تخفيض أسعار الفائدة الفيدرالية، هل هو الحل المناسب الذي يراه ترامب؟

الجمعة، 29 أغسطس 2025 02:24 م

الفيدرالي الأمريكي - ترامب

حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقدما في جهوده لإعادة تشكيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حسب رغبته، مما يثير المخاوف بشأن استقلال البنك المركزي وسط دفع البيت الأبيض لخفض أسعار الفائدة بشكل عدواني.

وينبع غضب ترامب من بنك الاحتياطي الفيدرالي جزئيا من اعتقاده بأن تأجيل خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يبقي أسعار الرهن العقاري مرتفعة ويمنع الكثير من الأميركيين من شراء المساكن ــ وهو ما يصفه بأنه وصمة عار على اقتصاد "رائع".

بعد أشهر من إلحاح ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لخفض أسعار الفائدة، تصاعدت خلافاته مع المجلس في 25 أغسطس عندما أعلن إقالة ليزا كوك، حاكمة المجلس، مما قد يمهد الطريق أمام تعيينات باول لتشكيل أغلبية في مجلس محافظي المجلس المكون من سبعة أعضاء، وتطعن كوك في هذه الخطوة أمام المحكمة، بحسب ما نقلت صحيفة USA Today الأمريكية.

وقال ترامب خلال اجتماع وزاري في 26 أغسطس: "سنحصل على أغلبية قريبًا جدًا. سيكون ذلك رائعًا. بمجرد حصولنا على الأغلبية، سيشهد سوق الإسكان تقلبات".

يقول الخبراء إن هناك أدلة متزايدة تدعم خفض أسعار الفائدة، لكنهم يحذرون من أن خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة وفي وقت مبكر للغاية قد يؤدي إلى تحفيز التضخم ودفع أسعار الرهن العقاري إلى الارتفاع بشكل أكبر.

هل ينبغي على بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة الآن؟

يُكلَّف الاحتياطي الفيدرالي بمهمتين أساسيتين هما الحفاظ على انخفاض التضخم وارتفاع معدلات البطالة، فإذا كان سوق العمل ضعيفًا، يُمكن للبنك المركزي خفض أسعار الفائدة الرئيسية لتحفيز النشاط الاقتصادي وتشجيع التوظيف. أما عندما يكون التضخم مرتفعًا، فيُمكنه رفع أسعار الفائدة لإبطاء النشاط الاقتصادي، بحسب ما نقلت صحيفة USA Today الأمريكية.

أبقى الاحتياطي الفيدرالي، لأشهر أسعار الفائدة ثابتة وسط مخاوف من التضخم، ورغم أن الاقتصاد صمد بشكل أفضل مما توقعه الكثيرون في أعقاب جائحة كوفيد-19 ورسوم ترامب الجمركية، إلا أن التضخم لا يزال يتجاوز هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% ، وهناك مخاوف من أن الرسوم الجمركية قد تدفع الأسعار إلى الارتفاع.

لكن الثغرات الأخيرة في سوق العمل دفعت الاحتياطي الفيدرالي إلى النظر عن كثب في خفض أسعار الفائدة، وأظهر أحدث تقرير للوظائف أن أصحاب العمل الأمريكيين أضافوا 73 ألف وظيفة في يوليو، وهو ما يقل بكثير عن توقعات الاقتصاديين، بينما خُفِّضَت مكاسب الوظائف لشهري مايو ويونيو بمقدار 258 ألف وظيفة.

فيما أشار باول في 22 أغسطس إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي منفتح على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل ، مشيرا إلى أن خطر التراجع على التوظيف آخذ في الارتفاع، حتى لو ظل التضخم "مرتفعا إلى حد ما".

بينما يُطالب ترامب بخفض أسعار الفائدة، يبدو أنه يختلف مع الاحتياطي الفيدرالي حول التوقيت المناسب، وفقًا لبول أشورث، كبير اقتصاديي أمريكا الشمالية في كابيتال إيكونوميكس. في أغسطس، أمر ترامب بإقالة مفوضة إحصاءات العمل الأمريكية بعد تقرير الوظائف الضعيف، متهمًا إياها بالتلاعب بالبيانات دون دليل.

هل يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تخفيف أسعار الرهن العقاري؟

وقال ترامب إن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يوفر أموال الحكومة ويعزز سوق الإسكان في الولايات المتحدة، كما كتب ترامب في 19 أغسطس على موقع "تروث سوشيال" : "هل يمكن لأحد أن يُبلغ جيروم باول بأنه يُلحق ضررًا بالغًا بقطاع الإسكان؟" وأضاف : "لا يستطيع الناس الحصول على قرض عقاري بسببه".

ماذا قد يعني خفض أسعار الفائدة العدواني بالنسبة لك

وتتوقع مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي، الذي يتراوح حاليا بين 4.25% و4.5%، بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مع إمكانية خفض آخر للسعر بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر.

ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الوتيرة سوف ترضي ترامب، الذي دعا إلى خفض سريع لأسعار الفائدة إلى مستوى منخفض يصل إلى 1%، وقال ترامب على قناة "تروث سوشيال" : "باول قادر على القيام بأفضل وأعظم عمل لبلادنا من خلال المساعدة في خفض أسعار الفائدة". وأضاف : "نعاني من تضخم شبه معدوم، واقتصادنا في حالة جيدة جدًا، وسيتحسن قريبًا، مع عائدات التعريفات الجمركية الهائلة القادمة، وبناء المصانع في جميع أنحاء البلاد، بشكل أفضل من أي وقت مضى".

في الشهر التالي، قال ترامب إن على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة ثلاث نقاط، وقال على قناة "تروث سوشيال": "اخفضوا أسعار الفائدة الفيدرالية الآن !!!".

لماذا طرد ترامب كوك؟

أعلن ترامب في 25 أغسطس أنه سيطرد كوك، الذي رشحه الرئيس السابق جو بايدن في عام 2022، ويمكن أن يؤدي إنهاء خدمة كوك - إذا قبلته المحاكم - إلى تمهيد الطريق أمام المعينين من قبل ترامب لتشكيل الأغلبية في مجلس المحافظين المكون من سبعة أعضاء.

عيّن ترامب اثنين من محافظي الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر وميشيل بومان، خلال إدارته الأولى، وعارضا قرار الاحتياطي الفيدرالي في يوليو بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة، ويعمل ترامب أيضًا على شغل المقعد الشاغر الذي تركته الحاكمة أدريانا كولر، التي استقالت بشكل مفاجئ في أغسطس.

قال ترامب في 26 أغسطس: "بمجرد أن نحصل على الأغلبية، سيشهد سوق الإسكان تحولاً جذرياً، وسيكون الوضع رائعاً. يدفع الناس أسعار فائدة مرتفعة للغاية. هذه هي المشكلة الوحيدة في سوق الإسكان. علينا خفض أسعار الفائدة قليلاً، وعندما نفعل ذلك، سيكون هناك فرق هائل".

مع ذلك، سيتطلب الأمر أكثر من مجرد أغلبية في مجلس المحافظين للسيطرة على أسعار الفائدة. تُقرر لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وهي لجنة مكونة من 12 عضوًا، من بينهم أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي السبعة، بالإضافة إلى خمسة رؤساء إقليميين لبنوك الاحتياطي الفيدرالي، تخفيضات أسعار الفائدة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.