معلومات الوزراء: الكابلات البحرية شريان رئيسي لدعم الاقتصاد الرقمي في إفريقيا
الأربعاء، 20 أغسطس 2025 01:00 م

الكابلات البحرية
شهيرة أحمد
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا حديثًا سلط الضوء الضوء على التقرير الصادر عن مركز كارنيجي للسلام الدولي، بعنوان "تحت الأمواج: معالجة مواطن الضعف في البنية التحتية الرقمية تحت البحر في إفريقيا".
ويستعرض التقرير، الدور الحيوي للكابلات البحرية في ربط إفريقيا بالعالم الرقمي، موضحًا إسهامات هذه البنية التحتية في تحسين الاتصال بالإنترنت، فضلًا عن تعزيز النمو الاقتصادي والتكنولوجي في القارة.
يأتي ذلك في ضوء اهتمام مركز المعلومات، بدراسة القضايا التنموية المرتبطة بالقارة الإفريقية، تماشيًا مع توجهات القيادة السياسية الهادفة إلى تدعيم أواصر التعاون مع دول القارة، ويقوم المركز برصد وتتبع أهم التقارير ذات الصلة بالقارة الإفريقية، للتعرف إلى أبرز التحديات والفرص الخاصة بدولها المختلفة.

ربط القارة الإفريقية بالعالم الرقمي
وأشار التقرير إلى أن الكابلات البحرية، تلعب دورًا حيويًا في ربط القارة الإفريقية بالعالم الرقمي، حيث تنقل هذه الكابلات أكثر من 99% من حركة البيانات حول العالم، وهي أساس البنية التحتية للإنترنت العالمي.
ومنذ أوائل العقد الأول من الألفية، بدأت هذه الكابلات تصل إلى الشواطئ الإفريقية، ما أحدث تغييرًا كبيرًا في الوصول إلى الإنترنت وخفض تكلفته، وأدى إلى تحفيز الابتكار وبناء اقتصاد رقمي متطور، حتى وصل عدد الكابلات التي تربط إفريقيا بشبكات الاتصالات العالمية إلى 77 كابلًا بحريًّا، ومع ذلك لا تزال هناك حاجة ماسة لتطوير هذه البنية، فضلًا عن تأمينها ضد المخاطر المتزايدة.
وأوضح التقرير أنه في مارس 2024، واجهت 10 دول إفريقية في غرب وجنوب القارة، انقطاعًا كبيرًا في الإنترنت بعد تعطل أربعة كابلات رئيسة، من بينها كابل "وست أفريكا كيبول سيستم" و"ماين وان".
وفي مايو من نفس العام، تعرضت دول شرق إفريقيا لانقطاع مماثل بعد تلف كابلات أخرى، وكشفت هذه الحوادث عن هشاشة هذه البنية التحتية، مؤكدة ضرورة وضع خطة قوية لضمان استقرارها في المستقبل، خصوصًا أن الاقتصاد الرقمي في إفريقيا، ينمو بسرعة كما يعتمد بشكل أساسي على الإنترنت.
وأوضح التقرير، أن الحكومات والشركات بحاجة للعمل معًا من أجل حماية هذه الكابلات، سواءً عبر بناء أنظمة بديلة لتوزيع الإنترنت في حال انقطاع كابل، أو من خلال تنويع المسارات حتى لا تعتمد الدول على كابل واحد فقط، كما يدعو إلى تحسين أساليب الحوكمة، من خلال تعاون إقليمي بين الدول الساحلية، وتوحيد القوانين والإجراءات التنظيمية المتعلقة بالكابلات تحت البحر.
وتشير البيانات إلى أن 37 من أصل 38 دولة ساحلية إفريقية، تمتلك كابلات بحرية، باستثناء إريتريا، كما تعد دول مثل:- (مصر، جنوب إفريقيا، كينيا، نيجيريا، وجيبوتي) مراكز رئيسة في هذا النظام، وتستفيد الدول غير الساحلية من هذه الكابلات عبر شبكات أرضية تمتد عبر الحدود، مثل ما يحدث في كينيا التي تربطها كابلات بالدول المجاورة، ورغم ذلك، لا تزال بعض الدول تعتمد على كابل واحد فقط، ما يجعلها عرضة لانقطاع تام في حال حدوث أي خلل.
أبرز أسباب انقطاع الكابلات البحرية
وأشار التقرير إلى أن من أبرز أسباب انقطاع الكابلات البحرية الزلازل، والحوادث الناتجة عن السفن أو أنشطة الصيد، إلى جانب تدخلات بشرية متعمدة في بعض الحالات، وتُقدِّر الدراسات أن ما بين 70% و80% من الأعطال، تعود إلى أضرار تسببها السفن أو مراسيها.
كما أوضح التقرير، أن الجزء الأكبر من هذه الأعطال، يقع في المناطق البحرية الضحلة، وليس في الأعماق، ما يفاقم صعوبة الإصلاح، ويرفع تكلفته التي قد تبلغ ملايين الدولارات لكل حالة.
اقرأ أيضًا:
الكابلات البحرية، سلاح ناعم في صراع النفوذ الرقمي
"كورال بريدج"، كابل بحري يمنح الأردن منفذًا رقميًا جديدًا عبر مصر

المشكلات التي تواجه الدول الإفريقية
كما أشار التقرير، إلى أن إحدى المشكلات التي تواجه الدول الإفريقية، هي قلة عدد السفن المتخصصة في إصلاح الكابلات، حيث يوجد أقل من 100 سفينة على مستوى العالم، ولا يوجد سوى ثلاث منها تخدم إفريقيا، واحدة فقط منها تتمركز في القارة.
وفي بعض الحالات، يستغرق وصول سفينة الإصلاح إلى موقع العطل أكثر من ثلاثة أسابيع، وهو وقت طويل جدًا بالنظر إلى الأضرار الاقتصادية الناتجة عن العُطل.
وأكد التقرير أهمية تنويع نقاط هبوط الكابلات في الدول، فمثلًا كل الكابلات التي تصل إلى كينيا، تهبط في مدينة مومباسا، ما يجعل كينيا عرضة لخطر كبير في حال تأثرت الكابلات الموجودة في هذه المدينة، ويقترح التقرير أيضًا استخدام تقنيات بديلة مثل الأقمار الصناعية، كمصدر احتياطي للإنترنت، رغم أن لها عيوبًا مثل ضعف السرعة وارتفاع التكاليف.
ودعا التقرير، إلى تبني قوانين موحدة على مستوى القارة، وتسهيل الإجراءات الخاصة بتركيب وتشغيل الكابلات، حيث أن بعض الدول، تفرض رسومًا مرتفعة على الشركات، ما قد يعيق جذب الاستثمارات، كما يُوصى بإنشاء نقطة اتصال وطنية موحدة في كل بلد للإبلاغ عن الحوادث، والتنسيق بين الجهات المعنية مثل الجهات البحرية والأمنية وشركات الاتصالات.
وقد بدأت بعض الدول بالفعل، في اتخاذ خطوات تنظيمية، مثل نيجيريا التي بدأت التعاون بين هيئاتها التنظيمية البحرية والاتصالات، كما يدعو إلى اتباع المعايير الدولية لحماية الكابلات، وتبادل المعلومات والخبرات على مستوى إقليمي وقاري، عبر الاتحاد الإفريقي أو من خلال التعاون مع منظمات دولية.
حماية الكابلات البحرية مسؤولية جماعية
وشدد التقرير في ختامه على أن حماية الكابلات البحرية، ليست مهمة دولة واحدة، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب التنسيق بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع الدولي، فمن خلال تنويع الشبكات، وتحسين الحوكمة، وتطوير التعاون الإقليمي، يمكن لإفريقيا أن تبني نظامًا رقميًّا أكثر قوة وقدرة على التكيف مع التحديات المستقبلية، وهو ما سيعود بالنفع على اقتصاداتها وشعوبها.
اقرأ أيضًا:-
مصر محور الكابلات البحرية لدعم البنية التحتية الرقمية في إفريقيا

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ثروات الخليج تتحدى الأزمات، من صواريخ إيران إلى قلب النظام المالي العالمي
19 أغسطس 2025 07:48 م
في ظل مفاوضات الحرب، واشنطن تلوح بالعقوبات والهند تعيد رسم خريطة النفط
19 أغسطس 2025 04:24 م
الفائدة الآسيوية تغير المعادلة، هل بدأ الاقتصاد العربي يتأثر أكثر بالصين والهند؟
19 أغسطس 2025 01:02 م
أكثر الكلمات انتشاراً