"الصحة والخوارزميات"، مستقبل الرعاية الصحية في الشرق الأوسط

الأربعاء، 16 يوليو 2025 10:37 م

الرعاية الصحية

يقف قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط على أعتاب تحول جذري غير مسبوق، تقوده ثورة الذكاء الاصطناعي والرقمنة، التي تعيد تعريف العلاقة بين المريض والمؤسسة الطبية، ولم تعد الرعاية مقتصرة على تشخيص وعلاج تقليدي، بل دخلنا مرحلة الرعاية الشخصية الفائقة، التي تتجاوز حدود المكان والزمان، بدعم من التكنولوجيا، مما يعيد رسم ملامح هذا القطاع في دول الخليج والمنطقة ككل.

استثمار ذكي وعائد صحي

تشير الأرقام إلى مسار تصاعدي لافت:

159 مليار دولار هو حجم الإنفاق الجاري، المتوقع على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2029.
معدل نمو سنوي مركب قدره 7.8%، يعكس شهية استثمارية قوية وتوجهًا إستراتيجيًا لدعم هذا القطاع.

وبينما يشكل سكان الشرق الأوسط نحو 6.3% من سكان العالم، فإن المنطقة تشهد تسارعًا رقميًا، جعل من دول مثل الإمارات والسعودية، أمثلة حية على كيف يمكن للمنطقة أن تتفوق على نظيراتها الغربية في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنظومة الصحية.

التمريض المنزلي في السعودية، سوق ينمو على وقع التحول السكاني والتقني

خمسة محاور تصنع المستقبل الصحي

الطب الوقائي المستند إلى البيانات:- تحليل السجلات الصحية واستخدام خوارزميات التنبؤ أمر أصبح واقعًا، يساهم في خفض التكاليف على المدى الطويل، من خلال الاكتشاف المبكر للأمراض.

تشخيص دقيق عبر الذكاء الاصطناعي:- أدوات متقدمة قادرة على رصد السرطانات، وغيرها من الأمراض الخبيثة، قبل ظهور الأعراض السريرية، ما يعزز فرص العلاج المبكر ورفع نسب النجاة.

الروبوتات في العمليات الجراحية:- دخول الآلات الذكية للغرف الجراحية، أدى إلى تحسين الدقة الجراحية، وتقليص فترة التعافي، ما قلل التكاليف التشغيلية للمؤسسات الطبية.

التسلسل الجيني:- مشاريع كبرنامج التسلسل الجيني في الإمارات، باتت تمثل حجر زاوية في أبحاث الأمراض الوراثية، وتمهد الطريق نحو الطب الشخصي.

الأجهزة القابلة للارتداء والتطبيب عن بُعد:- يزداد الاعتماد على الرقمنة، من السجلات الصحية الإلكترونية إلى استشارات الأطباء عبر الإنترنت، ما يزيد من الوصول العادل والسريع للرعاية.

الذكاء الاصطناعي.. العمود الفقري للرؤية الجديدة

وقفز سوق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية من 78 مليار دولار في 2021، إلى ما يُتوقع أن يصل إلى 320 مليار دولار بحلول 2030، وفي الشرق الأوسط، تشير التقديرات إلى أن مساهمة الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع، تنمو بمعدل 34% سنويًا، أما قطاع الروبوتات الطبية فمن المتوقع، أن يصل إلى 811 مليون دولار بحلول 2028 بمعدل نمو مركب يقارب 6.7%.

غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات تكشف خطة تدريب جديدة لأعضائها

السياحة العلاجية.. الشرق الأوسط كمحطة علاجية عالمية

وأصبحت الإمارات والسعودية، مركزين جاذبين للسياحة العلاجية، فالمرضى من الدول الغربية المرهقة من طول فترات الانتظار، ومن الدول النامية الباحثة عن رعاية متقدمة، يتجهون اليوم إلى مستشفيات تعتمد معايير الاعتماد الدولي، وتقدم تجربة علاجية تدمج بين الجودة والرفاهية.

وتمضي الإمارات قدمًا، نحو تحقيق رؤية الإمارات 2071، التي تولي صحة المجتمع أولوية قصوى، من خلال تعزيز البنية التحتية، ومواكبة التحديات الصحية المرتبطة بأنماط الحياة، والريادة في مجالات مثل الطب التجديدي وإطالة العمر الصحي.

ما الذي يمكن أن نتوقعه؟

التحول القادم في الرعاية الصحية، لن يكون فقط تقنيًا، بل إنساني الطابع بامتياز، تُبشر الرؤية المستقبلية برعاية صحية مخصصة لكل مريض حسب جيناته وحالته اليومية، حيث ستذوب الحدود بين المستشفيات التقليدية والتقنيات الذكية، وتصبح الوقاية والتدخل المبكر المحور الأساسي، بدلًا من مجرد الاستجابة للمرض.

ومع استمرار شراكات القطاعين العام والخاص، وتوسع الاستثمار في الابتكار الصحي، تبدو منطقة الشرق الأوسط، مهيأة لتكون ليس فقط مركزًا إقليميًا للرعاية الصحية، بل نموذجًا عالميًا للرعاية الذكية والشاملة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.