الخميس، 21 أغسطس 2025

06:05 م

ابتكار أم استغلال، هل تحول التكنولوجيا العلاقات الإنسانية إلى سلعة؟

الخميس، 21 أغسطس 2025 02:38 م

 استنساخ الذات بالذكاء الاصطناعي

استنساخ الذات بالذكاء الاصطناعي

في الوقت الذي تتسارع فيه موجات الذكاء الاصطناعي وتغزو مختلف مجالات الحياة، بدأنا نرى تطبيقات جديدة تتجاوز المألوف، ليس في البرمجيات أو الصناعة فقط، بل في البشر أنفسهم. 

السياسة والذكاء الاصطناعي.. نائب بريطاني في قلب الجدل

نائب مدينة ليدز البريطانية، مارك سواردز، أطلق ما وصفه بأول نائب برلماني رقمي يعمل بالذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من موجة الانتقادات التي وجهت له، من التهرب إلى الاتهام بالكسل، فإن التجربة تفتح الباب أمام نموذج جديد في العمل النيابي، نموذج يسعى لتعزيز الكفاءة، وتوسيع القدرة على التفاعل مع المواطنين، باستخدام أدوات لا تعرف النوم أو الانشغال.

ولعل المثير أن بعض الردود التي قدمها الروبوت، مثل نصيحته بالإبلاغ عن أريكة مهجورة للشرطة، بدت أكثر منطقية من إجابات بشرية، ما يطرح سؤالاً حرجًا هل تتفوق التقنية على الممثل السياسي نفسه في بعض الأحيان؟.

 استنساخ الذات بالذكاء الاصطناعي

اقرأ أيضًا:

من «دولي إلى البشر»، هل أصبح الاستنساخ على وشك أن يصبح واقعًا؟ (تقرير)

من العلاج الطبيعي إلى بودكاستات مدفوعة.. نسخة رقمية تدر دخلاً

المعالج الفيزيائي الأسترالي برودي شارب استخدم تجربته الخاصة لتوسيع نطاق عمله، فأنشأ مساعدًا ذكيًا مدربًا على حلقات بودكاسته حول إصابات الجري.

وبتكلفة تطوير لم تتجاوز 1300 دولار أمريكي، بات هذا الروبوت يدر عليه دخلاً شهريًا يبلغ نحو 650 دولارًا أستراليًا، بمصاريف تشغيل شبه منعدمة.

النموذج هنا يكشف عن طريقة جديدة لتحويل المعرفة الشخصية إلى منتج رقمي مستدام، يمكنه أن يعمل ليل نهار، ويرد على مئات الأسئلة، ويوفر بديلاً فعالاً عن جلسات العلاج المباشر، ومع مرور الوقت، يطمح شارب إلى دمج محتوى جلساته الخاصة في هذا النظام، ما يعزز القيمة ويضاعف العائد.

 استنساخ الذات بالذكاء الاصطناعي

من يملك المستقبل.. رواد أم أثرياء؟

في المقابل، أطلق المؤلف العالمي وصاحب العلامة التجارية الواسعة، نسخته الرقمية المدفوعة، لتقديم نصائح شخصية مقابل رسوم رمزية.

أما المؤثرة كارين مارغوري، فحولت روبوتها إلى مصدر دخل تجاوز المليون دولار، عبر تقديم تفاعلات مدفوعة بالدقيقة، يثير هذا التوجه مخاوف من انقسام رقمي جديد، إذ يتمتع الأثرياء بإمكانية التفاعل مع خبراء حقيقيين، بينما يتلقى البقية خدماتهم عبر واجهات آلية، وإذا أصبح الذكاء الاصطناعي واجهة التواصل الأساسية، فمن يضمن جودة المشورة؟ ومن يراقب مصداقيتها؟

اقرأ أيضًا:

بسبب الصحة النفسية، المدعي العام في تكساس يحقق مع ميتا و Character.AI

سوق ناشئة لكنها تتحرك بسرعة

تشير التقديرات إلى أن أكثر من 700 مليون شخص يستخدمون تشات جي بي تي أسبوعيًا، ومع احتساب أدوات الذكاء الاصطناعي من جوجل وميتا، فإن الأرقام قد تتجاوز المليار مستخدم، فالبشر لم يعودوا يتحرجون من الحديث مع آلات، بل باتوا يفضلونها أحيانًا على التفاعل البشري المباشر.

تبدو النسخ الرقمية فرصة مزدوجة، وسيلة لتوسيع نطاق الأثر والمعرفة، وخفض التكاليف، لكنها في ذات الوقت تهدد بتحويل الخبرات البشرية إلى سلع رقمية قابلة للنسخ، وأحيانًا إلى نسخ سطحية لا تحمل العمق أو الفهم الإنساني الحقيقي.

 استنساخ الذات بالذكاء الاصطناعي

الابتكار أم الاستغلال؟

يحمل استنساخ الذات بالذكاء الاصطناعي بعدين متناقضين، تمكين الأفراد من مشاركة خبراتهم على نطاق واسع، مقابل خطر تقليص القيمة الحقيقية للعلاقة البشرية. 

والتحدي الآن يكمن في تحقيق التوازن، كيف نضمن أن تظل الآلة أداة مساعدة، لا بديلاً؟ وأن تظل الخبرة الحقيقية متاحة، لا امتيازًا محصورًا؟، وفي زمن بات فيه كل شيء قابلاً للرقمنة، من الصوت إلى الشخصية، تبقى الحقيقة الأساسية، التقنية وسيلة، لكن الاتجاه الذي تسلكه مرهون بالإنسان الذي يقودها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search