النفط الصخري الأمريكي، من النمو الجامح إلى معركة البقاء
الخميس، 29 مايو 2025 10:34 م

من أحد الحقول
تواجه صناعة النفط الصخري الأمريكي هذا العام، تحديات غير مسبوقة تهدد استمرارية نموها، وتثير تساؤلات عميقة حول مستقبل قطاع كان حتى وقت قريب، ركيزة رئيسية في تحول الولايات المتحدة إلى أكبر منتج للنفط عالميًا.
ففي الوقت الذي تسعى فيه الشركات إلى الحفاظ على مستويات إنتاجها، تتزايد الضغوط من عدة جبهات، أبرزها الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية، فقد تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى نحو 61.5 دولار للبرميل، وهو أقل من سعر التعادل الاقتصادي الذي يتراوح ما بين 65 إلى 70 دولار للبرميل لمعظم منتجي النفط الصخري، ما جعل العديد من المشاريع غير مجدية اقتصاديًا.

هل الأسعار فقط هي السبب في تراجع إنتاج النفط الصخري الأمريكي
والضغوط لا تقف عند الأسعار فقط، ففي عام 2025، يُتوقع أن ترتفع تكاليف الحفر والإكمال بنسبة 4.5%، مدفوعة بزيادة أسعار الصلب والأنابيب نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات، ما يضعف هوامش الربح أكثر فأكثر، وهذا الارتفاع يزيد من صعوبة الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية، في وقت تراجع فيه عدد الحفارات النشطة بشكل ملحوظ.
وفي الساحة العالمية، قررت أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا زيادة إنتاجها النفطي بهدف استعادة الحصة السوقية التي خسرتها خلال العقد الماضي لصالح النفط الصخري الأمريكي، وهذه الخطوة ضاعفت الضغوط على السوق العالمية، مسهمة في خفض الأسعار أكثر، في مشهد يعيد للأذهان معارك الحصص السوقية في 2014م.
والمؤشرات لا تبشر بالخير على المدى القريب، فقد توقعت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال، انخفاض إنتاج النفط الأمريكي بنسبة 1.1% في عام 2026م، ليصل إلى 13.3 مليون برميل يوميًا، وهو أول تراجع سنوي منذ جائحة كوفيد-19، نتيجة انخفاض عدد الحفارات وتراجع الاستثمارات، ما يعكس بوضوح التحديات الهيكلية التي تضرب صميم هذه الصناعة.

اقرأ أيضا:
صعود ثم هبوط؟ مستقبل غامض لقطاع النفط الصخري رغم آمال ترامب
بعد تحذيرات الطاقة الدولية، اعرف أحدث مستجدات أسعار النفط
شيفرون تعلن تسريح 800 موظف في ولاية تكساس
ومن أبرز مظاهر الأزمة الحالية، ما أعلنته شركة شيفرون، إحدى أكبر شركات النفط الأمريكية، خطة لتسريح قرابة 800 موظف في ولاية تكساس، وفي إطار خطة أشمل لخفض ما يصل إلى 20% من قوتها العاملة العالمية، بحلول نهاية عام 2026م، وتتركز عمليات التسريح في مقاطعة ميدلاند، حيث تدير شيفرون عمليات واسعة في حوض بيرميان، أحد أكبر حقول النفط الصخري في البلاد.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فقدت الشركة ترخيصها للعمل في فنزويلا، إلى جانب تعليق صفقة استحواذها على شركة هيس بقيمة 53 مليار دولار، بسبب نزاع قانوني، حيث كانت أعلنت الشركة مسبقًا تسريح 600 موظف في كاليفورنيا اعتبارًا من يونيو، ما يعكس مدى الضغط الذي تواجهه حتى كبرى الشركات.
ورغم هذا المشهد القاتم، تبقى التوقعات المستقبلية أكثر حذرًا من كونها متشائمة، فبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، من المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط الأمريكي ذروته عند 14 مليون برميل يوميًا في عام 2027م، قبل أن يبدأ في التراجع تدريجيًا.
غير أن هذا النمو الطفيف، يعتمد على جملة من العوامل، أبرزها استقرار أسعار النفط، وتطور تقنيات الإنتاج، والدعم الحكومي المحتمل، ويرى بعض المحللين أن الصناعة تتجه نحو تركيز أكبر على الكفاءة والربحية، بدلًا من التوسع والنمو السريع الذي ميز العقد الماضي.
والنفط الصخري، هو نوع من النفط الخام يُستخرج من تكوينات صخرية باستخدام تقنيات غير تقليدية مثل التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي، وهذه التقنيات تسمح باستخراج النفط المحصور داخل الصخور غير المنفذة، والذي لا يمكن استخراجه بطرق تقليدية.

أهم مناطق إنتاج النفط الصخري الأمريكي:-
1. حوض برميان (Permian Basin) – تكساس ونيومكسيكو (الأكبر والأهم حاليًا).
2. حوض باكن (Bakken Formation – داكوتا الشمالية ومونتانا.
3. حوض إيغل فورد (Eagle Ford Shale) – جنوب تكساس.
4. حوض نياوبرا (Niobrara Shale) – كولورادو ووايومنغ.
تأثير النفط الصخري على سوق الطاقة العالمية
وبفضل الطفرة في إنتاج النفط الصخري، أصبحت الولايات المتحدة منذ عام 2018م، أكبر منتج للنفط في العالم، وهذا التحول أسهم في تعزيز الاستقلال الطاقي الأمريكي، وأضعف قدرة منظمة أوبك على التحكم في الأسعار، ما دفعها لتشكيل تحالف "أوبك بلس" مع منتجين آخرين خارج المنظمة.
Short Url
توقعات بخسارة أسبوعية لأسعار النفط وسط ارتفاع إنتاج أوبك بلس
30 مايو 2025 03:59 م
تعرف على سعر القصدير في الأسواق اليوم 30 مايو 2025
30 مايو 2025 03:47 م
قفزة في التصدير، قطاع التغليف والطباعة يحقق نموًا بنسبة 25% في إبريل
30 مايو 2025 02:54 م


أكثر الكلمات انتشاراً