الإثنين، 19 مايو 2025

12:15 م

رقائق الذكاء الاصطناعي تعيد رسم ملامح التجارة العالمية

الإثنين، 19 مايو 2025 09:32 ص

الرقائق الإلكترونية

الرقائق الإلكترونية

كتب/ كريم قنديل

في قلب آسيا، وتحديدًا في تايبيه ومن قلب تايوان، ينطلق مؤتمر "كمبيوتكس 2025" وسط أجواء غير مسبوقة، لا تشبه كثيرًا احتفال العام الماضي بطفرة الذكاء الاصطناعي. 

الرقائق الإلكترونية الأرشيف - DailyBeirut

الحدث الذي لطالما تسيدته أسماء مثل "إنفيديا" و"TSMC" و"كوالكوم"، بات هذا العام مشهدًا متعدد الأبعاد، يجمع بين الطموحات التقنية والتحولات الجيوسياسية، وعلى رأسها بصمة دونالد ترامب، الذي يحاول إعادة رسم ملامح النظام التجاري العالمي.

من واشنطن إلى تايبيه وحضور يُربك النظام القديم

رغم أن جينسن هوانج، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، لا يزال نجمًا جماهيريًا في تايوان، إلا أن الأضواء هذه المرة قد تُسرق لصالح الرئيس الأميركي، الذي أعاد توجيه بوصلة الصناعات التكنولوجية من آسيا إلى أميركا. 

فبدلاً من الاكتفاء بسياسات الحماية، دخل ترامب إلى قلب المسرح التكنولوجي العالمي حاملاً وعودًا باستثمارات ضخمة، وأحكامًا جديدة على قواعد التجارة، كان أبرزها ما يتعلق بتقييد صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين.

الرسوم الجمركية الجديدة، إلى جانب الدعم الحكومي الأميركي، دفعت شركات مثل TSMC لتسريع توسيع عملياتها في أريزونا، في خطوة تُعد بمثابة ترجمة حرفية لرغبة ترامب في إعادة التصنيع إلى الوطن، لكن ما يثير الاهتمام هنا أن هذا التحول لا يُضعف آسيا فقط، بل يعيد توزيع النفوذ نحو مناطق جديدة، مثل الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا:

5 دول هامة موردة للرقائق الإلكترونية لديها فرصة تخفيف رسوم ترامب الجمركية

ترامب: لدينا أكبر الشركات لتصنيع الرقائق الإلكترونية على مستوى العالم

الخليج لاعب جديد في ساحة الذكاء الاصطناعي

زيارة وفد تقني أميركي رفيع بقيادة ترامب إلى السعودية، ضم أسماء مثل هوانج، إيلون ماسك، وسام ألتمان، لم تكن فقط لإبرام صفقات، بل لإعادة تعريف من يملك المستقبل. 

رفع القيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الخليج يُمكن أن يُحدث تحولاً استراتيجيًا في موازين الابتكار، المملكة والإمارات باتتا محط أنظار شركات التقنية العالمية، ليس فقط كمستهلكين، بل كشركاء في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

العالم يعاني بسبب انقطاع في خدمات مايكروسوفت.. ما القصة؟
مايكروسوفت 

فقاعة أم فرصة؟ المستثمرون يريدون أجوبة

رغم الوعود البراقة، إلا أن الأرقام لا تكذب، النمو الباهت في مبيعات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر يثير تساؤلات حول توقيت جني العوائد من طفرة الذكاء الاصطناعي. 

حتى الشركات الكبرى، من مايكروسوفت إلى علي بابا، بدأت تُبدي تحفظًا تجاه الإفراط في بناء مراكز البيانات دون رؤية واضحة لعوائدها.

اقرأ أيضًا:

السيليكون الذي يحكم، كيف أسهمت الرقائق الإلكترونية في تشكيل مستقبل العالم

حفل تنصيب دونالد ترامب يشهد تخلف أكبر شركة رقائق إلكترونية في العالم

إنتل في وضعية الدفاع وسط غياب ملحوظ ورسائل غير مباشرة

غياب شركة إنتل عن المؤتمر، رغم تاريخها الطويل في كمبيوتكس، يعكس التحديات التي تواجهها الشركة في لحظة حرجة، الرئيس التنفيذي الجديد ليب بو تان، المعروف ببراعته في صفقات أشباه الموصلات، بدأ مهمة صعبة لإعادة تموضع الشركة كلاعب موثوق في قطاع تهيمن عليه TSMC وإنفيديا. 

لكن الرسالة واضحة، حين تغيب إنتل عن أبرز مؤتمر تكنولوجي في آسيا، فإنها تُقر ضمنيًا بأن مستقبل الكمبيوتر لم يعد حكرًا عليها.

Foxconn: ما نقل حول إنتاج مصانعنا لا يستند إلى حقائق
فوكسكون

من تجميع آيفون إلى قيادة خوادم الذكاء الاصطناعي

رئيس "فوكسكون" يونج ليو، الذي سيُلقي خطابًا رئيسيًا، يُمثل وجهًا جديدًا لطموحات الشركة، لم تعد مجرد مصنع ضخم للهواتف، بل لاعبًا صاعدًا في تجميع خوادم الذكاء الاصطناعي وتطوير السيارات الكهربائية والروبوتات.

الطلب الأخير من ميتسوبيشي على سيارة كهربائية مصنعة في تايوان يؤكد أن الشركة تتأقلم سريعًا مع تغير الطلب العالمي.

اقرأ أيضًا:

ترامب يعتمد 100 مليار دولار استثمارات في صناعة الرقائق الإلكترونية

أشباه الموصلات، المعركة الخفية للسيطرة على المستقبل

إلى أين تتجه إنفيديا؟

مع كل هذه المتغيرات، يظل السؤال الأكبر، ماذا بعد؟ تصريحات جينسن هوانج عن تعاون محتمل مع ميديا تك لتطوير رقائق ويندوز أون آرم، والاهتمام المتزايد بدمج الذكاء الاصطناعي في الحوسبة الشخصية، تُوحي بأن إنفيديا تُعد لهجوم استراتيجي على معقل إنتل التقليدي. 

وفي وقت تتقاطع فيه التكنولوجيا مع السياسات التجارية والاصطفافات الجيوسياسية، يبدو أن كمبيوتكس 2025 لم يعد فقط معرضًا للإلكترونيات، بل منصة لإعادة تشكيل اقتصاد المستقبل.

بإنجاز تاريخي.. القيمة السوقية لـ«إنفيديا» تتخطى حاجز 3 تريليونات دولار  متقدمة على «آبل»
إنفيديا

 لحظة حاسمة في الاقتصاد التكنولوجي

يمثل كمبيوتكس 2025 لحظة حاسمة في الاقتصاد التكنولوجي العالمي، حيث لم تعد الرقائق وحدها تصنع الفارق، بل من يتحكم في مسارات تصنيعها وتوزيعها. 

الشرق الأوسط يدخل السباق من بوابة الذكاء الاصطناعي، وآسيا تعيد تموضعها، فيما تقود أميركا هجمة جمركية جديدة قد تُعيد رسم خريطة الصناعة، في النهاية، من يفوز ليس من يملك التكنولوجيا، بل من يُحسن توجيهها في لحظة التغيير.

Short Url

showcase
showcase
search