقنية عالميًا، مما يمنحها نفوذًا اقتصاديًا هائلًا دون الحاجة إلى صدام مباشر.

اقرأ أيضًا:

نظام عالمي جديد على الأبواب، تحذير كندي من الهيمنة الاقتصادية الأمريكية

معركة السيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

أصبحت القوة الاقتصادية الحديثة لا تقاس فقط بحجم الناتج المحلي الإجمالي أو احتياطي العملات الأجنبية، بل بالقدرة على الوصول إلى البيانات وتحليلها، والتحكم في سلاسل التوريد الذكية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية، والرعاية الصحية والصناعات العسكرية.

باتت معركة السيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في جوهرها معركة على المستقبل الاقتصادي للعالم، وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ذلك قائلًا: “من يقود الذكاء الاصطناعي سيحكم العالم”، بينما يرى مراقبون اقتصاديون أن الذكاء الاصطناعي قد يتحول إلى عملة نفوذ جديدة، أكثر تأثيرًا من النفط أو الذهب أو حتى الدولار.

الأمن الاقتصادي

تعريف مفاهيم الأمن الاقتصادي والاستقرار المالي

أمام هذا المشهد المعقد، تبدو الاقتصادات التقليدية مطالبة بإعادة تعريف مفاهيم الأمن الاقتصادي والاستقرار المالي، فالعالم لا يشهد فقط صراعًا بين دول كبرى، بل أيضًا ولادة أنماط اقتصادية جديدة قائمة على الابتكار والرقمنة والسرعة في التكيف، وتخلق تلك التحولات فرصًا هائلة للدول النامية التي تمتلك قدرات بشرية ضخمة، مثل الهند والبرازيل ومصر، إذا ما استطاعت توجيه مواردها نحو التعليم التقني والاستثمار في البنية التحتية الرقمية.

التنافس الدولي على الذكاء الاصطناعي كأداة للهيمنة

يعيش النظام الدولي اليوم حالة من عدم الاستقرار البناء، فلا تزال القواعد القانونية والمؤسسات قائمة، لكنها تختبر يوميًا أمام واقع جديد تقوده التغيرات التكنولوجية والتحديات الاقتصادية والجيوسياسية، وبينما يستمر التنافس الدولي على الذكاء الاصطناعي كأداة للهيمنة، فإن النظام الاقتصادي العالمي يقترب تدريجيًا من لحظة إعادة تعريف شاملة، ليس فقط لمن يملك السلطة، بل لطبيعة السلطة ذاتها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search