قرار مفاجئ بوقف مشروع الرياح العملاق، هل تتراجع أمريكا عن التحول الأخضر؟

السبت، 23 أغسطس 2025 06:11 م

مشاريع الطاقة المتجددة في أمريكا

ميرنا البكري

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف مشروع "ريـفولوشن ويند" العملاق لطاقة الرياح قبالة سواحل رود آيلاند، رغم أنه كان على وشك الانتهاء بنسبة 80%، هذا القرار ليس ضربة لشركة «أورستد» الدنماركية، لكنه رسالة واضحة عن توجهات واشنطن الجديدة في ملف الطاقة، من رجوع للوقود الأحفوري، وعرقلة أي مسار سريع للطاقة النظيفة.

4 عوامل تعزز تطور طاقة الرياح البحرية في أميركا خلال 2022 - الطاقة — **مشاريع الرياح البحرية**

مشروع كان هيغير المعادلة

"ريـفولوشن ويند" بدأ السنة اللي فاتت بعد ما أخد كل التصاريح المطلوبة، وكان هدفه إنه يمد أكتر من 350 ألف بيت بالكهربا النظيفة. الشركة المنفذة، «أورستد»، حطت بالفعل 45 توربينة من أصل 65، وكانت الخطة تكمل التنفيذ السنة الجاية. لكن، فجأة، مكتب إدارة طاقة المحيطات أمر بوقف كل الأعمال، بحجة مراجعة "مخاوف أمن قومي" بدون ما يقول تفاصيل.

السياسة توقف العجلة

منذ تولي ترامب الحكم في يناير، دخلت سياسات الرياح في أمريكا مرحلة تجميد، حيث جمدت الإدارة التصاريح والقروض لكل مشاريع الرياح البحرية والبرية، وترامب يعتبر الطاقة من الرياح أنها “مرتفعة التكلفة وتشوه المنظر الطبيعي”، والنتيجة توقف مشروعات بالمليارات، وشركات تخسر وقت وأموال، وفرص عمل تضيع.

مقارنة محبطة، العالم يتقدم وأمريكا تتأخر

بينما توقف أمريكا مشروعات الرياح، تخطو كلًا من الصين وأوروبا بأقصى سرعة، والصين تحقق أرقام قياسية في تركيب توربينات جديدة، وأوروبا تتوسع في مزارع الرياح البحرية، و«أورستد» نفسها، برغم التحديات في السوق الأمركي، أعلنت أنها ستجمع 9.4 مليار دولار من بيع أسهم، لكي تستطيع تكملة خططها العالمية.

تأثير اقتصادي مباشر

يؤثر وقف المشروع على الشركة بشكل مباشر، ويؤخر العوائد، ويزود تكلفة التمويل، ويدفع الشركة للبحث عن حلول قانونية أو تفاوضية.

كما يؤثر أيضًا على على السوق الأمريكي، فتخفيف الاستثمارات في الطاقة النظيفة يعني فقدان فرص نمو في قطاع يُتوقع له عالمياً تريليونات الدولارات في الـ 20 عام المقبلين، ويؤثر أيضًا على العمالة، حيث تختفي آلاف الوظائف في البناء، الصيانة، والهندسة.

توقعات للمستقبل

إذا استمرت هذه السياسات:-

1.قد تخسر أمريكا موقعها في سباق الطاقة النظيفة، وسيصبح لدينا فجوة كبيرة مقارنةً بالصين وأوروبا.

2.ستركز الشركات الأجنبية على أن تكون استثماراتها في أسواق أكثر استقراراً، مما يقلل التدفق التكنولوجي للسوق الأمريكي.

3.سيصبح التحول للطاقة المتجددة أبطأ، مما يؤثر على أهداف خفض الانبعاثات.

ترامب والطاقة النظيفة، كيف تؤثر سياسات الرئيس الأمريكي على مستقبل الصناعة الخضراء؟

ترامب: لن نقبل إنشاء مشروعات الطاقة النظيفة على الأراضي الزراعية

Navigating the energy transition - Odgers Interim — **التحول للطاقة النظيفة**

ختامًا، يُعد قرار وقف "ريـفولوشن ويند" ليست حادثة فردية، لكنه جزء من توجه أوسع يربط قطاع الطاقة المتجددة في أمريكا بقيود سياسية وأيديولوجية. بينما العالم يستثمر في المستقبل، واشنطن الآن ترجع خطوات للخلف، والنتيجة خسارة اقتصادية، وتأخر تكنولوجي، وفاتورة بيئية ستدفعها الأجيال المقبلة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.