ثورة في تطوير الأدوية.. الذكاء الاصطناعي يعزز الابتكار ويخفض التكلفة

الخميس، 04 سبتمبر 2025 09:15 ص

ثورة في تطوير الأدوية- تعبيرية

في تحول لافت يشهده قطاع صناعة الأدوية، تتسارع وتيرة اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والأنظمة الحاسوبية الحديثة، لتسريع عمليات اكتشاف الأدوية واختبار سلامتها، في ظل توجه واضح من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA نحو تقليص الاعتماد على تجارب الحيوانات خلال السنوات القليلة المقبلة.

منهج جديد لتقليل الوقت والتكلفة

وفقًا لتقارير وتحليلات من 11 خبيرًا في شركات أبحاث تعاقدية وشركات التكنولوجيا الحيوية وبنوك استثمارية، من المتوقع أن تخفض هذه الأساليب المبتكرة زمن وتكلفة تطوير الأدوية بنسبة تصل إلى 50% خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

علمًا أن تطوير دواء جديد في الوقت الحالي يتطلب في المتوسط 15 عامًا، ويكلف نحو 2 مليار دولار، وهو ما يجعل الأمر غاية في الصعوبة.

الذكاء الاصطناعي يدخل العمق

أصبحت شركات مثل Certara وSchrodinger وRecursion Pharmaceuticals في طليعة هذه الثورة الرقمية، إذ تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بكيفية امتصاص وتوزيع وتأثير الأدوية داخل الجسم، و شركة Recursion نجحت في إيصال جزيء دوائي إلى مرحلة التجارب السريرية خلال 18 شهرًا فقط، مقارنة بالمتوسط الصناعي البالغ 42 شهرًا.

اكتشافات الأدوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يؤدي لخفض أسعار الدواء

دعم تنظيمي من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA

التحول لا يأتي من الشركات وحدها، بل تدعمه أيضًا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي وضعت خارطة طريق لتقليل الاعتماد على تجارب الحيوانات، وخصوصًا في الأدوية البيولوجية مثل الأجسام المضادة أحادية النسيلة.

تحديات في الاستغناء الكامل عن تجارب الحيوانات

رغم التقدم التقني، يرى محللون مثل بريندان سميث من TD Cowen أن الاستغناء الكامل عن تجارب الحيوانات لن يحدث في المدى القريب، مرجحين استمرار اعتماد الشركات على نموذج هجيني يجمع بين الطرق التقليدية والحديثة.

بحسب بيانات FDA، فإن اختبار الأمان البيولوجي للأدوية باستخدام الحيوانات، خصوصًا الأجسام المضادة، يتطلب نحو 144 قردًا غير بشري، بكلفة تصل إلى 50,000 دولار للحيوان الواحد، وتمتد هذه التجارب بين شهر إلى ستة أشهر.

«الغذاء والدواء الأمريكية» تلغي ترخيصها للقاحات «كوفيد» في الولايات المتحدة

مستثمرون جدد

إلى جانب الكبار، بدأت شركات ناشئة مثل InSphero في تقديم حلول مبتكرة عبر نماذج ثلاثية الأبعاد لمحاكاة الكبد البشري، بينما تجمع Schrodinger بين المحاكاة الفيزيائية والذكاء الاصطناعي لتقييم السمية الدوائية قبل التجارب السريرية.

أما Charles River، أحد أكبر شركات الأبحاث التعاقدية عالميًا، فاستثمر بقوة في ما يعرف بالأساليب المنهجية الجديدة أو NAMs، وتشمل هذه الأساليب نماذج الحوسبة والتعلم الآلي إضافة إلى أجهزة العضو على شريحة Organ-on-a-chip المصممة بخلايا بشرية لمحاكاة وظائف الأعضاء الحقيقية، ويحقق قسم NAMs في الشركة حاليًا إيرادات سنوية تقدر بـ200 مليون دولار.

القطاع الدوائي يقف على أعتاب تحول جذري

يبدو أن القطاع الدوائي يقف على أعتاب تحول جذري يعيد تشكيل خريطة تطوير الأدوية من حيث الكلفة والسرعة، مدعومًا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والدعم التنظيمي.

تبقى الحاجة ماسة لنموذج متوازن يجمع بين الابتكار والتقليد إلى أن تثبت الأساليب الحديثة جدواها الكاملة وتعتمد على نطاق واسع.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.