الأربعاء، 20 أغسطس 2025

02:49 م

من الطفرة إلى التباطؤ، التجارة الروسية الصينية تدخل مرحلة إعادة التقييم

الأربعاء، 20 أغسطس 2025 12:29 م

روسيا والصين

روسيا والصين

ميرنا البكري

بعد أن كانت التجارة بين روسيا والصين، تركب موجة صاعدة وصلت لأرقام قياسية بعد حرب أوكرانيا، تعكس المؤشرات الآن أن هذه الطفرة فقدت زخمها، من فائض السلع الصينية في السوق الروسي، بعد نخفاض الطلب الصيني على النفط والغاز الروسي، حتى الضغوط المالية والعقوبات، فالمشهد يتغير سريعًا، وهذا لا يؤثر على التجارة، لكن أيضًا على قدرة موسكو لتمويل حربها وإدارة اقتصادها.

التجارة بين الصين وروسيا تسجل رقماً قياسياً جديداً
التجارة بين روسيا والصين

 

الطفرة بعد حرب أوكرانيا، بداية القصة

وقلب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 خريطة التجارة الروسية، حيث خرجت الشركات الغربية، وحلت الصين مكانها بسرعة فيما توجهت صادرات الطاقة الروسية شرقًا بدلًا من الاتجاه لأوروبا، كما ارتفع حجم التجارة بنسبة 29% في 2022، كما ارتفع أيضًا بـ26% في 2023.

وفي 2024، وصل الإجمالي لمستوى تاريخي وهو 245 مليار دولار، حيث اعتبرت الفترة الصين في هذه الفترة شريان حياة للاقتصاد الروسي، سواءً في عالم السيارات، والإلكترونيات، أو المنتجات الصناعية.

 

من القمة للتباطؤ، إشارات الخطر

لكن من 2024، بدأت الإشارات السلبية تظهر، حيث هبط نمو التجارة لـ2% فقط، وفي أول سبعة أشهر من 2025، انخفضت التجارة بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي، كما خلق فائض السلع الصينية في روسيا، خاصةً في السيارات، شبعًا في السوق، حيث قال الوزير الروسي أنطون عليخانوف: “إن معدلات النمو العالية، لن تعود في المدى القريب”.

 

سوق السيارات، من الهيمنة الصينية للحماية الروسية

وبعد خروج الشركات الأوروبية واليابانية من روسيا، سيطرت الشركات الصينية على السوق، فيما رفع الكرملين الرسوم الجمركية على السيارات الصينية في 2025، وبالتالي انخفضت صادرات الصين لروسيا 8.4% في النصف الأول من العام، ما يعكس اتجاه روسيا لحماية صناعتها المحلية، حتى لو أن هذا يعني إبطاء تدفق السلع الصينية.

 

النفط، تراجع الطلب الصيني يؤلم موسكو

وكانت الصين أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد أوروبا، لكنَّ انخفاض الأسعار وتشديد العقوبات الأمريكية على الناقلات خنق الصادرات، في وقت انخفض فيه الطلب الصيني على النفط الخام الروسي، وتأثرت الإيرادات الفيدرالية الروسية؛ لأن الطاقة ركيزة أساسية للضرائب والعملة الصعبة، ما زاد الضغوط على قدرة موسكو على تمويل حربها في أوكرانيا.

 

تحول إستراتيجي في التعاون

ويعتقد المسؤولون الروس، أن الحل ليس في استمرار استيراد السلع الاستهلاكية من الصين، لكنه في الاستثمار في الإنتاج المشترك، ونقل التكنولوجيا، والتصنيع داخل روسيا بمساعدة الشركات الصينية، وإذا نجح هذا، سيخلق وظائف، ويقلل الاعتماد على الواردات، ويدعم الاقتصاد على المدى الطويل.

 

التوقعات الاقتصادية

قصير المدى:- استمرار التراجع في التجارة، خاصةً في السيارات والطاقة.

متوسط المدى:- مشاريع صناعية مشتركة قد تعوض بعض الخسائر، لكن تتطلب استثمارات ضخمة.

طويل المدى:- إذا استمرت العقوبات الغربية، قد تضطر روسيا لتعميق شراكتها مع الصين في مجالات الإنتاج، بدلًا من الاستهلاك.

 

اقرأ أيضًا:- 

تعاون «صيني روسي» لحل أزمة «نووي إيران» وتعزيز السلام بالشرق الأوسط

روسيا والصين.. علاقات اقتصادية أساسها النفط والغاز : CNN الاقتصادية
النفط الروسي

ختامًا، القصة الآن ليست عن أرقام التجارة، لكنها عن تغير شكل العلاقة الاقتصادية بين روسيا والصين، ومرحلة "التوسع السريع" انتهت، والقادم سيكون التركيز على الكيف وليس على الكم، لكن الضغوط المالية على موسكو، وتراجع الطلب الصيني، والعقوبات، يجعلون المستقبل مليء بالتحديات، وإذا لم تستطيع موسكو تحويل التعاون مع بكين من استهلاك لتصنيع، سيظل العجز المالي مشكلة حقيقية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search