إنترنت الأشياء يغيّر معادلة التنقيب، قطاع البترول يدخل عصر الإدارة الذكية

الخميس، 04 سبتمبر 2025 10:51 ص

إنترنت الأشياء

محمد السيد

لم يعد استكشاف البترول وإدارة الحقول كما كان قبل عقد من الزمان، فمع دخول تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، تغيّرت قواعد اللعبة، شركات مثل “شل” و"أباتشي" العاملة في مصر استثمرت مئات الملايين من الدولارات في تركيب أجهزة استشعار متطورة على منصات الحفر وخطوط الأنابيب، هذه الأجهزة تتيح مراقبة فورية للضغط ودرجات الحرارة والتسربات، مما أدى إلى تقليص الخسائر التشغيلية بنحو 30% في بعض المواقع خلال عام 2024.

تقليص زمن الصيانة الدورية بنسبة 45%

أحد أبرز التطبيقات كان في حقل ظهر العملاق، حيث ساعدت أنظمة المراقبة الذكية في تقليص زمن الصيانة الدورية بنسبة 45%، وهو ما انعكس على زيادة إنتاج الغاز الطبيعي الذي بلغ 3.2 مليار قدم مكعب يوميًا، ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن هذه الكفاءة التشغيلية وفرت للحكومة والشركات المشتركة نحو 200 مليون دولار سنويًا كانت تُنفق سابقًا على إصلاحات طارئة وتوقفات إنتاجية.

خفض زمن التفتيش بنسبة 60% مقارنة بالطرق التقليدية

كما لعبت الطائرات المسيّرة دورًا محوريًا في تعزيز الأمن الصناعي، فبدلًا من إرسال فرق تفتيش لمسافات طويلة، أصبحت الدرونز قادرة على مسح خطوط الأنابيب التي تمتد لمئات الكيلومترات في غضون ساعات قليلة، مع تزويد الفرق الهندسية بصور حرارية تكشف عن أي تسرب محتمل، وبحسب بيانات شركة بتروجيت، فقد ساعد هذا الأسلوب على خفض زمن التفتيش بنسبة 60% مقارنة بالطرق التقليدية.

تعزيز السلامة وتقليل المخاطر البيئية

هذا التحول الرقمي لم يكن فقط من أجل خفض التكاليف، بل أيضًا لتعزيز السلامة وتقليل المخاطر البيئية، فمع توجه مصر نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، فإن الاستثمار في الرقمنة يسهم في خفض الانبعاثات الناتجة عن التسربات والتشغيل غير الكفء، وتشير التقديرات إلى أن الشركات العاملة في مصر خصصت ما يقارب 800 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الماضية لتطوير بنيتها الرقمية، وهو ما يعكس التزامًا استراتيجيًا طويل المدى بمستقبل أكثر استدامة.