"النفط الصخري"، الكنز المدفون الذي يقلب موازين الطاقة العالمية
الأربعاء، 03 سبتمبر 2025 02:38 م

النفط الصخري
نفيسه محمود
يتم استخراج النفط الصخري من صخور رسوبية غنية بالكيروجين، والذي يمكن تحويله إلى نفط وغاز صناعيين من خلال تعريض الصخور إلى حرارة وضغط عاليين، ويتم استخراج هذه الصخور من باطن الأرض، وبعدها يتم بدأ عملية التحلل الحراري لإنتاج النفط والغاز، وينتشر النفط الصخري في الكثير من الدول منها الولايات المتحدة وروسيا والصين، وقد اتجهت الدول لإنتاج النفط الصخري، بسبب تقلب أسعار النفط التقليدي وزيادة الطلب.

أكبر الدول امتلاكًا للنفط الصخري
وينتشر النفط الصخري على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، حيث كانت أكبر الدول التي تمتلك النفط الصخري بالترتيب هي:- (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والأرجنتين، وليبيا، والإمارات، وتشاد، وأستراليا، وفنزويلا، والمكسيك).
ووفقًا لمنصة Forbes فقد جاءت أكثر الدول التي تمتلك احتياطات من النفط الصخري لعام 2024 كالتالي:-
- الولايات المتحدة بـ78.2 مليار برميل بنسبة 18.7% من إجمالي الاحتياطات العالمية.
- روسيا بـ 74.6 مليار برميل بنسبة 17.8%.
- الصين بـ32.2 مليار برميل بنسبة 7.7%.
- الأرجنتين بـ27% بنسبة 6.4%.
- ليبيا بـ26.1 مليار برميل بنسبة 6.2%.
- الإمارات بـ22.6 مليار برميل بنسبة 5.4%.
- تشاد بـ16.2 مليار برميل بنسبة 3.9%.
- أستراليا بـ15.6 برميل بنسبة 3.7%.
- ڤنزويلا بـ13.4 مليار برميل بنسبة 3.2%.
- المكسيك بـ13.1 مليار برميل بنسبة 3.1%.
أكثر القارات إنتاجًا للنفط الصخري
وتهيمن أمريكا الشمالية على سوق النفط الصخري بحصة سوقية تبلغ 33.6%، وهذه الهيمنة نتيجة احتوائها على أكبر قيمة من الاحتياطاتـ، إضافة إلى تقدمها التكنولوجي الذي يسمح لها بإنتاجه، وبالنسبة لأسيا فتعتبر أسرع المناطق نموًا في السوق العالمي للنفط الصخري نتيجة زيادة الطلب على الطاقة، ووجود كميات هائلة من الاحتياطات غير المستغلة.
ونجد أن الصين والهند تقود استثمارات استكشاف النفط الصخري والتطوير من تقنياته، فمثلًا نجد الصين في مارس 2024، أطلقت مشروعًا جديدًا بقيمة 1.5 مليار دولار، لتطوير منطقة لاستخراج النفط الصخري في منغوليا بهدف زيادة الإنتاج بنسبة 25% بحلول عام 2026.
الولايات المتحدة أكبر مُنتج للنفط والغاز الصخري في العالم
وعلى مدار العشر سنوات الماضية، أصبحت الولايات المتحدة، أكبر مُنتج للنفط والغاز الصخري في العالم، حيث تحولت من الاعتماد على استيراد الطاقة إلى الهيمنة على سوق الطاقة، ويتوقع الخبراء أن احتياطات الولايات المتحدة من النفط والغاز الصخري ستنتهي بعد 20 عامًا، وذلك بعد ظهور نضوب في العديد من الأماكن الموجودة.
وبالحديث عن الغاز الصخري، فإن أكبر الدول التي تمتلك احتياطات الغاز الصخري -وفقًا لفوربس- الصين وتتصدر بـ1,115.2 تريليون قدم مكعبة بنسبة 14.7% من إجمالي احتياطات الغاز الصخري، ويليها الأرجنتين بـ801.5 تريليون بنسبة 10.6%.
تأتي الجزائر ثالثًا بـ706.9 تريليونات قدم مكعبة بنسبة 9.3%، تليها الولايات المتحدة بـ622.5 تريليون بنسبة 8.2%، تليها كندا بـ572.6 تريليون بنسبة 7.6%، ثم المكسيك بـ545.2 تريليون بنسبة 7.2%، بعدها أستراليا بـ429.3 تريليون بنسبة 5.7%، وجنوب أفريقيا بـ389.7 تريليون بنسبة 5.1%، وروسيا بـ284.5 تريليون بنسبة 3.8%، والبرازيل بـ244.9 تريليون بنسبة 3.2%.

مستقبل النفط الصخري
- التطورات في تقنيات استخراج النفط من الصخور في الموقع
وتُساهم التطورات في تقنيات استخراج الصخر الزيتي في الموقع، من جعل العملية أسهل وأقل تكلفة وأقل تأثيرًا على البيئة، فمن خلال تقنياتٌ مثل استخدام تقنية الـICP وهي تقنية تعتمد على تسخين الصخر في مكانه داخل الأرض وتحويل مادة الكيروجين العضوية إلى سائل، بدلًا من استخراج الصخور، بحيث يتم ضخ السائل إلى سطح الأرض ما يقلل من التكاليف.
بالإضافة إلى تقنيات أخرى مثل تقنية EOR، والتي تحول الكيروجين إلى نفط أو غاز دون الحاجة إلى تعدين سطحي مكثف، وبالمقارنة مع التعدين التقليدي، تُقلل هذه التقنيات من تدمير الأراضي، واستهلاك المياه، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما يُقلل الاستخراج في الموقع من الحاجة إلى بنية تحتية متخصصة، ما يُخفّض تكاليف التشغيل.
ونتيجةً لذلك، أصبحت النفط الصخري الأكثر طلبًا وخاصة بوجود هذه التقنيات، التي تسهل على منتجي النفط استخراجيته وبأقل ضرر على البيئة وبأعلى كفاءة تشغيلية، ومن المتوقع أن تساهم كل هذه العوامل في نمو السوق العالمي وزيادة الطلب على النفط الصخري بدلًا من النفط التقليدي.
- ارتفاع أسعار النفط التقليدي، يوفر فرصًا لانتشار النفط الصخري
ارتفاع أسعار النفط التقليدي، يجعل إنتاج النفط الصخري هو الحل الأمثل من الناحية الاقتصادية، وعلى الرغم من أن استخراج النفط الصخري، يعتبر حتى الآن أعلى تكلفة من إنتاج النفط التقليدي، بسبب عمليات إنتاجه المعقدة واستهلاكه العالي للطاقة، إلا أن ارتفاع أسعار النفط يدفع الإيرادات إلى الزيادة.
ويجعل ذلك الاستثمار مساهمًا في تطوير إنتاج النفط الصخري للشركات، كما يشجعها على استكشاف الاحتياطات من النفط الصخري وخاصة في المناطق التي تعاني من نقص مصادر النفط التقليدية، كما تحاول الدول المختلفة من تقليص اعتمادها على النفط والفحم المستوردين، وهنا يبرز النفط الصخري كبديل إستراتيجي.
تحديات تعيق مستقبل النفط الصخري
وتُشكّل المخاوف البيئية، عائقًا كبيرًا أمام السوق العالمية، ويعود ذلك أساسًا إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث يتطلب استخراج ومعالجة النفط الصخري كمية طاقة هائلة، كما ينتج عنه انبعاثات عالية من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعله غالبًا أكثر ضررًا بالبيئة من استخراج النفط التقليدي.
فرص سوق النفط الصخري
ويُمثل دمج الصخور الرسوبية التي تحتوي على النفط مع مصادر الطاقة المتجددة، فرصةً جيدة لقطاع الطاقة، فمع تزايد انتشار مصادر الطاقة المتجددة، كالرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية، يُمكن لهذه الصخور أن تكون مصدر احتياطي مستقرّ وقابل للتحكم عند تقلب إنتاج الطاقة المتجددة.
كما أن الطاقة المتجددة يمكنها دعم استخراج ومعالجة هذه الصخور، ما يُقلّل بشكل كبير من انبعاثات الكربون والأثر البيئي، فمثلًا تم إنشاء مشروع "الصخر الزيتي المعزز بالطاقة الشمسية" التجريبي لشركة (شل) في كولورادو أحد الولاية الأمريكية.
ويتم استخدام الطاقة الشمسية في عملية الاستخراج، ويهدف هذا المشروع إلى استخدام الطاقة الشمسية المركزة (CSP) لتسخين هذه الصخور، ما يقلل الحاجة إلى مصادر الطاقة الأخرى في عملية التسخين، مثل الوقود الأحفوري، وبالتالي يُقلل من البصمة الكربونية لعملية إنتاج النفط الصخري.

استثمارات في سوق النفط الصخري
واستحوذت شركة EOG Resources المتخصصة في إنتاج النفط الصخري في مايو 2025 على شركة Encino Acquisition partners للنفط والغاز الصخري مقابل 5.6 مليارات دولار، حيث بدأت الشركة الأمريكية بالتعاون مع شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) في حفر آبار أفقية لاختبار النفط الصخري على السطح بأمارة أبوظبي.
ووفقًا لتقديرات رسمية فإن مصادر الطاقة غير التقليدية في أبو ظبي حوالي 220 مليار برميل من النفط، و460 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وبمعدل الاستهلاك السنوي هذا، فإن الاحتياطات الغاز غير التقليدي (الغاز الصخري) يكفي الإمارات لـ180 عامًا.
واستثمرت مجموعة فوشون الصينية للتعدين في 2024، بحقل النفط الصخري في حوض أوردوس، حيث تم استغلاله لإنتاج النفط الصخري لتبلغ احتياطه المؤكدة مليار طن، وقبلها بستة أعوام وقعت قطر للبترول، اتفاقية مع شركة إكسون موبيل للاستحواذ على حصة 30% في شركاتها المتخصصة في إنتاج النفط والغاز الصخري في الأرجنتين.
الشركات الرائدة عالميًا في إنتاج النفط الصخري
- شركة EOG Resources.
- شركة Chevron.
- شركة Royal Dutch Shell PLC.
- شركة Marathon Petroleum.
- شركة OXY.
- شركة Exxon Mobil.
اقرأ أيضًا:-
هل تشهد الولايات المتحدة الأمريكية نهاية طفرة النفط الصخري؟
النفط الصخري الأمريكي، من النمو الجامح إلى معركة البقاء
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
OneBank، أول بنك رقمي في مصر يقود التحول نحو اقتصاد رقمي شامل
01 سبتمبر 2025 05:15 م
مصر على خريطة الاقتصاد العالمي، ارتفاع التبادل التجاري مع دول العشرين
01 سبتمبر 2025 05:42 م
أكثر الكلمات انتشاراً