أسعار النفط في مهب الريح وسط تحول استراتيجي لـ"أوبك+" وتزايد الإمدادات العالمية

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025 07:26 م

أوبك

مع إعلان تحالف أوبك+ عن استئناف تدريجي لزيادة الإنتاج النفطي، تجد أسواق الطاقة نفسها أمام مرحلة جديدة تتسم بتوازن هش بين وفرة المعروض وضبابية الطلب العالمي.

وبينما تترقب الأسواق التأثير الكامل لهذا التحول الاستراتيجي، تتوالى تحذيرات بيوت الخبرة العالمية بشأن احتمال تراجع أسعار النفط إلى مستويات لم تسجل منذ سنوات، مما يفتح باب التساؤل حول مسارات السوق في نهاية 2025 وبداية 2026.

العودة الحذرة للإنتاج.. والصدمة المؤجلة للأسواق

أعلن التحالف النفطي، الذي يضم دول منظمة أوبك إلى جانب منتجين مستقلين على رأسهم روسيا، زيادة تدريجية في الإنتاج بواقع 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من أكتوبر، ما يمثل بداية فك قيود عن تخفيضات عميقة امتدت لسنوات.

ورغم أن هذه الزيادة جاءت متواضعة مقارنة بالتوقعات، إلا أن دلالاتها أكبر بكثير، أوبك+ تتحول من نهج ضبط المعروض إلى استراتيجية استعادة الحصة السوقية.

لكن رد فعل السوق كان محدودًا حتى الآن، ما يثير تساؤلات حول حساسية السوق الحالية تجاه التغيرات في المعروض، فبحسب فريدون فيشاراكي، رئيس مجلس إدارة إف جي إي نيكسانت، فإن التأثير الحقيقي لهذا التحرر من التخفيضات لم يظهر بعد.

وحذر من أن الأسعار قد تهوي إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل في الربع الأول من 2026، بل قد تلامس منتصف نطاق الخمسينات، وهي مستويات من شأنها التأثير بقوة على إنتاج النفط الصخري الأمريكي.

«أوبك» تصدر جدول تعويضات لتصحيح فائض الإنتاج حتى منتصف 2025

ضغوط من ثلاث جبهات.. العرض يتوسع، والطلب يتراجع، والجيوسياسية تتقلص

التحذيرات لا تأتي من نيكسانت وحدها، ففي تقدير أكثر تحفظًا، تبقى جولدمان ساكس على توقعاتها لسعر خام برنت عند 56 دولارًا في 2025، فيما رجحت ستاندرد آند بورز جلوبال أن يتراجع خام برنت المؤرخ إلى نحو 55 دولارًا للبرميل بنهاية العام.

هذه التقديرات تستند إلى ثلاث عوامل رئيسية:

1. زيادة المعروض العالمي: الإنتاج من الأمريكتين خصوصًا الولايات المتحدة والبرازيل في تزايد مستمر، ما يضعف قدرة أوبك+ على التحكم في السوق منفردة.

2. ضعف الطلب العالمي: التباطؤ الاقتصادي في الصين، والمخاوف من الركود في الاقتصادات المتقدمة، إلى جانب تداعيات الحمائية التجارية مثل الرسوم الجمركية الأمريكية، كلها عوامل تثقل كاهل الطلب.

3. تراجع الزخم الجيوسياسي: على الرغم من استمرار النزاع الروسي الأوكراني وفرض عقوبات غربية جديدة، فإن السوق لم تعد تستجيب للاضطرابات الجيوسياسية بنفس الحدة، مع تعويض الإمدادات من مصادر أخرى.

أوبك+.. نحو مزيد من الزيادة

الهدوء النسبي في السوق بعد قرار الزيادة قد يدفع التحالف إلى مزيد من الجرأة، فيشاراكي لم يستبعد أن تضاعف أوبك+ الزيادة الحالية إذا لم تلحظ تأثيرًا واضحًا على الأسعار، خصوصًا مع بقاء المخزونات في مستويات منخفضة.

ومع أن السوق لا تزال شحيحة نسبيًا بحسب بلومبرج، فإن التوقعات تشير إلى فائض كبير في 2026، ما لم يتدخل عامل غير متوقع يعيد التوازن.

أسعار النفط ترتفع مجددًا بدعم من محدودية زيادة إنتاج أوبك+ والمخاوف الجيوسياسية

الآثار المحتملة على صناعة النفط الصخري

في حال تحقق سيناريو الأسعار المنخفضة، ستواجه شركات النفط الصخري الأمريكي التي تعتمد على أسعار أعلى لتغطية التكاليف المرتفعة ضغوطًا مالية كبيرة.

هذا الانكماش في الإنتاج الأمريكي قد يعيد لاحقًا بعض التوازن إلى السوق، لكنه سيكون نتيجة حتمية وليس قرارًا استراتيجيًا.

سوق النفط على مفترق طرق

بينما تتحول أوبك+ من سياسة الانضباط إلى استعادة النفوذ، يبقى مستقبل أسعار النفط رهن تفاعلات معقدة بين قوى العرض والطلب والمخاطر الجيوسياسية.

التقديرات الحالية تجمع على تراجع الأسعار خلال الأشهر المقبلة، مع نطاق محتمل بين 55 إلى 60 دولارًا للبرميل، ما ينذر بمرحلة من الضغوط على المنتجين ذوي التكاليف المرتفعة.

في الأفق القريب، تترقب الأسواق رد فعل المستهلكين والصناعات الكبرى، ومدى استعداد أوبك+ للعودة إلى سياسة خفض الإنتاج في حال تحولت وفرة المعروض إلى أزمة أسعار.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.