الإثنين، 08 سبتمبر 2025

12:29 م

تحكم واشنطن في شريان رقائق العالم يحول موازين الصناعة والتنافس العالمي

الإثنين، 08 سبتمبر 2025 08:28 ص

سوق الرقائق العالمية

سوق الرقائق العالمية

بعد سنوات من التصعيد في حرب الرقائق العالمية، تبدو الصين اليوم مركزًا حيويًا للعديد من الشركات الرائدة في تصنيع الرقائق، لكن من خلف الكواليس لا تزال الولايات المتحدة تمسك بزمام الأمور عبر سلسلة من الضوابط الصارمة على تصدير التكنولوجيا، ومن هنا يبرز السؤال، كيف تُحكِم أمريكا الرقابة على تصنيع الرقائق في الصين؟

حرب الرقائق العالمية

قيود أمريكية على تصدير معدات تصنيع الرقائق

أعلنت وزارة التجارة الأمريكية مؤخرًا، إلغاء تراخيص صدرت في عهد بايدن سمحت لشركات كبرى مثل تي إس إم سي التايوانية TSMC، وسامسونج Samsung، وإس كيه هاينكس الكورية الجنوبية SK Hynix، بإرسال معدات حيوية لتصنيع الرقائق إلى مصانعها في الصين. 

يهدف القرار الجديد، الذي سيدخل حيز التنفيذ العام المقبل، إلى إعاقة قدرة هذه المصانع على تحديث خطوط إنتاجها أو زيادة طاقتها، مما يهدد بقاءها على المدى الطويل.

وهذا القرار يأتي لسد ثغرة في ضوابط التصدير الأمريكية، حيث تعتمد الشركات الأجنبية بشكل كبير على المعدات الأمريكية المتقدمة التي تستخدم في تصنيع الرقائق، من شركات مثل أبلايد ماتريالز وكيه إل إيه، ولام للأبحاث.

الرقائق 

تأثير الإجراءات على سوق الرقائق العالمية

تشير التحليلات إلى أن هذا التغيير سيؤدي إلى تعطيل عمليات التصنيع في الصين، لا سيما في قطاعات رقائق الذاكرة NAND وDRAM، التي تمثل 15% و10% من الإنتاج العالمي لدى سامسونج وإس كيه هاينكس في الصين على التوالي.

لكن تأخر عمليات التصنيع أو توقفها سيخلق خللًا في سوق الرقائق، ما قد يرفع أسعار رقائق الذاكرة المستخدمة على نطاق واسع في الأجهزة الإلكترونية.

 

اقرأ أيضًا:

من المجوهرات للرقائق الإلكترونية، الألماس يغير مستقبل صناعة أشباه الموصلات

تعرض الشركات الكورية للخطر والتحديات أمام منافستها التايوانية

الشركات الكورية هى الأكثر تضررًا من القرار الأمريكي، لأن وجودهم في الصين يعد كبيرًا، وهو ما يجعل بنيتهم عرضة لتراجع تنافسي طويل الأمد بسبب غياب تحديث المعدات.

أما شركة تي إس إم سي، العملاق التايواني في صناعة الرقائق، فتوقع الخبراء أن تأثير القرار الأمريكي عليها سيكون محدودًا نسبيًا، لأن قدراتها التصنيعية في الصين صغيرة مقارنة بعملياتها الضخمة في تايوان وغيرها من الدول، وتؤكد تي إس إم سي التزامها بالحفاظ على استمرار تشغيل مصنعها في نانجينج رغم التحديات.

الرقائق الصينية

سعي الصين للاستقلال التكنولوجي

في المقابل، تعمل الصين على بناء سلسلة توريد أشباه الموصلات مستقلة من خلال دعم شركات محلية مثل تشانغتشين Changchun ويانتزي في مجال رقائق الذاكرة، هذا الجهد يأتي ردًا على تشديد القيود الأمريكية التي بدأت منذ إدارة ترامب.

لكن استمرار عدم قدرة الشركات الأجنبية على تحديث خطوط إنتاجها في الصين قد يضعف حصتها السوقية تدريجيًا، ما يعزز الفرص أمام المنافسين المحليين، لكنه أيضًا يحد من التنافسية الكلية للصناعة الصينية في القطاع المتقدم.

اقرأ أيضًا:

الصين تضاعف إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي 3 مرات لمواجهة القيود الأمريكية

التجارة والتكنولوجيا.. تسليح رقمي في الصراع الجيوسياسي

لا تقتصر سياسة واشنطن على فرض قيود فنية، بل تتضمن أدوات اقتصادية معقدة، مثل فرض رسوم على إيرادات شركات مثل إنفيديا NVIDIA وإيه إم دي AMD مقابل تراخيص التصدير إلى الصين، في محاولة للضغط على التكنولوجيا المتقدمة وضبط تدفقها.

هذا يوضح كيف أصبحت الرقائق الإلكترونية ساحة صراع استراتيجية، حيث تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها التقني عبر السيطرة على المكونات والمعدات الحاسمة، مما يؤثر ليس فقط على الصين وإنما على الصناعة العالمية بأكملها.

الرقائق الصينية الأمريكية

تحكم الولايات المتحدة في مستقبل الرقائق

تحكّم الولايات المتحدة في صادرات معدات تصنيع الرقائق يمثل أداة ضغط قوية تضع الصناعة الصينية تحت رقابة دقيقة، وتحد من قدرتها على التطور والابتكار في قطاع حساس وحيوي. 

ورغم جهود الصين لبناء قدرات محلية مستقلة، فإن القيود الأمريكية تشكل تحديًا كبيرًا لثبات الشركات الأجنبية العاملة في السوق الصينية، مع تأثيرات تتراوح بين ارتفاع أسعار الرقائق وتعطيل سلاسل التوريد العالمية.

الرهان الآن على مدى قدرة الصين على تعويض هذه الفجوات بسرعة عبر تعزيز الصناعة المحلية، وعلى استراتيجيات الشركات الكبرى في التكيف مع واقع مضطرب يتحكم فيه الاقتصاد والسياسة معًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search